توافر مقومات المناخ الاستثماري المناسب جانب أساسي يلزم تواجده لضمان تحقيق عوائد إيجابية في أي سوق مالي، ومع غياب تلك العوامل تفقد السوق جاذبيتها الاستثمارية ، وهو ما تعاني منه السوق المصرية خلال الجلسات الاخيرة والتي فقد على اثرها مليارات الجنيهات في ظل الضغوط البيعية لتعاملات المستثمرين خلال الفترات الاخيرة خاصة فئة المصريين . تسببت تسارع وتيرة الاحداث السياسية وغياب المحفزات الايجابية والدعوات المستمرة لتنظيم مظاهرات حاشدة بنهاية الشهر الجاري قطعت ثقة المستثمرين تجاه ضخ استثمارات حالية بالسوق تحسبًا لتكبد مزيد من الخسائر . أرجع عدد من خبراء سوق المال تراجعات البورصة الحادة خلال الجلسات الاخيرة إلي إنعدام مقومات المناخ الاستثماري المناسب، في ظل تسارع وتيرة الاحداث على الصعيد السياسي وحالة الترقب السائدة تجاه ما ستسفر عنه تطورات أحداث 30 يونيو المرتقبة . أضاف الخبراء أن البورصة بطبيعة الحال مرآة عاكسة لكافة التطورات السياسية والاقتصادية،لذلك فمع تنامي الدعوات للتظاهر بنهاية الشهر الجاري أنعكس ذلك الأمر بصورة سريعة على تعاملات المستثمرين المصريين الذين اتجهوا الي البيع بفارق 12 مليون جنيه عن مشترياتهم بمنتصف تعاملات جلسة اليوم . أرجعت امانى حامد ،رئيس مجلس ادارة شركة عكاظ لتداول الاوراق المالية تراجعات السوق خلال الفترات الاخيرة إلي التوقعات السلبية بشأن الأحداث المتوقعة بنهاية الشهر الجاري والتي تعتزم القوى والتيارات السياسية المعارضة تنظيم عدد من المظاهرات ، بالإضافة إلي قضاء المحكمة الدستورية بحل مجلس الشورى . أضافت أن التراجعات الأخيرة تعد مخالفة لنتائج أعمال الشركات الاخيرة ، ولكن الاطار العام وحالة الترقب السائدة لدى المستثمرين أثرت بصورة سلبية على معدلات التداول اليومية ومن ثم سيطرة الإتجاه البيعي . توقعت أن تستمر مؤشرات البورصة في أدائها المتراجع خلال تعاملات الشهر الجاري ، ترقبًا لما سيحدث يوم 30 يونيو الجاري . أضاف أحمد رحمي، رئيس قسم المخاطر بشركة كوركت لاين للسمسرة فى الاوراق المالية أن تراجعات الاسهم القيادية أثرت بصورة مباشرة على الاداء العام للسوق خلال الجلسات الاخيرة ، مضيفًا أن حالة الترقب السائدة أثرت على الأداء العام للسوق على الرغم من نتائج اعمال معظم الشركات الايجابية . توقع أن يستمر الأداء الهابط في ظل عدم وجود محفزات إيجابية تساهم في تدعيم توجهات المستثمرين خلال الفترة المتبقية من الشهر الجاري . قال أحمد مصطفى، مدير إدارة العملاء بشركة سامبا لتدوال الاوراق المالية أن موجة التراجعات الأخيرة التي سجلتها مؤشرات البورصة المصرية خلال الجلسات الأخيرة، ترجع إلي عدم إتضاح الرؤية على صعيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نتيجة تسارع وتيرة الاحداث السياسية والحملة القائمة لسحب الثقة من رئيس الجمهورية . أضاف أن تلك الاسباب افقدت مؤشر البورصةنحو 550 نقطة خلال الجلسات الماضية في ظل غياب عوامل المناخ الاستثماري الجيد وتطبيق ضريبة الدمغة التي أفقدت المستثمرين الرغبة الشرائية خلال تلك الفترة . واشار إلي أن السياسة النقدية التى تتبعها الدولة تعتبر غير مناسبة لطبيعة المرحلة الحالية والتي تعتمد على اسلوب الاستدانة التى تتبعها الدولة . في سياق متصل ، تكبدت البورصة المصرية خسائر بقيمة 9 مليارات جنيه بمنتصف تعاملات اليوم ، بضغط من مبيعات المصريين التى أدت الى تراجع أسعار 124 سهم، ليصل رأس المال السوقى للأسهم المقيدة إلى 326.914 مليار جنيه .ِ