القاهرة منار عبد الفتاح: أدانت مصر أمس الاحد إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد (شمال شرق) مساء أمس الأول السبت مشددة على ضرورة «احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية» إلا أنها لم تعلق على اعدام المعارض الشيعي السعودي نمر النمر. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان «إدانة مصر لحادثتي إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد في إيران». ونقل البيان عن الناطق باسم الخارجية تأكيده «ضرورة احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية وسلامة الأفراد العاملين بها». وأثار خبر الإعدام الكثير من الجدل على الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي، وتوالت ردود الأفعال القوية بين مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، ودشن رواد «تويتر» هاشتاغا يحمل اسم «نمر النمر»، وأشاروا إلى «أنه ليس الإختلاف مع نمر النمر في المذهب الديني، ولكن الإختلاف في كونه شخصا يحرض على الفتنة بين أبناء المملكة ويحرض على التخريب، ولذلك كان يجب عقابه». و قال آخرون أن إعدام نمر النمر سيؤدي إلى حالة من الفوضى في المملكة العربية السعودية، وأن أنصاره سيردون على هذا الفعل، إلا أن آخرين قالوا « المخطئ يجب ان يتم عقابه دون النظر إلى مذهبه وهكذا يمكن أن نتعايش في وطن واحد». وكتب المغردون على صفحاتهم الشخصية في «تويتر» عبارات مؤيدة لموقف السعودية، مبررين الإعدمات بأن المملكة في حالة حرب مع الإرهاب، فقالت الكاتبة الصحافية الكويتية فجر السعيد، في تدوينة لها على موقع « تويتر»: «للمملكة العربية السعودية قوانينها وأحكامها وهذا شأن داخلي يخصها والحكم المنفذ هذا ضد سعودي يحمل التابعية السعودية! إيران شكو تعترض؟». وقال الإعلامي عماد الدين أديب، على «تويتر»، «إن نمر مواطن سعودي عاقبه قضاء بلده، فما دخل (علاقة) خارجية إيران حتى تهدد الدولة السعودية بأن تدفع الثمن باهظًا على القصاص منه؟»، مضيفًا: «عاشت السعودية»، وقال الكاتب جمال سلطان، «إن إعدام نمر النمر رغم الضغوط الغربية وتهديدات إيران و«عملائها» في العراق ولبنان، رسالة حاسمة من السعودية بأن أمنها ومصالحها غير قابلة للابتزاز». وأكد الدكتور طارق فوزي، مدير المركز المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، «أن إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر من قبل السلطات السعودية قد يعطل أي محاولة للتقريب بين إيران والسعودية»، منوها إلى أن المشهد يدل على تصعيد الموقف والعداء بين الطوائف الشيعية والسنية، وخاصة في المناطق الموجود بها نسبة من الشيعة مثل الكويت والبحرين واليمن وسوريا ولبنان والعراق. وأضاف فوزي «أن هناك يدا خفية تحاول أن تشعل الموقف وتستغل الحادث لإشعال فتيل الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة»، مخاطبا العقلاء من الأمة بضرورة احتواء الموقف وعدم التصعيد. واعتبرت صحيفة «المصري اليوم» أن السعودية أعدمت «اصلاحيا ثائرا» في اشارة للنمر. كما أكد الدكتور محمد إدريس، الخبير في العلاقات الدولية، «أن إعدام النمر القيادي الشيعي قضي على أي آمال لتحسين العلاقة بين إيران والسعودية»، مؤكدا أن الحادث أدى إلى تأزم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفا «أن حرق السفارة السعودية في طهران، جاء نتيجة غضب الشعب الإيراني من إعدام القيادي الشيعي»، مستنكرا ردة فعل إيران من التصعيد، ومحاولة إيران من فرض وصايتها على الشيعة في العالم كله، مشيرا إلى أن إيران قامت بتنفيذ حكم الإعدام في عدد من القيادات السنية من مواطنيها في منطقتي الأهواز وزهدان ولم يتدخل أحد على اعتبار أن هؤلاء مواطنون إيرانيون. وأعلنت الدكتورة ناهد شاكر، مؤسس حركة نائبات قادمات، دعم الحركة للمملكة العربية السعودية وتأييدها لعاصفة الحزم وموقف السعودية من اليمن، نظرا لضرورة وقف أطماع الحوثيين ومن ورائهم إيران التي تمولهم، وأضافت «أن حرق السفارة السعودية في طهران من قبل مواطنين إيرانيين على تداعيات إعدام النمر قد يزيد من التوتر بين البلدين، لافتة إلى أنه ليس من حق إيران أن تنصب نفسها وصية على شيعة العالم» وأوضحت أن إيران تلعب بالنار وتحاول إشعال الفتن ولها أطماع كبيرة في المنطقة وتمول أتباعها في عدد من الدول لتنفيذ أجندتها، مؤكدة أن مصر قلب الأمة العربية تقف موقف صلب مع الشقيقة السعودية ولن تسمح لأي طرف أن يمس «السعودية» جناح الأمة العربية.