الرابع من يوليو تاريخ غير عادي لدي الأمريكيين... اليوم هو عيد إستقلالهم. والعيد القومي الفيدرالي يوافق اعتماد إعلان الاستقلال الأمريكي 4 يوليو عام 6771 الذي أعلن الاستقلال عن مملكة بريطانيا العظمي". في ذلك اليوم تم الجلاء وغادر الجنود البريطانيون أرض القارة الجديدة التي سيطروا عليها منذ زمن بعيد... مراسم... احتفالات... ألعاب نارية... مسيرات... حفلات شواء ورحلات وحفلات موسيقية ومباريات البيسبول... هكذا يحيي الأمريكيون في جميع أرجاء العالم عيدهم القومي، حيث يخرج الناس إلي وسط المدن أو الحدائق ويشاهدون الألعاب النارية، وتتم حوارات مطولة، واستعادة لتاريخ الاستقلال وحديث عن أبطال التحرير من أمثال جورج واشنطن وجون آدمز، وتوماس جيفرسون، الذي ألقي بظلال مهمة علي الدستور وبيان الاستقلال، وكان صاحب أفكار المساواة والحرية الأبرز بين زعماء حرب الاستقلال. اشتهر يوم الاستقلال بالخطب السياسية التي تقام فيه وغيرها من النشاطات العلنية أو الخاصة التي تحيي تاريخ وحكومة وتقاليد الولاياتالمتحدة. السؤال هو عما إذا كان بمقدور بلد مارست الاحتلال أن تحيي إستقلالها دون أن تناقش ما حل بالبلدان التي شاركت في غزوها... إن بريطانيا لم تدمر أمريكا كما حدث عند غزو العراق و أفغانستان... الجدل الدائر اليوم حول تاريخ الخروج من البلدين يحمل في طياته عدم جدية خاصة إذا توافق ذلك مع سياسة التراجع عن إغلاق معتقل جوانتانامو الأمريكي... لا أحد يتحدث عن المسئولية الأخلاقية للإحتلال و مجرمي الحرب اللذين يحميهم تشريع أمريكي من آلاف الدعاوي التي رفعها أهالي العراقيين و الأفغان من ضحايا الغزو... التعويضات التي يفترض أن تدفعها واشنطن لا أحد يذكرها... الحقيقة هي أن المرجعية الأمريكية اختزلت في هجمات 11 من سبتمبر التي ارتكبتها جماعة معلنة و عوقب بها الجميع... وما لم يتم إحياء المعني الحقيقي للرابع من يوليو فسيظل عيدا يحفل بالمراسم والألعاب النارية والحفلات.