نشرة التوك شو| بطيخ مسرطن ومشادة بين "صلاح ويورجن كلوب" وبيان لصندوق النقد    موعد مباراة ليفربول المقبلة بعد التعادل مع وست هام في الدوري الإنجليزي    عاجل.. حسام البدري يفجر مفاجأة حول عرض تدريب الزمالك    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    لأول مرة بالمهرجانات المصرية.. "الإسكندرية للفيلم القصير" يعرض أفلام سينما المكفوفين    «مينفعش نكون بنستورد لحوم ونصدر!».. شعبة القصابين تطالب بوقف التصدير للدول العربية    مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    أهالي الأسرى يُطالبون "نتنياهو" بوقف الحرب على غزة    مصدر أمني إسرائيلي: تأجيل عملية رفح حال إبرام صفقة تبادل    قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعشرات الانفجارات في المنطقة (فيديو)    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى غرب جنين    المجموعة العربية: نعارض اجتياح رفح الفلسطينية ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    المندوه: هذا سبب إصابة شيكابالا.. والكل يشعر بأهمية مباراة دريمز    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    ألميريا يهبط إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني بعد الخسارة من خيتافي    حالة الطقس اليوم الأحد 28 - 4 - 2024 فى مصر    مصرع وإصابة 12 شخصا في تصادم ميكروباص وملاكي بالدقهلية    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    أول تعليق من الأزهر على جريمة طفل شبرا    مصدر أمني يكشف تفاصيل مداخلة هاتفية لأحد الأشخاص ادعى العثور على آثار بأحد المنازل    ضبط 7 متهمين بالاتجار فى المخدرات    ضبط مهندس لإدارته شبكة لتوزيع الإنترنت    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    وفاة الفنان العراقي عامر جهاد    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    لميس الحديدى: نعمت شفيق تواجه مصيرا صعبا .. واللوبي اليهودي والمجتمع العربي"غاضبين"    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    شرايين الحياة إلى سيناء    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوارث متوقعة بسبب البيئة والمناخ
نشر في أخبار مصر يوم 03 - 06 - 2008

أصبح البحث في موضوع البيئة أكثر إلحاحا وأهمية في وقتنا الحاضر، فالتغيرات المتوقعة في مجال البيئة على المستوى العالمي ستؤدي إلى مشاكل بل كوارث تؤثر على حياة البشر على كوكبنا.
أما توقعات العلماء فنلخصها بما يلي:-
1 - ارتفاع درجات الحرارة الكونية: وضعت هيئة المستشارين الحكومية البريطانية دراسة حول موضوع التغير المناخي، وتضم الهيئة مجموعة من العلماء في كامبردج -ونشرت في مجلة الجامعة في شهر تموز من العام 2007. وتتوقع الدراسة ارتفاع درجات الحرارة فوق سطح الأرض وتسخين الجو (Global Warming) وتذكرنا بما حدث في الفترة من 1906 ولغاية 2005 حيث ارتفعت درجات الحرارة الكونية 56,0 درجة مئوية وطرأ ارتفاع آخر بعد عقد واحد 28,0 درجة مئوية، وتوضح الدراسة أن الأسباب تتمثل (1) في إحراق الزيوت المستخرجة من ( الأحافير ) - النباتات المتحجرة وذلك باستخداماتها في محطات الطاقة وتوليد الكهرباء والمصانع ووسائل المواصلات؛ (2)انخفاض درجة اختزال مادة الكربون التي ارتفعت نسبة وجودها في الجو؛ (3)فشل التخلص من غاز الكربون المنبعث في الجو بناء على المشروع المسمى ''جني'' والذي تمّ نشر المعلومات عنه في 1/ 12 / 2007 والذي يتضمن المعلومات التالية (1)يتم في كل عام إحراق أكثر من 102 ميل مكعب من الزيوت (2)5,3 بليون طن من الفحم (3)ومائة تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهي جميعا تنتشر في الفضاء الخارجي وينتج عنها 30 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث في الغلاف الجوي المحيط بنا، وإنه دون بذل مجهود كبير للتقليل من أو تثبيت تلك الكميات الهائلة من الغازات المنبعثة فإن 9,14 مليون طنا من مواد الكربون ستظل طليقة في أجواء أميركا ودول المجموعة الأوروبية والصين والهند. وحسب وكالة الطاقة الدولية في تقرير نشرته في 29/2/2007 فإن من المتوقع انبعاث 6,25 بليون طنا من الغاز في العام 2030.
2 - انحسار طبقة الأوزون: حسب تقرير هيئة الأمم المتحدة للبيئة الصادر عام 1998 حول تأثير انحسار طبقة الأوزون على البيئة فإن انبعاث مواد الكلورفلوركاربون وغيرها من المواد التي تمتص الأوزون وتؤدي إلى انحساره في الجزء العلوي من الغلاف الجوي فتؤدي إلى تعرّض سطح الكرة الأرضية بما عليها من أحياء بشرية وحيوانية ونباتية يؤدي إلى مضار كثيرة بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية متوسطة الموجة UV - B التي تتسبب في تكوين السرطانات الجلدية ومرض (الساد) - إعتام العين وأمراض نقص المناعة بالإضافة إلى تدمير المحاصيل الزراعية وتدمير الغابات والزراعة.
وحسب الدراسة التي أجراها البنك الدولي وبحسب التقرير الصادر عنها في هذا الصدد حول غابات البرازيل الماطرة فإن إحراق الغابات لأغراض توسيع الاراضي للزراعة من أجل الحصول على المحاصيل الغذائية ينتج عنه انبعاث لغاز ثاني أكسيد الكربون مما يساهم في ارتفاع درجة الحرارة الكونية.
كما يذكر التقرير نفسه أن ما يقارب من 22 بليون فداناً ( 88 بليون دونما) من الغابات الاستوائية يتمّ إحراقها عمدا كل عام مما يؤدي إلى انبعاث غاز Co2 بما يعادل 20% من مجمل الغاز المنبعث من كل أنحاء العالم.
وهنا نود أن نذكر بأن تلوث البيئة هي بازدياد وينتج عنه اطلاق ليس فقط غاز Co2 لكن اكاسيد النيتروجين والكبريت والميثان.
أما الدراسة الأخرى التي وضعها كلاً من العالمين وبدينماير ونيف حول تقديرات انبعاث غاز Co2 في الولايات المتحدة الأميركية بسبب الحرائق ونشرت بتاريخ 1/2/2007 فكشفت عن زيادة هائلة وذلك بسبب الرياح. كما أن الدراسة التي صدرت عن المؤسسة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ''فرع وحدة المراقبة والتحذير'' ونشرت في 15/1/2008 بينت أن ما حدث قبل عصر الصناعة كان معدل انبعاث غاز Co2 ثابت ثم بعد ذلك بدأت الزيادة التدريجية منذ العام 1950 حتى وصلت إلى الضعف العام 2008.
3 _ ذوبان الجليد القطبي: يتزامن مع هذه التبدلات في المناخ العالمي ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يؤدي إلى مشكلة ذوبان الجليد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وخاصة في القطب الشمالي وكذلك القطب الجنوبي حيث أن كمية الجليد في منطقة القطب الشمالي وما حولها والمسماة ''أنتاركتيكا'' تقل تدريجيا بسبب الذوبان الأمر الذي أكده تقرير عن الاتحاد الأوروبي عام 2006 وآخر صدر عن المجلة الجغرافية الوطنية National Geographic Magazine في 21/6/2007، وذلك بالإضافة إلى ما يسمى الانهيارات الجليدية المتجمدة، وحسب دراسة وضعها مركز المناخ والتغيرات التابع لمؤسسة - BBC في 10/12/2007 فإنها تتوقع ارتفاع منسوب مياه المحيطات جرّاء ذوبان الجليد خلال العقدين القادمين بمقدار يتراوح بين 8,17 سم و6 أمتار ما يؤدي إلى اضمحلال الشواطئ وتلاشي الخلجان. وحسب دراسة أخرى نشرتها مجلة العلوم الأميركية 8/5/2007 بعنوان ''شواطئ أكثر دفئا'' فإنه ولأول مرة في التاريخ تصبح المنطقة الشمالية من نصف الكرة الأرضية والقريبة من القارة الجليدية صالحة للملاحة بسبب الزيادة في ذوبان الجليد.
أما ما هو متوقع فان المناطق الساحلية والمنخفضة حيث لا يمكن بكل الطرق حماية السكان هناك من ارتفاع منسوب المياه أو زيادة الفيضانات بواسطة الحواجز الطبيعية ولا بإقامة سدود وحواجز اصطناعية فإن من المتوقع أن تشهد تلك المناطق المنخفضة والساحلية تدميرا للمنازل والمساكن التي ستغمرها المياه مما يعني وجود أعداد هائلة من المهجرين الذين سوف يجبرون على النزوح إلى مناطق أخرى أكثر أمانا مما يؤدي إلى الازدحام السكاني الكبير.
كما أن التغير المناخي يسهم في تزايد الفيضانات وحدوث ما يسمّى الانحباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض وزيادة ذوبان جليد القطبين وتملح مياه الشرب وكذلك ازدياد ظاهرة التصحر والجفاف ونشوب حرائق هائلة في الغابات وزيادة حدة الأعاصير وبالتالي القضاء على النباتات البرية والبحرية وتقلص المساحات من الأرض الصالحة للزراعة وتراجع الاحتياطات الغذائية وشح الطعام والمياه الصالحة للشرب مما يهدد الأمن الغذائي.
4- تدني الوضع الصحي العالمي: بناء على دراسة وضعها العالم ''جون سافس'' بعنوان اللاجئون بسبب ''التغير المناخي'' ونشرت في 12/1/2008 وموجودة في أحد مواقع الانترنت تفيد بأن التغير في المناخ العالمي سيؤدي إلى شحّ في كميات المياه الصالحة للشرب وبالتالي الهجرة البشرية الكثيفة والتي تقدر بالملايين وهذا يذكرنا بأهمية المياه.
ففي بداية التاريخ البشري كانت معظم الحروب بين القبائل تقوم على أساس الاستيلاء على مصادر المياه لأهميتها في بقاء الحياة، واليوم نرى أن أهمية المياه تقوم مرة أخرى حيث تعاني معظم الدول من نقص حاد في المياه وفي الوقت نفسه هناك هدر غير معقول لها.
كما أن مناطق كثيرة من العالم تواجه نزاعات حادّة حول حقوقها في مياه الأنهار والمياه الإقليمية، أما تقرير هيئة الأمم المتحدة الصادر في 8/12/2007 بعنوان: ''الماء من أجل الحياة''، فيذكر حقائق وإحصاءات حول الماء وتدني الصحة العامة وما ينتج عن ذلك من تفش للأمراض بسبب نقص المياه.
والتقرير يذكر بأن أكثر من خمسة بلايين نسمة سوف يضطرون إلى الاكتفاء بكميات زهيدة من الماء بحلول العام 2025.
وحسب الدراسة التي وضعها (المجلس العالمي للمياه) بعنوان أزمة المياه ونشرت في 8/12/2007 فمن المتوقع أن يكون هناك ما يقارب من بليون ومائة ألف إنسان تنقصهم وسائل تعزيز الصحة العامة والرعاية الصحية ووسائل مقاومة تفشي الأمراض السارية وان أكثر من 8,1 مليون طفل سوف يموتون كل عام بسبب العطش والجوع وتدني الرعاية الصحية.
5 - النمو السكاني والقوى المحركة: التقرير الذي تمّ نشره بعنوان التأثير السكاني على التنوع الحياتي بتاريخ 9/12/2007 وموجود على الانترنت يذكر بأن الزيادة السكانية تحدث بشكل متسارع ولها تأثيرات عالمية على البيئة ليست مسبوقة وكذلك تأثيرات على التنوع الحياتي والقوى المحركة للمجتمعات والدول.
أما التقرير الآخر الذي بعنوان: ''تأثير النمو السكاني على التنوع الحياتي''، والذي نشر في 9/12/2007 فيذكر أن الكثير من الدول تواجه نقصا حادا في الطاقة مما يؤدي إلى استخدام مواد غير صديقة للبيئة والإنسان وإحراقها بهدف استخدامها للطاقة.
وأكبر مثال على ذلك هو إحراق كميات هائلة من الصخور الزيتية والزيوت من النباتات المتحجرة.
إذن فالتغيير المناخي العالمي يؤثر سلباً على صحة الملايين من البشر وكذلك على ارتفاع نسبة الوفيات لأسباب كثيرة: الفيضانات والأعاصير العملاقة (تسونامي) والحلزونية بالإضافة إلى التصحر وتدمير المزروعات والنقص الحاد في مياه الشرب والغذاء. هذا ما نشرته مجلة Science في عددها 16/3/2007 بعنوان: aارتفاع درجة الحرارة الكونية تؤدي إلى تغيّر العالمo وأضافت المجلة أن كل ذلك يؤدي إلى وضع اجتماعي مكلف وارتفاع سكاني هائل يقع في بقع صغيرة في الكرة الأرضية لا تتسع لهذا الكم الهائل من المهجرين مما يؤدي إلى عيش غير كريم. كذلك جاء في النشرة الدورية لمنظمة الصحة العالمية تقرير نشرته في 5/8/2007 بعنوان: ''ما هو حجم الارتفاع الذي نتوقعه في درجة الحرارة الكونية''، ذلك أن هناك آراء حول توقيت ذلك ولكن الحوار حول الموضوع يعتمد غالبا على الدراسات العلمية الدقيقة وليس على التكهنات أو آراء العرّافين.
أما الحل لمنع حدوث مشاكل غير مرغوب فيها تهدد البيئة وتتصف أولا وأكثر أهمية في عدم الإساءة للبيئة بشكل فعال فلقد كان الإنسان دوما ضد البيئة فتقطيع وحرق الغابات والأشجار وتدمير الأرض بالألغام والتعامل السيئ مع المياه وإلقاء النفايات عشوائيا وانبعاث الغازات السامة إلى الاجواء من المصانع ومصادر الطاقة. كما أن التغير المناخي كان ضد الإنسان بالأعاصير والزلازل والفيضانات .
أما التوصيات القابلة للعلاج البيئي فتشمل مواضيع يدور حولها جدل واسع وذلك بسبب أن طبيعة وحجم التغيرات البيئية قد تمّ ملاحظتها حديثا وعليه فمن الصعب التنبؤ بجعل المستحيل يتحول إلى شيء طبيعي وبسرعة أو أن قوى الطبيعة أصبحت غير متوازنة.
ففي دراسة نشرت بتاريخ 9/12/2007 بعنوان: ''لماذا لانستطيع إيقاف التغير الحاصل في المناخ؟''، يقترح البعض أن أنشطة الإنسان لها تأثير مباشر على المناخ لكن لا توجد براهين تؤكد على أن التأثير يشمل حرارة الكون، كما أن البعض يعترف باستحالة منع حدوث تغيير في المناخ وينصحون بأن أفضل وسيلة هي التعايش مع ذلك أو إيجاد حلول جيوهندسية (جيولوجية هندسية).
كما أن مجلة (WALL STREET) نشرت في 17/10/2007 مقالا بعنوان: ''أوهام حول الارتفاع الحراري العالمي'' حيث يذكر المقال أن المعارضين يعتقدون بعدم إمكانية إعادة التغير المناخي وارتفاع الحرارة الكونية حتى تصل الأمور إلى درجة الاستقرار والثبات عند نقطة ما وان واجب الحكومات والمؤسسات الصناعية أن تكون واعية عند اتخاذها قرارات هامة ومكلفة للسياسة والطريقة اللتين ستتبعهما لهذا الموضوع.
إن بعض المشاكل البيئية بعيدة عن حساباتنا لذا فإن إنتاج بدائل للطاقة تحل محل المواد التي ينبعث منها غاز Co2 الضارّ وغيرها من الغازات هو أحد الحلول التي تلقى تأييدا كبيرا. إن تحقيق تغيرات في البيئة تحتاج إلى جهود ومساهمة القطاعين العام والخاص تقودها مؤسسات ذات مركز عال في العلوم والصحة تقوم بدور التوعية والتثقيف حول مشاكل البيئة وكيفية تعاون القطاعات والمؤسسات المختلفة في هذا الشأن. وهنا يأتي أيضاً دور الأطباء الذين عليهم حمل أعباء المسؤولية نحو البيئة والهموم الصحية للمواطن. إذن، لا بد من تدريب الأطباء بشكل أوسع حول موضوع البيئة ومعرفة الروابط بين تغير وتبدل المناخ وصحة الإنسان، ولا بد أن يوضع الطب في خدمة البيئة وتحسينها.
لقد نشرت مجلة (Widerness Medicine) في 6/2/1996موضوعاً بعنوان ''بيئة نقية واقتصاد مزدهر، هل يمكن الحصول عليهما معاً؟''، يذكر هنا أن الاستجابة لموضوع البيئة الأساسي والملح وربما الإلزامي يحتاج لوضع خطة تثقيفية وتعليمية وفعالة تكون مناسبة للعلماء والأطباء كي يستطيعوا المساهمة في تحسين البيئة، وهذا لا بد أن يشمل أموراً مثل: الماء والهواء والمعادن والتربة والغابات والمحيطات والبحيرات والأنهار، بالإضافة إلى كل الكائنات الحية على الأرض وفي المياه وعلاقة وتأثير كل منها على الأخرى. كذلك مواضيع اقتصادية وسياسية وبيئية وعلاقتها بالثقافة وحتى بالفلسفة. ومع أننا ليس بإمكاننا أن نفهم إلا الجزء الصغير في مكونات الطبيعة، لكن يمكننا التكهن بما قد يحدث وأن نتعلم القواعد الأساسية التي تقود ثقافتنا كمجتمع، إلا أننا ننوي الحفاظ على الحياة على وجه هذه الأرض التي نعيش عليها.
أما الاقتراح وهو المحافظة على البيئة فهو بسيط ويتلخص في جعل أنشطتنا تعمل بشكل يحافظ على استقامة أجهزتنا الحيوية ومواردنا الأساسية. هناك إمكانات متعددة لجعل الأطباء يزدادون وعياً بمشاكل البيئة ومحاولة حلها بالتزامهم بذلك، وهذا يشمل عدة أمور:
1. البدء بوضع مقرر تعليمي متخصص بمشاكل البيئة الرئيسية وعلاقتها بصحة الإنسان، ويجب أن تكون ضمن مناهج ومساقات كليات الطب الدراسية، وتستطيع تغطية المواضيع الأساسية لعلم البيئة وما يتعلق بها من مشاكل صحية، فالمقرر التعليمي يجب أن يشمل معلومات حول الجو والمناخ والتغيرات المناخية الكونية، وعلاقة ذلك بأسباب الأمراض وانتشارها، كذلك تأثير المناخ على التغيرات البيئية التي تؤثر على الإنسان والنبات والحيوان وتقييم التغيرات في تأثيرها على الصحة عموماً.
كذلك ملاحظة ورصد الأضرار البيئية التي تلحق بصحة الإنسان وأهمها التلوث. بالإضافة إلى المعلومات حول الماء والطعام وأسباب النمو السكاني الكثيف ومضاعفاته في الدول الفقيرة.
ولابد من إعادة النظر في المفردات التعليمية حول البيئة لإيصالها للمجتمع بواسطة اختصاصيين من ذوي مرجعات علمية عالية في البيئة وخبرة عميقة في العلوم الطبية.
2. المطلوب من المؤسسات الطبية المتخصصة ومراكز البحث العلمي أن توظف خبراء تكون مهمتهم الأساسية دراسة أحسن السبل لمعرفة تأثير البيئة وتغيراتها على الصحة والوضع الصحي للمجتمع. وهذا يشمل تبادل الآراء والأخذ بعين الاعتبار النواحي الصحية والاجتماعية والديموغرافة والسياسية والاقتصادية، إضافة إلى الأمور الثقافية.
كما ويجب على المؤسسات الطبية أن تأخذ بعين الاعتبار إعادة النظر في مهامها وأهدافها، وخاصة نشر الوعي حول مشاكل البيئة من خلال النشرات والمحاضرات والندوات والمؤتمرات.
3. لا بد من قيام مؤسسات تعني بشؤون البيئة ودعمها بالخبراء، وكذلك مساهمة الشركات الكبرى في ذلك. إن موضوع البيئة في العالم الثالث مهمل تماماً وأن مفهومه يقع في خانة (الترف)، لذا فيستغرب الكثير وجود وزارة للبيئة وشرطة بيئية وجمعيات لحماية البيئة، وذلك للجهل بأهمية هذه المؤسسات.
ونتساءل عن عدد الشركات الربحية الضخمة التي قامت بالمساهمة في أي مشروع لحماية البيئة، وكم عدد الأشخاص من العلماء والمفكرين الذين تحدثوا وعملوا في مشاكل البيئة، ونقلوا مشاكلنا للعالم من خلال المؤتمرات الدولية التي تعقد باستمرار، وكم عدد الندوات والمؤتمرات التي أقيمت في بلادنا حول هذا الموضوع وتحدث فيها علماء محليين ومن الخارج وقامت بدعمها المؤسسات الخاصة.
وللأسف لا شيء الا القليل يحدث من ذلك، فكما ذكرت، فإن موضوع البيئة يعتبر ثانوياً ولا قيمة له من قبل الأكثرية.
4. على المؤسسات الطبية ووزارة الصحة وكليات الطب والمستشفيات بذل جهود فعالة تساهم في تنمية الصحة البشرية، والعمل على تخفيف السلبيات الناتجة عن مشاكل البيئة.
ولقد آن الأوان لدعوة مؤسسات طبية تهتم بالبيئة مثل: ''الجمعية الدولية لأطباء البيئة''، و''مجلس المناخ والصحة الدولية''، و''جمعية أطباء يوتا UTAH لبيئة أفضل''، و''الجمعية الكندية للأطباء من أجل البيئة''، كل هذه المؤسسات لا بد أن تكون مثلاً يقتدى به، ولقد حان الوقت لإنشاء ''جمعية أطباء البيئة الأردنية''، أو ''الجمعية الأردنية لصحة البيئة''، لتشارك في جميع القطاعات الصحية الأردنية. ولقد قيل أن ''كل طبيب يجب أن يكافح ويعمل حتى يكون طبيباً للبيئة بالإضافة لصحة الإنسان''. نأمل أن يصبح هذا القول حقيقة في مجتمعنا ومثلاً نعمل به


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.