ماذا جرى لنفسية المصريين؟ ..فالأحداث السياسية والأنباء غير السارة المتداولة عبر وسائل الإعلام أصابت الكثيرين بحالة من الاكتئاب والقلق، ربما تؤثر سلبا على حماسهم للعمل والانتاج ، وصار التساؤل الحائر على ألسنتهم : كيف نتعايش مع هذه الأجواء المتوترة ونطرد مشاعر الاكتئاب ومن أين نستمد الطاقة الايجابية لمواصلة مسيرة العطاء والبناء ؟ . حملنا هذه التساؤلات لخبراء فى التنمية البشرية وعلم النفس بحثا عن روشتة سريعة للخروج من "موود الاكتئاب " لآفاق التفاؤل والأمل أيا كانت الظروف : القلق.. يتراجع د.فاطمة الشناوى خبيرة التنمية البشرية واستشارى العلاقات الاسرية قالت لموقع اخبارمصر ان الحالة المزاجية العامة للمصريين أصبحت تتسم بالقلق والتوتر أكثر من مشاعر الاكتئاب وهذا ليس جديدا وانما مرتبط بالاحداث السياسية النى تمر بها البلاد من أكثر من 3 سنوات وان كانت قلت فى حدتها كثيرا مما يدعو للامل ويبدد سحب الاكتئاب العابرة خاصة مع انطلاق مشروعات قومية كبرى . ونصحت د.فاطمة الشناوى الناس بممارسة أعمالهم بصورة طبيعية مع إتخاذ الاحتياطات الممكنة من باب الاخذ بالأسباب مثل الابتعاد عن الاماكن النائية والخروج ليلا أوالتواجد بالقرب من منشآت حيوية وقت التهديدات ودعوات الاحتشاد مؤكدة أن العلاقات الاجتماعية والحفاظ على صلة الرحم يخفف هذه الحالة مع استعادة روح الدعابة لمقاومة الصدمات . ودعت وسائل الاعلام لعدم تكثيف الاخبار السلبية والمشاهد المفجعة مراعاة لمشاعر المشاهد وحالته النفسية خاصة أن الناس لديها هموم كثيرة من أعباء مدارس وزحام مرور وحوادث طرق وبالتالى من حقهم تغيير "الموود الكئيب " بعرض البرامج الترفيهية والمسلسلات الفكاهية من حين لاخر مع مراعاة عدم استفزازهم بإذاعة أغانى مثلا عقب حادث إرهابى وسقوط ضحايا. أما الدكتور خليل فاضل أستاذ واستشاري الطب النفسي ، فأكد أن أعراض الاكتئاب بدت واضحة على وجوه الكثير من المصريين من مختلف الأعمار حتى الأطفال ولكنها لم تصل الى الاضطرابات المرضية وانما حالة عابرة سوف تزول بزوال المسببات مثل غياب الأمان والتوتر السياسى وضبابية المستقبل. وحذر د.خليل فاضل من احتمال تحول هذه التوترات النفسية الوقتية الناتجة عن الأجواء السياسية المضطربة ، إلى أمراض نفسية مستديمة وذلك من واقع نتائج الدراسة التى أجراها حول "بانوراما النفسية الاجتماعية ل25 يناير و30 يونيو". ونصح د.فاضل بالإقلال من رؤية الفيديوهات الإخبارية العنيفة ونشرات التليفزيون بكثرة، لأنها قد تؤدى إلى انهيار أو عزلة نفسية ،مؤكدا ضرورة الخروج إلى الشارع، لأن ملازمة المريض المنزل وتوقع الخطر ، ستجعله يزداد خوفا وتوجسا مشيرا الى إصابة البعض بنوبات هلع وشعور بالاكتئاب والانطواء لافتا الى أن الاختلافات السياسية تسللت للمنازل وقد تؤدى إلى الطلاق بين الأزواج والخصام بين الأشقاء والأقارب . ونبه استشارى الطب النفسى الى احتمال التعرض لمرض عقلى يسمى "الذوهان"، يفقد الإنسان صلته بالواقع، فيبدأ فى الهلوسة والهذيان والرعب من كل شىء، مثل الخوف من الخروج للشارع، وجرس التليفون، بل من مشاهدة التليفزيون والانترنت وما قد تحمله من أنباء كئيبة داعيا الى تجنب الوصول لهذه المرحلة بكسر حالة القلق والاكتئاب بتناسى المخاوف والتركيز على تحسن الأحوال وان تطورت حالة المكتئب وفقد السيطرة الذاتية عليها يمكنه استشارة الطبيب المتخصص قبل فوات الأوان . وأشارفاضل الى تنامى الوعى لدى كثير من الأسر بدليل حضور بعض الأسر للعيادة النفسية للفضفضة والاستشارة رغم عدم تفاقم حالتهم . لا ..للتقوقع وترى د.عبير سكر عضوة النقابة العامة لمدربى التنمبة البشرية أن كسر حالة القلق والاكتئاب تتطلب التركيز على نصف الكوب الممتلىء والتفاؤل بما تحقق من أهداف ومشروعات قومية كبرى والصبر على مالم يتحقق من طموحات وخدمات مع مواصلة العمل مع الامل . وطالبت من يتجهون الى "التقوقع" والتخوف من الحركة خاصة وقت الدعوات المغرضة بالايمان بالله وانه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا والتحرر من القلق والاطمئنان بذكر الله ولعلها فرصة للعودة الى تلاوة القرآن الكريم وسماعه فى البيوت وإطلاق روائح البخور لبث الطاقة الابجابية بالمكان وطرد الطاقة السلبية . وأوصت بسماع موسيقى هادئة و الابتعاد بقدر الامكان عن الاخبار الصادمة والصور والفبديوهات المرعبة التى اصبحت تدخل كل بيت عبر الفضائيات والانترنت. وقدمت نصيحة بالمشى لمدة 30 دقيقة يومياً وشرب الكثير من السوائل يوميا والمواظبة على ممارسة الرياضة والقراءة وغيرها من الانشطة التى تحفز نشاط المخ مما يجدد بناء الخلايا مع المحافظة على التواصل الاجتماعى والذى من شأنه الوقاية من الاكتئاب . واشارت الى ان التجارب الواقعية تدل على أن "الاخوان" والمتطرفين يتراجعون وان دعواتهم تبوء بالفشل عادة وما يحدث من كوارث هنا أو هناك لا يرتبط بوقت، فعلينا ان نعيش حياة طبيعية ولا نطلق العنان لمخاوفنا لأن الحذر لا يمنع القدر، مع تبنى سلوكيات ايجابية مثل شجاعة الشباب فى حماية بيوتهم ومنشآت بلدهم وقت الخطر . *لن نعزل أنفسنا عن الأحداث ولن نقاطع وسائل الإعلام تلافيا لمشاهد العنف ولكن علينا ألا نجعلها كل الحياة ونهاية المطاف ،فالقادم أفضل بالصبر والإيمان والعمل والأمل ومع كل حلم يتحقق وكل خدمة يشعر المواطن أنها أفضل سيتحسن المزاج العام للجميع