أشادت الصحف العالمية الخميس بنزاهة أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تشهدها مصر وبإقبال الناخبين المصريين للإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الانتخابي . ففي فيينا , سلطت كافة وسائل الإعلام النمساوية الضوء علي إقبال الناخبين المصريين الشديد علي مراكز الاقتراع في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية المصرية مؤكدة أنها أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ مصر . وأشارت وسائل الإعلام النمساوية إلي سير العملية الانتخابية في اليوم الأول بشكل سلمي وانتظام كامل دون حدوث تجاوزات .. لافتة إلي بعض المؤشرات التي أكدت زيادة نسبة مشاركة المرأة في انتخابات الرئاسة . ولفتت إلي أن الضغط الشديد علي مراكز الاقتراع أدي إلي إصدار قرار من اللجنة العليا للانتخابات بتمديد فترة التصويت لمدة ساعة إضافية .. مؤكدة أن العالم كله يتابع العملية الانتخابية المصرية باهتمام وترقب شديد لما ستسفر عنه نتائجها التي ستحدد توجه رئيس مصر القادم بين الاتجاه الليبرالي والديني . وفي السياق نفسه , أشارت وسائل الإعلام إلي تصريحات المجلس العسكري المتكررة التي أكد فيها رغبته في تسليم السلطة مع نهاية شهر يونيو القادم عقب حلف الرئيس المنتخب لليمين ووضع دستور جديد للبلاد. وفي واشنطن , ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية اليوم أن المصريين يجدون متعة بالغة في توجههم إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لانتخاب أول رئيس لمصر عبر انتخابات نزيهة وبحرية مطلقة في سياق عملية سياسية ديمقراطية .. مشيرة إلي أن الجميع في المصر يأمل في استرجاع الوعود التي حملتها ثورة 25 يناير الشعبية وربما ينتظرون تحديد معالم وشخصية الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط . وقالت الصحيفة - علي موقعها الإلكتروني - إن الأيام التي كان يذهب الرئيس السابق حسني مبارك علي السجادة الحمراء إلي مركز الاقتراع المخصص له والإدلاء بصوته في استفتاء شعبي محسوم نتائجه سلفا , هي أيام ولت ولن ترجع مرة أخري . واعتبرت الصحيفة أن "الدراما الرئيسية" التي يشهدها السباق الرئاسي حاليا تتمثل في المنافسة الشرسة بين المرشحيين الإسلاميين . ورأت الصحيفة الأمريكية أن السلطات والمسئوليات التي ستقع علي عاتق الرئيس المنتخب في المستقبل هي من أهم الملامح التي لا يزال يكتنفها الغموض في هذا السباق الرئاسي . وفي لندن , قالت صحيفة 'الإندبندنت' البريطانية إن المصريين صنعوا التاريخ مع اصطفاف ملايين الأشخاص خارج مراكز الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الديمقراطية الحقيقية الأولي في تاريخ البلاد والتي يأمل الكثيرون في أن تنهي أكثر من 5 عقود من الدكتاتوريات المتعاقبة.. مشيرة إلي أن السباق لا يزال مفتوحا علي كافة الاحتمالات لانتخاب خليفة الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير العام الماضي . وأضافت الصحيفة - علي موقعها الإلكتروني - أن انتصار أي من المرشحين ال13 سيطرح تساؤلات جادة بشأن مستقبل "أم الدنيا" .. حيث ستكون النتيجة لها تأثير كبير علي قضايا سياسية عدة بدءا من اتفاقية السلام عام 1979 مع إسرائيل إلي إصلاح أجهزة الشرطة والأمن. واعتبرت الصحيفة أن احتمال سيطرة الإخوان المسلمين علي الرئاسة والبرلمان ازعج بعض الناخبين الذين يخشون من تنامي نفوذ الإسلام السياسي . ورأت أن صعود الأمين العام للجامعة العربية السابق عمرو موسي إلي جانب قائد القوات الجوية السابق أحمد شفيق , أثار حالة من الذعر لدي بعض الناخبين, حيث يعتقد النشطاء الشباب الذين ساعدوا في قيادة الثورة أن انتخاب مسئول كان يعمل تحت رئاسة مبارك سيكون خطوة كبيرة للخلف . وأشارت الصحيفة إلي أن ملايين الناخبين لا تزال أصواتهم متأرجحة حيث أن استطلاعات الرأي الداخلية أظهرت أن نسبة 30% من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد . من جانبها , أكدت صحيفة 'فاينانشيال تايمز' البريطانية أن الانتخابات الرئاسية المصرية لحظة تاريخية في ذاكرة العالم العربي والشرق الأوسط برمته .. مشيرة إلي أنه لأول مرة في تاريخ العرب يسمح لهم بانتخاب رئيسهم بحرية ونزاهة مطلقة . وقالت الصحيفة - علي موقعها الإلكتروني - إن ما يحدث الآن في مصر أكبر دولة عربية تعني به مختلف الأقطار العربية ويترك أثرا في الرأي العام العربي بل ويرسم ملامح التيارات السياسية المقبلة بالمنطقة . ولفت إلي أن مشهد اصطفاف المصريين علي مراكز الاقتراع وممارسة حق سلب منهم طويلا في اختيار رئيسهم قد بعث برسالة تطمين إلي العالم العربي بعد أن كانت الأحداث التي شهدتها مصر خلال المرحلة الانتقالية قد بددت الآمال بشأن التغيير السياسي وثبطت عزيمة كل من أراد الضغط من أجل إحداث إصلاحات سياسية في بلدن عربية أخري . وفي باريس , اهتمت كافة وسائل الإعلام الفرنسية من صحف إلكترونية وإذعات وقنوات تلفزيونية وصحف مطبوعة بمواصلة المصريين للإدلاء باصواتهم في الانتخابات الرئاسية المصرية التي وصفتها بالحدث التاريخي الذي يتوج رئيس مصر القادم في ظل أول انتخابات تجري في مناخ ديمقراطي حر دون معرفة النتيجة سلفا مما يرسم مستقبل مصر السياسي خلال الفترة المقبلة. وركزت قناة 'فرانس 24' الإخبارية الفرنسية - في تقرير إخباري لها - علي الإقبال الكثيف للمصريين علي الانتخابات الرئاسية .. مشيرة إلي ما أعلنته الحكومة المصرية من أن قوات الأمن ستقوم بحراسة الصناديق والسماح لممثلي المرشحين بقضاء الليل في مراكز الاقتراع لمنع حدوث أي تزوير . وقالت القناة الفرنسية "إن أهواء الناخبين تتوزع بين المرشحين الإسلاميين وأولئك الذين يرون فيهم ضمانة لعودة الاستقرار وهم - للمفارقة - من مسئولي النظام السابق". من جانبها , رأت شبكة 'فرانس إنفو' "أنه في ظل عدم يقين استطلاعات الرأي من المرشح الأوفر حظا فإن الإخوان المسلمين يعلقون آمالهم علي النسبة الكبيرة من الناخبين المترددين , فضلا عن اعتمادهم علي التواجد القوي في المجتمعات المحلية ". وأكدت صحيفة 'لوموند' أنه بعد أكثر من 15 شهرا من سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاح به المتظاهرون بعد ثورة 25 يناير , يواصل المصريون التصويت في الانتخابات الرئاسية التي سيعين من خلالها صاحب السلطة الحقيقية في مصر , الدولة الأكثر سكانا في العالم العربي . وتساءلت الصحيفة - تحت عنوان 'المدنية أو الإسلامية? .. مسألة الدولة تستقطب النقاش الرئاسي في مصر' - عن إمكانية أن يصل الإسلاميون إلي قيادة البلاد .. مشيرة إلي أن جماعة الإخوان المسلمين حصلت علي ما يقرب من نصف المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت بعد الثورة .