ذكرت صحيفة واشنطن بوست عبر موقعها الالكتروني أنه رغم وجود عدة أسباب جيدة لإختيار البرادعي كرئيسا للحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها، الا ان قرار تعيينه وموافقته على هذا المنصب تعد اختيارات غريبة في الوقت الحالي الذي تشهده مصر. أشارت الصحيفة الى أن احد هذه الاسباب هو النظر الي البرادعي باعتباره يتواصل بشكل جيد مع فئات محددة في المجتمع المصري وهم الفئات الأكثر ثراء أو الأكثر تعليما، وأيضا الجماعات الليبرالية والعلمانية، والأسوأ من ذلك تواصله وارتباطه مع الغرب، خاصة مع تعلق الأذهان بصورة تقبيله للممثلة انجيلينا جولي في أحد المهرجانات الأفلام. وتابع مقال الصحيفة أن قرار تعيين البرادعي بمثابة إثارة لمزيد من الغضب والنفور لدى الاسلاميين وهم أكثر امكانية للوصول الى فئات عريضة من المجتمع المصري ومن محدودي الدخل. ورغم اعتباره على علاقة جيدة بالاخوان قبل الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، الا ان هذه العلاقة تحولت الى النقيض بعد تولي مرسي السلطة، حيث يعتبره الاخوان اختيار ضدهم. والسبب الثاني لإعتبار البرادعي اختيار غير موفق هو عدم قدرته على التحدث الى الجماهير العريضة رغم مصداقيته وتحدثه بشكل جيد في الحوارات التليفزيونية والصحفية وعلى موقع تويتر، وفقا لواشنطن بوست. ولفتت الصحيفة الى انه رغم أن انقلاب الجيش الذي اطاح بمرسي واوقف العمل بالدستور قد يحقق الديمقراطية في مصرعلى المدى الطويل، الا أن هذا الانقلاب في حد ذاته ضد الديمقراطية. واستمر البرادعي على ثبات موقفه طوال عامين ونصف شهدتها مصر منذ سقوك حكم مبارك، حيث أكد تمسكه الشديد بالديمقراطية منذ الايام الاولى للثورة وعدم استهدافه أي منصب فضلا عن انسحابه من السباق الرئاسي لحين وضع اطار ديمقراطي واضح. الا أن هذا الموقف تغير بعد اطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، ليعلن البرادعي موافقته على ما حدث من انقلاب ضد الديمقراطية أدى الى وضعه في السلطة. وقبول البرادعي هذا المنصب يقابله تضحية بجزء من مصداقيته فيما يتعلق بالديمقراطية والتي وضعته في المرتبة الأولى من البداية. وهوالسبب الثالث وفقا للصحيفة. وكانت الصحيفة قد نوهت في بداية مقالها على أن قرار تعيين البرادعي لرئاسة الحكومة يتضمن عدة جوانب جيدة ذلك أنه شخصية معروفة بشكل جيد، ويلقى احتراما على الصعيد الدولي، كما أن عمره كبير بما يكفي ليضمن عدم تمسكه بالسلطة، فضلا عن اعتباره رجل دولة بعيدا عن القيام باستغلال السلطة لتحقيق مصالح شخصية كما فعل من قبله عدد من القادة، والى جانب ذلك، من المرجح أن يقوم بدور فعال في التعامل مع المؤسسات الدولية خاصة مباحثات صندوق النقد الدولي التي توقفت بعد عزل مرسي.