تصاعدت حدة التوترات وندرة الوقود في فرنسا امس. مع تنظيم يوم آخر من الإضرابات والمظاهرات الحاشدة احتجاجا علي خطة إصلاح نظام التقاعد التي اقترحها الرئيس نيكولا ساركوزي. وذكرت إذاعة "فرانس انفو" أن البنزين نفد في أكثر من ألف محطة وقود في الوقت الذي دخلت فيه الإضرابات بمصافي النفط الاثنتي عشرة في البلاد يومها السادس. وأغلق فيه المضربون المستودعات النفطية. وعلاوة علي ذلك. أغلق سائقو الشاحنات العديد من الطرق السريعة. بينما اشتبك مئات الطلاب بمدرسة ثانوية في مدينة نانتير. بالقرب من باريس. مع رجال الشرطة بعد منعهم أي أحد من دخول المدرسة احتجاجا علي خطة الإصلاح. وذكرت قناة "بي.اف.ام" التليفزيونية أن الطلاب المحتجين أضرموا النيران في العديد من السيارات. وهاجموا مرارا رجال الشرطة. الذين ردوا بدورهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وقد توقف ما يقرب من نصف إجمالي عدد قطارات الرحلات المنتظمة عن العمل بفرنسا في المتوسط بسبب الإضراب امس. ومن المتوقع أن يزداد هذا الوضع سوءا اليوم الثلاثاء. وقال اتحاد النقابات العمالية في فرنسا إنه من المقرر أن يشمل الإضراب أيضا قطاع الطاقة النووية في البلاد. حيث أيد العمال في محطة الطاقة بمنطقة فلامنفيل تنظيم إضراب لمدة يومين وخفض انتاج الكهرباء بمقدار النصف علي الأقل. من جانبه. تعهد ساركوزي بعدم التراجع عن إصلاح نظام التقاعد. الذي يقضي برفع سن التقاعد تدريجيا من 60 إلي 62 عاما بحلول عام 2018 . ونال هذا الإجراء موافقة الجمعية الوطنية "مجلس النواب". ومن المقرر إجراء تصويت بشأنه في مجلس الشيوخ غدا الأربعاء. وفي ظل عدم تخلي أي من الجانبين عن موقفه. يمكن أن تتجه فرنسا إلي إضراب عام كالذي جري تنظيمه في عام 1995. عندما أصيبت البلاد بالشلل لما يزيد علي أسبوعين. ولم ينته ذلك الوضع حتي تخلي رئيس الوزراء الفرنسي حينها ألان جوبيه عن خططه الرامية إلي إصلاح نظام التقاعد في البلاد.