احتفت صحف القاهرة الصادرة صباح اليوم الجمعة بالعرس الديمقراطي الذي شهدته مصر على مدار يومين كاملين، اختار خلالهما المصريون رئيسهم القادم بإرادة حرة. وعكست الصحف في تغطيتها حجم الاهتمام الجماهيري والحرص على المشاركة في أول انتخابات يختار فيها المصريون حاكمهم حتى وإن اصطفوا في طوابير طويلة في انتظار دورهم، وسط حرص كل فئات المجتمع على الذهاب لمراكز الاقتراع. وبدأت الصحف في رسم سيناريوهات النتائج وملامح واحتمالات وفرص كل مرشح من بين أكبر 5 مرشحين في الانتخابات وهم: محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة وعمرو موسى المرشح المستقل وأحمد شفيق المرشح "مستقل" وحمدين صباحي "مستقل" وعبدالمنعم أبوالفتوح"مستقل"، حيث رأت الصحف أن كل المفاجآت واردة بين هؤلاء المرشحين . وأفردت الصحف مساحات واسعة لتغطية اليوم الثاني من الانتخابات والذي شهد اقبالا كبيرا من الناخبين رصدته عدسات المصورين الصحفين بلقطاتهم المتميزة في إخراج العرس الانتخابي في أبهى صورة، حيث نشرت الصور مجموعة كبيرة من الصور عكست حرص المصريين على التصويت لاختيار رئيسهم . وقالت صحيفة "المصري اليوم" : مصر تترقب كلمة الصندوق، مشيرة إلى اشتعال حرب المرشحين في الساعات الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تأكيدها على إعلان النتيجة النهائية للانتخابات الثلاثاء المقبل وسط تأكيدات أيضا من وزارة الداخلية على قدرتها على مواجهة كافة الاحتمالات. ورصدت الصحيفة عشرات من الاتهامات والبلاغات بين حملات المرشحين وقالت إنه تم تحرير 513 محضرا رسميا بالتجاوزات. ونقلت الصحيفة عن الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قوله إن المجلس العسكري وعد فأوفى. واشارت الصحيفة إلى التأثير الايجابي للنتاخبات على البورصة والتي ربحت خلال يومي الاقتراع أكثر من 4ر5 مليار جنيه. بدورها قالت صحيفة "الأخبار" إن المفاجآات واردة بين من سمتهم بالخمسة الكبار، كما رصدت هي الأخرى بعض المشاجرات بين أنصار المرشحين، كما قامت الصحيفة بزيارة إلى المقار الانتخابية للمرشحين وغرف عملياتهم. ونشرت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى مدى حرص السيدات من مختلف الأعمار على الذهاب للتصويت واختيار رئيس مصر القادم. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "الشروق": "الرئيس في الصندوق " في إشارة إلى أن انتهاء ملية التصويت وبدء فرز الأصوات، ونقلت الصحيفة تقديرات لحجم المشاركين في الانتخابات، مشيرة إلى نحو 40 % ممن لهم حق التصويت شاركوا في الانتخابات فيما نشرت صورة كبيرة في صدر صفحتها الأولى لأحد القضاة وهو يغلق صندوق الاقتراع بالقفل الرقمي. وأبرزت الصحيفة الجولة التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في اللجان الانتخابية حيث وصف الانتخابات المصرية بأنها افضل انتخابات راقبها بالعالم. ومن جانبها هاجمت صحيفة الدستور جماعة الإخوان المسلمين وتساءلت في صدر صفحتها الأولى وفي عنوانها الرئيسي " هل تسقط مصر في قبضة الإخوان". بدورها أبرزت صحيفة "الوفد" مدى تلهف المصريين لنتائج الانتخابات وقالت في عنوانها الرئيسي "المصريون يحبسون أنفاسهم "، مشيرة إلى أن 13 مرشحا رئاسيا يترقبون مفاجآت النتيجة من قصر الأندلس" - حيث مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وبدت صحيفة "الجمهورية" أكثر احتفالية بعرضها لمجموعة كبيرة من الصور في صفحتها الأولى تعكس الاقبال الجماهيري منقطع النظير على اللجان الانتخابية رغم حرارة الجو، ونشرت الصحيفة تحت باب "سلمت يا مصر " صورة لقيادات الجيش وهي تساعد المواطنين وتوزع عليهم المياه لمواجهة حرارة الجو. ورصدت الصحيفة الحرب الكلامية التي اشتعلت بين عمرو موسى وأحمد شفيق، كما رصدت الصحيفة 35 شكوى تلقاها المجلس القومي لحقوق الإنسان في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية. كما اهتمت صحيفة "الأهرام" بمتابعة وتقديم المؤشرات الآولية لنتائج الانتخابات، مشيرة إلى إعلان النتائج الثلاثاء المقبل. ورصدت الصحيفة وفاة مواطنين اثنين أثناء قيامهم بالتصويت في الانتخابات، وعرضت الصحيفة احصائية لحالات الإصابة والتي بلغت خلال يومي التصويت 46 شخصا. وأكدت الصحيفة أن الدعاوى القضائية المرفوعة أمام محكمة القضاء الإداري لن تؤثر على التصويت أو نتائج الانتخابات . كما تابعت الصحيفة في سياق أبوابها المختلفة العملية الانتخابية سواء من ناحية المشاركة الجماهيرية أو استقصاء اراء خبراء الإعلام حول الدور الذي قام به الإعلام في الانتخابات الرئاسية. حددت صحيفة "الأهرام" في افتتاحيتها عدة أولويات للرئيس القادم يجب على المرشح الفائز أن يقوم بها من أجل شعب مصر، إذ شددت الصحيفة على ضرورة خلع قناع الحاكم الفرعون إلي الأبد واستشارة أولي الأمر، والتوقف عن إصدار التوجيهات لتنفيذ شيء أو هدم آخر دون دراسة. وأكدت على ضرورة اختيار الأصلح والأكفأ من المساعدين والمستشارين والوزراء كل في مجاله. وطالت بضرورة التخلي عن المواكب والزفة الكذابة وترشيد نفقات قصر الرئاسة ودواوين الحكومة. وأعربت عن أملها في ألا ينساق الرئيس القادم وراء محاولات أعضاء البرلمان الدخول في أمور فرعية وسن تشريعات ليست ذات أولوية أو حتى أهمية حاليا حتى لا تنصرف الجهود عن قضايا ملحة . واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالمطالبة الصريحة للرئيس القادم بألا يبدأ في التحايل علي الديمقراطية الوليدة بالعمل علي تقويضها بإجراء تعديل علي الدستور يسمح له بالبقاء فترة أطول في السلطة، وألا يستغل أجهزة الدولة في الدعاية لنفسه. بدورها أشادت صحيفة "الجمهورية" في افتتاحيتها بحجم المشاركة الشعبية في الانتخابات، حيث قالت الصحيفة في افتتاحية عددها الصدار اليوم الجمعة أن الشعب المصري نجح بدرجة امتياز في أول اختبار لانتخابات رئاسية يخوضها بالإرادة الحرة والنزاهة المطلقة بعدما استرد حريته وكرامته بثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة. وأضافت الصحيفة أن التاريخ سوف يسجل ان هذا الشعب المناضل الصابر هو الفائز الأول فوق قائمة المرشحين أيا كان مجموع الأصوات التي حصلوا عليها من ملايين الناخبين. وأوضحت الصحيفة إلى أن الشعب أدرك بحسه الواعي مدي خطورة مهمة الاختيار بالنسبة لعملية إعادة بناء الدولة بعد الثورة المجيدة، مشيرة إلى أنه أقبل على صناديق الاقتراع متحملا المسئولية ليضع فيها اسم من يراه جديرا بقيادة هذه العملية الفاصلة في مستقبل الثورة.. والوطن.