فى العام الماضى مع بداية العام الدراسى بمصر ،شحذت كل الأجهزة هممها ..لدرء خطر أنفلونزا الخنازير،وبعدها بشهور هدأت العاصفة ، فى المقابل خرج علينا باحثا أمريكيا مسلما ليحذر المسلمين من أن الخنازير ترتع فى أحشائهم وجنبات بيوتهم بسبب الأطعمة التى يتناولونها والمستحضرات التى يستخدمونها ،وتحتوى مكوناتها على دهون الخنازير ولكن بأسماء كيميائية مركبة يصعب عليهم فهمها فالدكتور أمجد خان خلال سنوات عمله في معهد البحوث الطبية بالولايات المتحدةالأمريكية كان مهولاً لدرجة اضطرته الى أن يكتب رسائل لعموم المسلمين حول حقيقة الأطعمة والمستحضرات التي لا يخطر ببالهم أن من مكوناتها دهون الخنازير، محاولاً بذلك إخراج الحقائق العلمية التي يعرفها من دائرة الأبحاث والمختبرات إلى كل من يهمه الأمر من مسلمين ونباتيين. وشاهدنا نسخةً من هذه الرسائل التي حاول فيها الدكتور خان استقصاء الطريق الذي وجدت منه دهون الخنازير المنفذ إلى أطعمة ومستحضرات تعج بها أسواق المسلمين فيقبلون عليها دون أن يخطر ببالهم للحظة أن أحد مكوناتها هو أشد ما يكرهون. ويقول خان في رسالته ان المسألة برمتها بدأت عندما حاولت الدول الغربية التي تنتشر فيها مزارع الخنازير بكثرة التخلص من دهون هذه الحيوانات التي تزيد عن حاجتهم من الاستخدام وتهدد مصالحهم الصحية. وفي حين كانت الوسيلة الأبرز في التخلص من دهون الخنازير تتم حتى قبل ستين سنة فقط من خلال الحرق، ظهرت امكانات للتخلص منها دون إهدار فرصة الاستفادة منها فكان أن تم استخدامها وتسويقها في صناعة الحساء التجاري التي كانت تتنامى في ذلك الوقت. ولما كان فائض الدهون يزيد عن حاجة سوق الحساء فقد جرى العمل على معالجتها كيميائياً وتسويقها لأغراض شتى، ومع ظهور قوانين صحية تقتضي إدراج مكونات كل مستحضر أو منتج عضوي فقد كان مطلوباً من أصحاب الصناعات الكشف عن دهون الخنازير إذا ما تواجدت ضمن قائمة المكونات، الأمر الذي لم يكن يشكل أي مشكلة بالنسبة للمستهلكين في الغرب ولكن في الدول الإسلامية التي يتم تصدير هذه المنتجات إليها. ويلفت خان إلى أن دهون الخنازير كانت أحد أسباب الحروب الأهلية في جنوب شرق آسيا مثلاً حيث كان الجنود والمتحاربون المسلمون يمتنعون عن إزالة الطبقة المصنعة من دهن الخنزير عن حبات الرصاص بأسنانهم كما كان الأمر يقتضي. ولم تكن هذه الطبقة لتوضع لولا تعرض الأسلحة والرصاص المجلوب من أوروبا إلى الفساد بسبب الرطوبة خلال مرحلة نقله إلى شبه القارة الهندية عبر البحر. ويواصل قائلاً: إن الأمر ازداد إلحاحا عندما امتنعت الدول الإسلامية عن استيراد الأطعمة ذات المكونات المشتقة من الخنازير ما دعا الدول الغربية إلى استبدال مكون 'دهون الخنازير' ب 'دهون الحيوانات' والرد على استفسارات البعض عن ماهية هذه الحيوانات بالقول إنها أبقار ونعاج، الأمر الذي لم يلق الرضا أيضاً في صفوف المسلمين حيث ذبح هذه الحيوانات لا يكون على الطريقة الإسلامية. ومع الكساد التجاري الكبير الذي لحق بالصناعات التي تعتمد على دهون الخنازير في منتجاتها، لجأت شركات التصنيع إلى اعتماد لغة مشفرة من أسماء كيميائية معقدة لا يفهمها إلا الجهات الرقابية التي تطالبها بالكشف عن مكونات منتجاتها أما عموم الناس فلا يمكنهم ذلك. ويقول خان إن هذه الأسماء المشفرة يمكن إيجادها بسهولة في منتجات مثل: معجون الأسنان، معجون الحلاقة، اللبان، الشيكولاتة، والحلوى، والبسكويت، والأطعمة المعلبة، ومعلبات الفواكه وبعض حبوب الفيتامينات. كما يقول ان دهون الخنازير تتواجد في هذه المنتجات تحت أسماء مشفرة مثل: E100,E110,E120,E140,E141,E153,E210,E213,E214,E216,E234,E252,E270,E280, E325,E326,E327,E334,E336,E337,E422,E430.E431,E432,E433,E434,E435,E436.E440,E47,E471,E472,E473,E474,E475,E476,E477,E478,E481,E482,E483,E491,E492,E493,E494,E495,E542E570,E572,E631,E635,E904.