أعلنت قمة عين على الأرض أبوظبي 2011 عن ثمانية مبادرات خاصة هي: عين على أمن المياه وعين على التنوع الحيوي وعين على المحيطات: الكربون الأزرق وعين على شبكة الشبكات وعين على إدارة الكوارث وعين على استدامة ومرونة المجتمعات وعين على التعليم البيئي وعين على إتاحة الوصول للجميع. سيتم المضي قدماً بتنفيذ هذه المبادرات الثماني مع الدعم المادي أو غيره من أشكال الدعم التي ستقدمها الهيئات والمؤسسات ذات الاهتمامات المماثلة، والتي عبرت عن استعدادها لمواصلة العمل لتحقيق هدف طموح وواقعي في الوقت ذاته، يتمثل في تناول هذه القضايا بشكل فعال خلال فترة الثلاث إلى خمس سنوات المقبلة. تعبر تجمعات المياه والآبار الجوفية الحدود والحواجز. ويشهد العالم تزايداً في التوترات الناشئة عن قضايا تتعلق بالمياه، وهي توترات تتفجر إلى صراعات في بعض الأحيان. لذا فإن الدبلوماسية المائية تمثل تحدياً حقيقياً، كما أنه قضية تتعلق بالأمن الوطني بالنسبة للعديد من الدول. إلا أن الحديث بشكل فاعل ومنتج عن قضايا المياه من شأنه أن يحقق فهماً مشتركاً لما هو على المحك. وهذا هو ما نفتقده حالياً. فالأمر لا يتعلق بعدم توفر المعلومات. فملايين المجتمعات حول العالم، كقرية بانشاياتس الهندية، تعمل على جمع ومعالجة المعرفة حول المياه في بيئتها. وعلى الطرف المقابل نجد أن الأنظمة الفضائية تتيح لنا فهماً لا يضاهى للعمليات المتعلقة بالمياه على نطاق واسع. إلا أن سكان قرية بانشاياتس ومراقبي الأرض لا يتمكنون من مشاركة المعلومات التي يملكونها: فليس هناك بكل بساطة معيار عالمي يحكم المعلومات حول المياه. إن توفير منصة لوضع وتحديد مثل هذه المعايير يمثل الفكرة والدافع المحرك لمبادرة عين على المياه. حيث تسعى مبادرة "عين على أمن المياه" إلى تطوير بيئة ملائمة ضمن إطار غير رسمي لأعضاء مجتمع عين على الأرض تتيح لهم تطوير واقتراح حلول مناسبة لهذه القضايا، وذلك من خلال توفير منتدى يمكن من خلال تطوير هذه المعايير وتقوية العلاقات بين مكاتب ودوائر الإحصاء واتحادات إدارة المياه والمجموعات الجيومكانية، وتأسيس هيئة للمصادقة على المعايير الفنية وأفضل الممارسات. تمثل الأنظمة البيئية في المياه الضحلة، كالطحالب البحرية وأشجار القرم، ما تقل نسبته عن 4% من سطح المحيطات، إلا أن قدرة هذه الأنظمة على احتجاز الكربون مذهلة: فهي تبلغ ضعف قدرة الغابات. إلا أن هذه الأنظمة تتعرض لضغوطات شديدة، وحول ذلك قالت د. سيلفيا إيرل، مستكشفة لدى الجمعية الوطنية الجغرافية، خلال القمة: "الجميع يريد إطلالة على البحر". والنتيجة هي أن غابات أشجار القرم والأنظمة البيئية الساحلية باتت تتعرض للتدمير بمعدل متسارع. وتهدف مبادرة "عين على المحيطات: الكربون الأزرق" إلى تناول عدد من التحديات. فأهمية هذه الأنظمة البيئية في مكافحة التغير المناخي تم توثيقها مؤخراً فقط. وبالتالي، فإن معظم البيانات المتوفرة حول تلك البيئات هي بيانات عامة. فلا بد من القيام بجهود حثيثة لوضع خرائط لهذه الأنظمة وقياس قدرتها على احتجاز الكربون وتتبع اتجاهات توسعها وتدميرها. كما أن تفعيل دور المجتمعات المحلية عنصر أساسي: فبإمكانهم جمع البيانات باستخدام أجهزة محمولة، كما يجب أن يكونوا أطرافاً معنية بجهود المحافظة على هذه البيئات. ولا بد كذلك من التوصل إلى اتفاقية دولية حول المعايير والمنهجيات ذات العلاقة. التنوع الحيوي هو النسيج الغني الذي يمنح الأنظمة البيئية مرونتها. فالتلال الخالية من الأشجار سرعان ما تتعرض للتعرية بفعل الأمطار، وسرعان ما يتم استنزاف العناصر المغذية في تربتها. وبعد ذلك تفقد الأرض قدرتها على دعم نمو المحاصيل، وتنجرف التربة لتكشف عن الطبقة الصخرية تحتها. وغالباً ما تكون الأراضي القاحلة القفرة هي كل ما تبقى. وفي المقابل، فإن الغابات تبقى في مكانها وعلى حالها لآلاف السنين حتى يحدث التغير المناخي، فلماذا؟ إن هذه الغابات هي موطن آلاف الأنواع الحية، كما تدعم استقرار النظام البيئي بملايين الطرق التي لا تظهر لنا. أما الأراضي الزراعية في المقابل فهي في الغالب موطن لنوع حي واحد. وهي ضعيفة سريعة العطب وغير مستقرة، كما أنها تحت رحمة أول هجوم لنوع من الحشرات أو عاصفة قوية. لذا فإن مما يبعث على القلق هو أن الأنواع الحية باتت تتعرض للانقراض بمعدلات متسارعة، على الرغم من تقديم التزامات عالمية عدة بعكس هذه الظاهرة وحلها. وتهدف مبادرة "عين على التنوع الحيوي" إلى تعزيز قدرتنا على فهم عوامل مرونة الأنظمة البيئية من خلال تسخير قواعد البيانات الحالية لهذا الغرض، وتطوير بيانات جديدة حيث توجد فجوات كبيرة، ودمج هذه البيانات بطرق تعود بالفائدة على جهات صنع القرار.