فرسان المقدمة الخمسة وقد اصطف كل منهم فى طابور الناخبين بلجنته مثله مثل أى مواطن.. إنها الصورة التى توقف عندها العالم فى انتخابات الرئاسة انتخابات الرئاسة في مصر.. لحظة الحقيقة في الربيع العربي سحبت سجادة مبارك الحمراء.. وأنهت عصر الحگام الفراعنة بدا العالم وكأنه لا يصدق أن مصر أخيرا ذاقت طعم الحرية وراحت تنتخب رئيسها.. هذا هو ما يستوقف المرء وهو يتجول بعينيه مطالعا تغطية كبريات الصحف العالمية لثاني أيام انتخابات الرئاسة وما خرجت به من قراءتها للمشهد. بعض الصحف اعتبرت ما حدث خلال اليوميين الماضيين انقلابا تاريخيا ليس فقط في حياة المصريين ، وإنما في حياة العرب علي حد سواء.. بعض الصحف نظرت إليها باعتبارها الحدث الأبرز في ثورات الشعوب العربية ضد حكامها المستبدين، أو ما اصطلح علي تسميته ب "الربيع العربي".. البعض الآخر اتفق علي أنها تجسد روح ثوار ميدان التحرير، الذين خرجوا وقدموا التضحيات من أجل هذه اللحظة. لكن اللافت للنظر أن جميع الصحف ودون استثناء اتفقت علي أن المصريين بعد يومي التصويت برهنوا علي أن بلادهم تغيرت وأن عقارب الساعة لن تعود أبدا للوراء، أيا كانت النتيجة، وأيا كان الرئيس . صحيفة "إندبندنت" البريطانية اعتبرت المصريين صنعوا التاريخ بخروجهم بالملايين واصطفافهم أمام مراكز الاقتراع، علي مدي يومين متتاليين، في أول انتخابات رئاسية تعددية، يختارون فيها - وبمحض إرادتهم أول رئيس منتخب يأتي عبر صناديق الاقتراع، بعد عقود من انتخابات معدة سلفا، كي تأتي برئيس بعينه. واعتبرت الصحيفة في تقرير لها كتبه "إليستر بيتش" إن انتخابات الرئاسة التي جرت في مصر بمثابة لحظة الحقيقة في الربيع العربي. ويشير الكاتب إلي أنه وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات إلا أن تأثيرها سيكون كبيرا وفي مجالات شتي، من اتفاقية السلام مع اسرائيل، التي يردد مرشحو الرئاسة من مختلف الاتجاهات سواء إسلاميين أو ليبراليين في تعديلها ، إلي إصلاح الشرطة. صحيفة بريطانية كبري أخري هي "ديلي تلجراف" احتفت بما أسمته بانتخابات مصر الحرة. وقالت في تقرير لمراسلها بالقاهرة ريتشار سبنسر بعنوان: "المصريون يختارون رئيسهم لأول مرة منذ 5 آلاف عام"، إن الانتخابات الرئاسية كتبت نهاية عصر الحكام الفراعنة في مصر وأرخت لبداية حقبة جديدة لم يألفها الشعب المصري كثمرة لثورته. ويقول سبنسر في تقريره إنه لا يوجد حكام فراعنة في مصر بعد الآن، فالرجال (مرشحو الرئاسة) الذين سيحكمون الشعب المصري البالغ 80 مليون نسمة وصلوا إلي مراكز الاقتراع ووقفوا في نهاية صفوف الناخبين، بابتسامة متواضعة أمام عدسات المصورين. ويعتبر سبنسر أن هذه الصورة غير مسبوقة في تاريخ المصريين، مشيرا إلي أن ساسة مثل عمرو موسي الذي اعتاد علي الاستقبال الفخم للملوك والشيوخ كأمين عام للجامعة العربية، ومحمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين كان عليهم أن يقفوا خلف مواطنيهم مثل أي شخص آخر. ويري سبنسر أن يومين فقط من التصويت في أول انتخابات رئاسية قد نجحا في إحداث تغيير جذري وعميق بمصر. إلا أن هذه الخطوة "جعلت المصريين يعرفون الطريق فإذا لم يلب الرئيس احتياجاتهم ستكون لديهم فرصة ثانية تتمثل في حجب الثقة أو التظاهر لإسقاطه". أما صحيفة "تايمز" البريطانية أيضا فقد اعتبرت اليومين الماضيين بمثابة انقلاب تاريخي في حياة المصريين، لأن انتخابهم لرئيس جديد علي هذا النحو غير المسبوق يعد خطوة للأمام علي طريق الحرية والاستقرار عام ونصف العام من الفوضي والانفلات التي تلت اختفاء مبارك من المشهد السياسي، وأكدت أن ما حدث هو ثمرة لتضحيات شباب التحرير. وقالت في افتتاحيتها إن هذه الانتخابات الرئاسية تجسد روح ثوار ميدان التحرير، الذين خرجوا من أجل هذه اللحظة. صحيفة "جارديان" البريطانية هي الأخري ركزت علي الحدث المصري، وأفردت مساحة كبيرة استعرضت مشاهد اليوم الثاني بالصور، أشارت فيه إلي أن الإقبال علي الانتخابات الرئاسية يبدو أقل من الانتخابات البرلمانية خصوصا في المناطق الشعبية. أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز "الأمريكية فقد توقفت عند اختفاء ظاهرة الرئيس المعروف سلفا. وأعادت إلي الأذهان ما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي يكاد يعلن اسمه قبل إجراء الانتخابات. وقالت الصحيفة إن ما يميز هذه الانتخابات بالنسبة للكثير من المصريين أن ورقة الاقتراع لم يكن بها اسم الرئيس السابق حسني مبارك، كما لم يكن الناخبون المصريون يعرفون مسبقا نتائج الاقتراع، وهو ما يزيد من شفافية الانتخابات حيث لا يمكن التنبؤ بالنتيجة. وأضافت الصحيفة أن المصريين دخلوا ثاني أيام الاقتراع أمس وسط تصاعد حمي المنافسة بين المرشحين الإسلاميين والليبراليين. وصفت الصحيفة الانتخابات الرئاسية المصرية بأنها كانت معركة تاريخية بين الإسلام السياسي، والعلمانيين والليبراليين المرتبطين بنظام الرئيس. واعتبرت الصحيفة أن الفائز الحقيقي في الانتخابات التي انتهت جولتها الأولي أمس هو المواطن المصري الذي أصبح حريصا في اختياره، بدافع الخوف علي بلاده، ورغبته في أن تستعيد مكانتها وتقود الشعوب العربية كما كانت في الماضي. أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقالت إن المصريين يجدون متعة بالغة في توجههم إلي صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم لانتخاب أول رئيس لمصر عبر انتخابات نزيهة وبحرية مطلقة في سياق عملية سياسية ديمقراطية، مشيرة إلي أن الجميع في مصر يأمل في استرجاع الوعود التي حملتها ثورة 25 يناير الشعبية وربما ينتظرون تحديد معالم وشخصية الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن الأيام التي كان يذهب الرئيس السابق حسني مبارك علي السجادة الحمراء إلي مركز الاقتراع المخصص له والإدلاء بصوته في استفتاء شعبي محسومه نتائجه سلفا، هي أيام ولت ولن ترجع مرة أخري. واعتبرت الصحيفة أن "الدراما الرئيسية" التي يشهدها السباق الرئاسي حاليا تتمثل في المنافسة الشرسة بين المرشحين الإسلاميين. ورأت الصحيفة أن السلطات والمسئوليات التي ستقع علي عاتق الرئيس المنتخب في المستقبل هي من أهم الملامح التي لا يزال يكتنفها الغموض في هذا السباق الرئاسي.