أكد خبراء سوق المال على حتمية تراجع السوق خلال جلسة غدا الاحد فى ضوء اشتعال الاحداث السياسية وتساقط القتلى ، مرجحين ان تتخطى تراجعات المؤشر الرئيسى نسبة 5% خلال جلسة الاحد . واشار الخبراء ان سيناريو انهيار السوق لن يتكرر مرة اخرى خاصة بعد تحوط المستثمرين منذ الاسبوع الماضى والذى سوف يخفف من وطأة الاحداث السياسية على السوق خلال تعاملات الاسبوع الجارى وسيكون خلاله السوق رهينة استمرار تلك الاحداث المؤسفة التى راح ضحيتها العديد من انباء الوطن . قالت غادة طلبة المحلل الفنى بشركة الاقصر لتداول الاوراق المالية ، انه كان من المفترض ان تكون نتائح الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد ايجابية على السوق الا انه بعد نشوب اشتباكات بين الشرطة واهالى الجناه فأنه من المتوقع ان يتراجع السوق خاصة مع استمرار التظاهارات وسقوط الكثير من الشهداء فى السويس . أضافت ان المؤشر سوف يستهدف مستوى الدعم 5500 نقطة خلال الاسبوع الجارى ، كما انه من المتوقع ان تشهد جلسة غدا ايقاف للتداولات على المؤشر الرئيسى بعد ان يتراجع بنسبة 5% ، موضحة انه فى حالة ازدياد حدة الموقف السياسى واستمرار تساقط القتلى فى ظل الاشتباكات بين الشرطة والشعب فإنه سوف يكسر المؤشر الرئيسى مستوى المقاومة 5500 نقطة ليصل الى منطقة 5460 نقطة والتى تعتبر منطقة ايقاف الخسائر والتى لن يكسرها الى اسفل الا فى حالة اشتعال الثورة مرة اخرى . شددت على ضرورة مراقبة قيم التداولات والتى اذا ظلت دون مستوى 500 مليون جنيه فانه من المتوقع ان تتوقف تراجعات السوق اما فى حالة هبوط المؤشر الرئيسى فى ظل احجام تداولات مرتفعة فان هذا سوف يؤدى حتما الى زيادة حدة التراجعات ، مؤكدة فى الوقت نفسه ان مشهد انهيار السوق لن يتكررة مرة اخرى خاصة بعد تحوط المستثمرين والتغيرات التى طرأت على هياكل الملكية بالسوق بعد الثورة . كما يرى محمد مبارك ، رئيس ادارة العمليات بشركة الهلال السعودى ، انه لا شك فى تراجع السوق خلال جلسة غدا الاحد ، كما ان استمرار السوق فى التراجع من عدمه سيكون مرهونا باستمرار او انتهاء احداث العنف داخل الشارع السياسيى ، مشيرا الى ان مؤشرات السوق سوف تحتمى بنقاط الدعم فيما عدى اسهم المضاربات سريعة الهبوط والصعود . اضاف ان شهادات الايداع الدولية ببورصة لندن قد انهت تعاملاتها على انخفاض ما يعكس جزءا من حالة التراجع التى ستكون عليها البورصة المصرية غدا ، متوقعا الا تكون تلك التراجعات بالصورة التى ادت الى اغلاق البورصة من قبل ، مشيرا ان السوق قد امتص جزء من تلك الصدمة بالفعل نتيجة التحوط الذى ساد تعاملات الاسبوع الماضى وادى الى خروج جزء كبير من المتعاملين المصريين بصورة تدريجية مما يعنى ان اى تراجع لن يكون بصورة حادة . من جانبه أكد محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار ، أن حالة الترقب الحذر قد غلبت علي المتعاملين خلال الاسبوع الماضى بعد مواجهة مؤشرات البورصة لمستويات مقاومة فشل في تجاوزها علي المدي القصير مشيرا الي ان مشتريات المؤسسات دعمت مؤشرات البورصة المصرية في مقابل مبيعات الافراد وسط حالة من الترقب بين أوساط المستثمرين لما ستسفر عنه الذكري السنوية الثانية لثورة يناير و اضاف قائلا " يعيش المتعاملون في سوق المال المصرية حالة من القلق والترقب وعدم القدرة على اتخاذ قرار بالشراء أو البيع وسط شح شديد في السيولة مع اقتراب الذكرى الثانية لثورة 25 يناير " . واشار الى ان مواجهة المؤشر الرئيسي لمستويات دعم هامة أعطى للسوق دفعة في منتصف الاسبوع ساهمت نسبيا في تقليص الخسائر الا ان هناك حذرا بخصوص قدرة السوق على استمرار النشاط فأحجام التداول لازالت تعكس عنصر الحذر ، مضيفا ان السوق يتعطش خلال الفترة الحالية لظهور انباء جديدة تحفز السيولة علي العودة مرة اخري كقوة محركة للمؤشرات الا انه سيتمادى في التراجع بعد الاحداث الاخيرة و بدعم من استمرار تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وانتشار ظاهرة الدولرة في السوق أو ما يطلق عليه المضاربات على الدولار. ومع ذلك فأنه يرى انه مازالت هناك قوة شرائية قادرة على دفع المؤشرات للنشاط من جديد علي المدي المتوسط وليس القصير ، وبدعم من اقتراب مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي وحدث تقدم بشأنها او ظهر تقدم علي مستوي الاقتصاد بعد انهاء الازمة الراهنة الخاصة بتساقط الشهداء من جديد واشتعال الاحداث فى بورسعيد والسويس. وكانت البورصة المصرية قد حققت مكاسب طفيفة قدرها 893 مليون جنيه خلال جلسات الأسبوع الماضى ، ليصل رأس المال السوقي للاسهم المقيدة إلي 381.662 مليار جنيه ، ارتفع مؤشر الاسهم القيادية EGX30 بمقدار 0.49% ليغلق عند مستوى 5689.2 نقطة مقابل 5661.2 نقطة الاسبوع الماضي .