تصدرت أخبار الانتخابات الرئاسية في مصر الصفحات الأولى لأهم الصحف البريطانية، حيث اعتبرت صحيفة ديلي تليجراف أن الانتخابات الرئاسية نهاية لمرحلة الحكام الفراعنة في مصر وبداية حقبة جديدة غير مألوفة لدى الشعب المصري كثمرة للثورة قام بها المصريون ودفع لها الكثير. وتأكدت الجريدة أنه لا يوجد فراعنة في مصر بعد الآن فالرجال الذين سيحكمون الشعب المصري البالغ 80 مليون نسمة وصلوا إلى مراكز الإقتراع ووقفوا في نهاية صفوف الناخبين، بابتسامة متواضعة أمام عدسات المصورين. ويعتبر التقرير أن هذه الصورة غير مسبوقة في تاريخ المصريين، مشيرا إلى أن ساسة مثل عمرو موسى الذي اعتاد على الاستقبال الفخم للملوك والشيوخ كأمين عام للجامعة العربية، ومحمد مرسى مرشح الاخوان المسلمين كان عليهم أن يقفوا خلف مواطنيهم مثل أي شخص آخر. كما ترصد الجريدة في تقريرها مشاعر الفرح التي بدت في أوساط الناخبين، وإحباط البعض من صعوبة الاختيار برغم أن عدد المرشحين 13 مرشحا. وفي تقرير للإندبندنت اعتبرت الصحيفة أن الانتخابات المصرية بمثابة لحظة الحقيقة للربيع العربي، فيما يدلي 50 مليونا بأصواتهم لاختيار رئيس البلاد، ويعتبر التقرير الذي كتبه اليستر بيتش بالصحيفة أن المصريين صنعوا التاريح يوم أمس باصطفاف الملايين خارج مراكز الاقتراع. وينقل الكاتب عن أحد المقترعين والبالغ من العمر 52 عاما قوله" إنها خبرة جديدة لكل الشعب المصري.. سوف نختار رجلا جديدا كي يصبح رئيسنا، إننا لم نفعل ذلك أبدا". ويشير الكاتب إلى أنه أيا كانت نتيجة الانتخابات فسيكون لها تأثير كبير على مجالات متعددة- من اتفاقية السلام مع إسرائيل والتي يرغب كل من المرشحين الإسلاميين واليساريين في تعديلها، إلى إصلاح أجهزة الشرطة والأمن. وفي تحليل في نفس الصحيفة لنبيلة رمضاني عن علاقة المرأة المصرية والانتخابات، ترصد الكاتبة فقدان الأمل لدى كثير من السيدات فيما تمخصت عنه الثورة في مصر، وتقول الكاتبة "بعد أن تحدثت إلى عشرات النساء من كل الأعمار ومن مختلف المهن" لدى تصويتهن في منطقة العجوزة على الضفة الغربية للنيل، بدا واضحا أن معظمهن ليس لديه أمل فيما حمله الربيع العربي. وتوضح الكاتبة أن 2% فقط من أعضاء البرلمان من السيدات وأنه لا يوجد سيدة واحدة بين المرشحين لرئاسة الجمهورية، وأن المرأة الوحيدة التي ترشحت فشلت في الحصول على التأييد المطلوب من أجل التأهل لدخول السباق الرئاسي. وترى الكاتبة أن الآمال التي حملتها أيام الثورة والتي شاركت فيها المرأة إلى جانب الرجل يبدو أنها تبخرت وتغلب النظام الأبوي للمجتمع المصري في النهاية. وتمضي قائلة "مرشحون إسلاميون وآخرون شغلوا مناصب وزارية في عهد مبارك يبدو أنهم في طريقهم للوصول إلى جولة الإعادة، إضافة إلى أن الجيش يواصل استقبال شكاوي متعلقة بالتحرش الجنسي والأسوأ من ذلك أنه يستخدم الهجوم على المرأة من أجل تعزيز سلطاته".