تمر اليوم الذكرى ال238 لحرب الاستقلال الأمريكية التي من خلالها ولدت الأمة الأمريكية من خلال أبيها المؤسس (جورج واشنطون) الذي سمي بأبو أمريكا بعد أن نجح في استقلال أمريكا من الاستعمار البريطاني و بدأت الملحمة الأمريكية في البزوغ و الظهور لتكون النواة الأولى في تكوين القطب الأوحد الذي يسيطر على العالم حتى الآن. قامت حرب الاستقلال الأمريكية يوم 19 أبريل من عام 1775 حيث طالب الأمريكان الاستقلال من بريطانيا عبر لغة القوة من خلال تلك الحرب حيث كانت بريطانيا مستعمرة ثلاثة عشر ولاية بأمريكا الشمالية و ساهمت في إستيطانها عبر هجرات (فرنسية – هولندية – بريطانية) إلى جانب أن تلك الهجرات ساهمت في نشر الديانة المسيحية ذات الطائفة البروتستانتية المرفوضة من قبل أوروبا التي تتدين بالمسيحية الكاثوليكية حيث كان يقطن تلك البقعة الجديدة (الهنود الحمر) المعروفين باسم (سكان أمريكا الأصليين) و كانت فرنسا تمتلك معظم أمريكا الشمالية إلى أن قامت حروبًا ضارية بين فرنسا و بريطانيا حيث لعبة الصراع على كرة العالم الأرضية و إذ بإنجلترا تنتصر كالمعتاد على فرنسا و الهنود الحمر و تسيطر على معظم أراضي أمريكا الشمالية بإستثناء (مقاطعة كويبيك) بكندا التي حافظ عليها الفرنسيين و تتسم تلك المقاطعة بالنكهة الفرنسية ثقافة و فكرًا و حياة. تم عقد معاهدة بين فرنسا و إنجلترا لإنهاء الحرب و سيطرت إنجلترا على الأراضي التي إقتنصتها من فرنسا الممتدة من (جبال الأبلاش حتى نهر المسيسيبي) و من ضمنها رقعة واسعة في كندا ، كان معظم أهل المستعمرات الأمريكيين يفخرون بإنتمائهم للتاج البريطاني صاحب القوة الإستعمارية في العالم خلال القرن الثامن عشر و كانت هناك صراعات قوية بين المستوطنين البيض و الهنود (سكان أمريكا الأصليين) و من خلال هذا الصراع قامت بريطانيا بإصدار قرار بتخصيص أراضٍ واقعة غرب جبال الأبلاش لإسكان الهنود، ومنع البيض من إنشاء مستوطنات لهم في تلك الأراضي، وتعيين الحراس لإبعاد المستوطنين عنها. لقد إغتاظ المستوطنون من هذا القرار قائلين بأنه لا يحق لبريطانيا أن تمنعهم من الاستيطان، كما أن الكثيرين منهم كانوا يطمعون في تحقيق أرباح لهم في شراء الأراضي في الغرب. (العلم الأمريكي أثناء حرب الاستقلال) قامت بريطانيا أيضًا بفرض الضرائب على الرصاص و الأصباغ و الورق و الشاي من خلال قانون أصدره البرلمان البريطاني من خلال وزير الخزانة البريطانية (تاونزهند) إلى جانب فرض مكتب لجمع الضرائب ببوسطن و من خلال هذه القرارات أحتج المستوطنون على هذه القرارات التعسفية مما جعلهم ينظمون إضرابات أسهمت في إسقاط الضرائب عن كل هذه السلع بإستثناء الشاي و ما دعم التذمر على السلطات البريطانية هو عدم تمثيل المستوطنين برلمانيًا في البرلمان البريطاني مما أشعل حرب الاستقلال ضد التاج البريطاني يوم 19 أبريل من عام 1775 إلى جانب تهريب المستوطنين للشاي من هولندا مما تسبب في خسائر فادحة لشركة الهند الشرقية البريطانية الممولة للشاي بسبب المقاطعة التي فرضها المستوطنين للبريطانيين من أجل الرضوخ لرغباتهم خاصة بعمل تعديل دستوري لهم بخصوص التمثيل في البرلمان البريطاني. (جون آدمز ثاني رئيس أمريكي و أحد صناع الاستقلال الأمريكي) قام المستوطنين بتكوين جيش من المتطوعين قاده جورج واشنطون ذو الخبرة العسكرية البسيطة من خلال تجاربه الحربية في الحروب الفرنسية البريطانية و التي أكسبته رغم عدم عبقريته العسكرية الجلد و الصبر و تحمل الصعاب و هذا ما حدث في حروب الاستقلال حيث أستغل كاريزمته في تعويض خبرته العسكرية المحدودة في مواجهة أقوى جيوش العالم في ذلك الوقت الجيوش البريطانية مدعمًا من الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال (لافايت) بمواجهة الجنرال البريطاني (ويليام هاو) و كانت بريطانيا متفوقة في باديء الأمر لكن بالجلد و الصبر استطاع (جورج واشنطون) أن ينتزع النصر من أنياب الأسد البريطاني ليعلن الاستقلال يوم 4 يوليه من عام 1776 و هو (عيد الثورة الأمريكية) من قِبل ممثلي الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال مؤتمر فلادلفيا الثالث. في عام 1783 يوم 3 سبتمبر أعلنت معاهدة باريس الاستقلال النهائي لأمريكا من بريطانيا بإعتراف بريطانيا نفسها للاستقلال الأمريكي و هنا بدأ التخطيط لبناء الأمة الأمريكية و الذي ظهر عام 1789 بإنتخاب (جورج واشنطون) أول رئيس لأمريكا بعد وضع الدستور الأمريكي الذي ساهم في وضعه (أبو الدستور الأمريكي) (توماس جيفرسون) و ثالث رئيس لأمريكا و وضع أيضًا بيان الاستقلال الأمريكي إلى جانب صياغة جون أدامز لهذا البيان و مشاركته في استقلال البلاد إلى جانب أنه أول نائب رئيس في التاريخ الأمريكي إلى جانب توليه كثاني رئيس للولايات المتحدةالأمريكية و أول رئيس يقيم بالبيت الأبيض الأمريكي عام 1800 حتى نهاية ولايته عام 1801 ليكون للثلاثي الذهبي الأمريكي (واشنطون – آدمز – جيفرسون) الفضل في ترسيخ اللبنة الأمريكية التي نمت تدريجيًا إلى أن وصلت للسيطرة على العالم كقطب أوحد إلى الآن ليطلق عليها لقب (الدولة العالمية الأولى في العالم) بهضمها كل الثقافات و الهجرات و الأفكار لتكون الكبسولة العالمية لغة و ثقافة و فكرًا و سياسة بإحتضانها التعريف الحقيقي لكلمة (العولمة).