سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسط حالة من الارتباك بسبب شح الوقود وأضراب قطاع النقل وتخفيض الرحلات الجوية وأعمال العنف تصاعد المواجهة بين ساركوزي والنقابات حول تعديل نظام التقاعد في فرنسا
زادت سخونة معركة مشروع تعديل نظام التقاعد بين الحكومة الفرنسية والنقابات العمالية أمس في سادس أيام التعبئة ضد المشروع،حيث تسبب شح الوقود وإضراب عمال قطاع النقل وأعمال العنف الناجمة عن الاحتجاجات في حالة من الارتباك في البلاد،وذلك عشية تصويت مجلس الشيوخ علي مشروع الاصلاح اليوم ليصبح قانونا ساريا.في حين تحدي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المحتجين وأكد إصراره علي المضي قدما في اصلاح نظام التقاعد. وتصاعدت حدة الاحتجاجات أمس مع تنظيم مسيرات في كل أنحاء فرنسا،حيث أعلنت النقابات عن تعبئة قياسية للمتظاهرين وصلت إلي حوالي 3 ملايين.ودخل إضراب العمال في 12 مصفاة لتكرير النفط يومه الثامن،وأغلق العمال المحتجون الطرق إلي العديد من مستودعات التخزين في أنحاء البلاد.وأنضم سائقو الشاحنات للاحتجاجات ،وابطأوا حركتهم علي الطرق السريعة وتصاعد الإضراب في السكك الحديدية ونفد الوقود من محطات البنزين. وقال اتحاد (يو.اف.اي.بي) النفطي ان فرنسا قد تواجه مشكلة كبيرة في امدادات الوقود بحلول منتصف الأسبوع بما يعني ان الحكومة ستضطر إلي اللجوء لاحتياطيات الطوارئ. وقالت متحدثة عن شركة اكسون موبيل "الموقف حرج... اي شخص يبحث عن الديزل في اقليمي باريس ونانت (بغرب فرنسا) سيلاقي المشاكل." ودعت هيئة الطيران المدني الفرنسية شركات الطيران أمس إلي خفض رحلاتها الجوية إلي مطار أورلي في باريس إلي النصف وإلي جميع المطارات الفرنسية الأخري بنسبة 30 ٪.وتحولت مارسيليا إلي عاصمة للاضطراب بعد أن تراكمت القمامة في شوارعها وتراصت شاحنات النفط علي طول ساحلها وازدحمت محطات الوقود فيها بسائقين غاضبين ينتظرون الوقود.واعلن فو لافيرا ميناء النفط الرئيسي في فرنسا بالقرب من مارسيليا إن العمال المضربين منعوا دخول 47 ناقلة نفط إلي الميناء مع دخول إضرابهم يومه الثالث والعشرين.وتتضمن السفن الممنوعة من دخول الميناء 29 ناقلة نفط خام و18 ناقلة منتجات نفطية. ويشارك طلاب المدارس الثانوية في الاحتجاجات،واشتبكت الشرطة مع مئات الطلاب الذين تجمعوا بأحدي المدارس في باريس،وأطلقت الشرطة عليهم قنابل الغاز بعدما قاموا بقذفها بالحجارة،وأشعال النيران في السيارات.كما اشتبكت الشرطة مع متظاهرين في باريس ومدن فرنسية أخري واعتقلت حوالي 300 "مخرب"،وفقا لبيان وزارة الداخلية. وفي تحد واضح للمحتجين،قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان اصلاح نظام التقاعد الذي يريد ان ينهي به فترة ولايته سيمضي قدما علي الرغم من الاحتجاجات.وأضاف خلال قمة في مدينة دوفيل بشمال فرنسا أن "الاصلاح ضروري وفرنسا ملتزمة به وستمضي به قدما كما فعل شركاؤنا الالمان بالضبط." ودعمت الحكومة بشدة خطة ساركوزي لإصلاح نظام التقاعد في خطوة تقول الحكومة إنها السبيل الوحيد للقضاء علي عجز متزايد في معاشات التقاعد.