لم يبق سوى شهور وتستكمل ثورة 25 يناير عامها الأول ؛وحتى الآن لم نجن ولا هدف من أهدافها ؛ فالثورة قامت على نظام مستبد حكم مصر على مدار ثلاثين عاماً بالحديد والنار ؛ حتى اكتوينا جميعاً بلهيبه ..بداية من المعاملة الغير آدمية ومروراً بالغلاء الفاحش ونهاية بالفقر المدقع ؛ ظللنا تحت قهر اجبارى ؛ دخلنا بسببه المستشفيات لنعالج نفسياً ؛ واكتفينا بالسير بجوار الحيطان بل وصل بنا الأمر بالدخول فى الحيطان نفسها حتى نتوارى من بطش السلطة ومن نظرات أبنائنا ، وعندما آتانا الله بنعمة الثورة ..خرجنا على استحياء ،ولم يجبرنا على الخروج سوى خلع الرئيس السابق ، هنا تعالت الأصوات وخرج الشعب فرادى وجماعات ..هب ثائرا من جنب الحائط ومن داخله ؛لأنه اطمأن ألا وجود للنظام السابق،حتى من خرج فى الفضائيات يهاجم الثورة والثوار ويفتى بأن الخروج على الحاكم حراماً شرعاً..ترك مقعده وطاف على القنوات الأخرى يبدى الندم وأن كل شيخ له أخطاؤه ولسنا معصومين من الخطأ ،بل عرض الذهاب إلى الثوار فى ميدان التحرير ليشارك معهم . الآن بعد مرور كل هذه الشهور ..أصبح الجميع هم من قاموا بالثورة ؛والكل نصب نفسه شهيداً عليها ؛ ولعبت الفضائيات دوراً غير محمود بنفس أسلوب النظام السابق ،وكل يوم يستضيفون شاباً أو شيخاً أو بلطجياً أو عضوا بالحزب المنحل ويدعى أنه نام فى العراء طوال ال18 يوماً هى مدة خلع النظام السابق،وكان يقاتل منذ سنوات ضد النظام ؛بينما من كانوا أصل الثورة منذ سنين طويلة ..اعتقلوا وجلدوا وحرموا من أبنائهم ،وفقدوا وظائفهم ،وظلوا خلف معتقلات مبارك وزبانيته أيام وشهور وسنوات .. ناصروا العامل والفلاح والموظف ولسطين والعراق ولبنان وليبيا ..ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن وأبنائه ،بل فى أول أيام الثورة اعتقلوا أيضاً..أين هم الآن؟! لا يردوا على هواتفهم ؛ جلسوا فى بيوتهم ، فقد تنصل منهم الشعب الذى راهنا عليه كثيراً ، ولفظتهم قواهم السياسية التى ارتضت لنفسها الجرى وراء كرسى برلمان زائل ، عبر تحالفات واهية ؛ فتركوا أبنائهم ..مقابل ماذا ؟!! لا أدرى. أصبح من قام بالثورة "من عارضها ومن استفاد منها "؛وبعد قرار المحكمة الإدارية العليا منذ لحظات بالسماح بفلول الحزب المنحل بالترشح ؛واهمال حكم محكمة القضاء الإدارى بالمنصورة الذى حكم ببطلان ترشحهم نهائياً فى الإنتخابات البرلمانية ..سيخرج علينا فلول الحزب المنحل ويدعوا أنهم الأصحاب الرئيسيون للثورة..وهلم جر. وسيكون السيناريو كالتالى سيهلل لهم الشعب ؛ وينتخبهم لأنه فى حاجة إلى "كرتونة"تموينية ..بها "الزيت والسكر وشوية فول وكاب ورق للأطفال وشوية بستلية "وآه لو فيه 20 جنيها كمان..يا سلام ..لن يعطى له صوته فقط ،سيأتى بعائلته بأكملها ليصوت له ولمن يدفع أكثر! أى ديمقراطية تتحدثون عنها وثلاثة أرباع الشعب المصرى "يقضى عشاه نوم" نفس الأسلوب القمىء الذى كان يتبناه النظام السابق ، وكلفوا أنفسكم أيها القراء واذهبوا إلى أحد بلطجية الإنتخابات الآن.. ستسمعون العجب العجاب ، وتشاهدون مالا عين رأت ولا أذن سمعت ..عن نفسى فقد جربت..وأيقنت أن النفق مازال مظلماً. سأعطيكم دليلا رأيته بأم عينى منذ يومين فقط "مجزرة بحى الدراسات بمدينة المنصورة وتحديدا فى موقف محلة دمنة"بالسنج والمطاوى والنبوت ودخول المحلات عينى عينك وارهاب الركاب ؛ ناهيك عن هذا استغلال السائقين للركاب ومضاعفة الأجرة ،أضف إلى ذلك تصاريح من احياء "غرب وشرق"للبلطجية لتحصيل رسوم من السيارات فى أماكن لم نر فيها أحد منذ ولدنا ، ووقوف بلطجية وخريجى سجون آخرون فى المواقف لتحصيل ما قيمته 2 جنيه من كل سيارة ،وعندما هاتفنا مديرية الأمن وأقسام الشرطة لم يتحرك ساكنا لدرء الخطر عن المواطنين الغلابة!! أى ديمقراطية تريدون ويجلس بجوارك رجل بلحية وأنت تستقل ميكروباصا أو سيرفيسا ، ويشغل السائق المذياع على أغنية ،فيطالبه صاحب اللحية بأمرين :إما غلق المذياع وإما إدارة المحرك على شريط لأحد المشايخ ويعطيه الشريط ، أى ديمقراطية تريدون وأصحاب اللحى يتحدثون مع بناتنا الجامعيات وهن راكبات أى سيارة بأن لبسهن حرام ومنظرهن حرام ،وغير ذلك كثير. فى النظام البائد لم نكن نسمع لهم صوتا وحتى وقت قريب ،الأمر وصل إلى ارهاب الناس فى أن من يعطى صوته ل "الإشتراكى أو الليبرالى أو ...........إلخ فهو فى جهنم ..ولأن العامة لا يفهمون ليبرالى أو اشتراكى فيقوون هم :أعطى صوتك لنا تضمن الجنة ،ذكرونى بإحدى القنوات الفضائية التى جعلت شعارها "القناة التى تدخلك الجنة". فى النهاية بقى أن أقول أصبحنا نحن الفلول ،والفلول قاموا بالثورة .. فاستفيق يا شعب مصر ؛فمصر تناديكم ؛فحافظوا عليها ، ولا ترفضوا الهبة الربانية التى منحنا الله إياها ..وأذكركم بالمثل البلدى "اللى يرفس النعمة .. النعمة ترفسه".