تحول ملعب جواو هافيلانج - بمدينة ريودى جانيرو البرازيلية التى استضافت مباراة المنتخب العسكرى المصرى مع نظيره الجزائرى فى نهائى بطولة العالم العسكرية - إلى ما يشبه ساحة حرب بين لاعبى المنتخبين عقب انتهاء المباراة، التى حقق فيها المنتخب الجزائرى لقبه الأول للبطولة العسكرية بعد فوزه بهدف نظيف، وقام أحمد عيد عبدالملك بالتعدى على أحد لاعبى الفريق المنافس وسط احتفالاتهم بالفوز بلقب البطولة، مما دفع لاعبى المنتخب الجزائرى لرد الاعتداء على لاعبى المنتخب المصرى فى مشهد أعاد للأذهان الأجواء التى أحاطت بالمنتخبين فى تصفيات كأس العالم 2010. كان المنتخب الجزائرى قد أحرز هدف المباراة الوحيد فى الدقيقة 14 من عمر المباراة، عن طريق مهاجمه سيد أحمد عواج، ليفشل أبناء مصر فى إدراك التعادل حتى نهاية المباراة، رغم السيطرة شبه التامة من جانب أبناء مصر على المباراة وتهديدهم المستمر لمرمى المنتخب الجزائرى وإهدار أحمد حسن مكى أكثر من فرصة للتهديف، ليفقد المنتخب العسكرى لقبه الذى حصل عليه فى البطولة السابقة بالهند عام 2007، والذى سبق أن حصل عليه 5 مرات من قبل، بينما هى الأولى لأبناء الجزائر. وأجمع عدد من خبراء الكرة على سوء تصرف أحمد عيد عبدالملك عقب نهاية المباراة، وطالب طارق العشرى، مدرب حرس الحدود، بعقاب اللاعب فى حالة ثبوت إدانته، خصوصاً أن ما وضح على شاشة التليفزيون يظهر اعتداء عبدالملك على مدرب حراس الجزائر دون سبب وقال: عبدالملك لاعب كبير وصاحب خبرة دولية كبيرة وكان يجب عليه عدم الاستسلام لاستفزازات المنافس، خصوصاً أنهم يريدون إخراج لاعبينا عن تركيزهم أثناء المباراة، وهو ما نجحوا فيه وتابع: مسؤولو المنتخب العسكرى لن يتركوا الأمر يمر بسهولة، خصوصاً أن هذه الظاهرة تحدث لأول مرة فى صفوف المنتخب العسكرى. وفقا لجريدة المصري اليوم وأبدى عبدالحميد بسيونى، مدرب المنتخب العسكرى، حزنه لضياع اللقب رغم فارق الإمكانيات والخبرة بين لاعبى الفريقين، التى تصب فى صالح أبناء مصر وقال: ما أفسد البطولة التعدى الذى حدث بين لاعبى المنتخبين عقب المباراة، خصوصاً أن معظم اللاعبين من المحترفين وأصحاب الخبرة، وأكد أن لاعبى الجزائر هم من بدأوا بالأحداث بعد قيامهم بشتم وإهانة لاعبى مصر، مما دفع عبدالملك للاعتداء عليهم وقال: رغم عدم رضائى عما قام به عبدالملك إلا أنه معذور وله كل الحق فيه، خصوصاً أن السلوك النفسى للاعبى الجزائر غير منضبط، وأكد أن تقرير اللواء مصطفى كامل، رئيس البعثة، سيحدد عقوبة اللاعب. فيما رفض منير حجازى، المدير الفنى للمنتخب العسكرى، توقيع أى عقوبات ضد أحمد عيد عبدالملك، مهاجم المنتخب. وقال حجازى فى تصريح هاتفى ل«المصرى اليوم» إن أحد لاعبى المنتخب الجزائرى قام بخلع فانلته واحتفل بالفوز أمام دكة بدلاء المنتخب المصرى بشكل هستيرى ومستفز، وعندما طالبه عبدالملك بالابتعاد، قام بالبصق على وجهه، ووجه له الكثير من الشتائم، مما أثار غضب عبدالملك، فجرى نحوه مسدداً له ركلة قوية بقدمه وكانت بداية انطلاق شرارة الأحداث. وأوضح أن التليفزيون الجزائرى الذى نقل أحداث المباراة لم يظهر الحقيقة كاملة، واكتفى بإظهار أحمد عيد وكأنه البادئ بالاعتداء. من جانبها، علقت شبكة «CNN» الأمريكية على أحداث المباراة بقولها «(فضيحة) أم درمان تتكرر بالبرازيل»، وأضافت: الملعب تحول إلى ساحة لمعركة حربية بين لاعبى المنتخبين العربيين، مما أعاد للأذهان الأحداث التى شهدتها مدينة «أم درمان» السودانية، أواخر العام 2009 الماضى. وأشار التقرير إلى أنه عادة ما يخيم التوتر على لقاءات المنتخبين العربيين، منذ التصفيات الأفريقية المؤهلة للنسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم «جنوب أفريقيا 2010». وشهدت المدينة السودانية أحداث عنف دامية بين جماهير المنتخبين، ألقت بظلالها على العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين العربيتين.