تحقيق: أحمد شرشر – ولاء وحيد – منة الأسواني – عبده عبد الحميد أصبح انقطاع الكهرباء في نهار رمضان كابوسًا مرعبًا يسعى المواطنين للتخلص منه بشتى الطرق، خاصة بعد تكرار انقطاعها في أوقات عدة على مدار اليوم. مشكلة لم تحل حتى الآن مع رابع أيام رمضان، حيث يعاني الأهالي من تكرر انقطاع التيار خلال مختلف أوقات النهار، وقبل أذان المغرب أثناء إعداد طعام الإفطار، والسحور؛ وكذلك بالمساجد؛ الأمر الذي أفقد المصلين لذة صلاة التراويح. الأمر تسبب في حالة من السخط والغضب والإحباط لفشل السلطات في حل الأزمة التي حذر منها العديد قبل قدوم الشهر الكريم. ففي محافظة أسيوط انقطعت الكهرباء مساء السبت الماضى، منذ السادسة قبل آذان المغرب، وأفطر الصائمين في القرى بمركز منفلوط وقرى منفلوط الغربية، وشرق الحواتكة وقرى المعابدة، وقرى الجانب الشرقي للمحافظة على الظلام واشتكي المواطنين من استمرار الانقطاع حتى السحور منذ أن بدأ الشهر الكريم. ويقول حسن موسى من قرية بني حسين بمركز أسيوط انقطعت الكهرباء، من الساعة الخامسة والنصف مساءً قبل الإفطار، وأفطرنا على الظلام، وهذا هو حالنا اليومي منذ أن بدأ الشهر الكريم، ويستمر وقت الانقطاع للساعات الأولى من صباح اليوم التالي. وأضاف كل يوم نصلي التراويح والعشاء على الظلام والقرى المجاورة لنا جميعها تنقطع فيها الكهرباء بهذا الشكل، متسائلاً: "فين الحكومة لحل الأزمة والشعور بنا وعدم تجاهلنا بهذا الشكل". وقال عمرو محمد سيد من قرية بويط بديروط انقطعت علينا الكهرباء خلال تواجدنا في الجامع، وأنهينا التراويح في ظلام، ولا توجد محولات كهرباء خاصة بالمساجد والأهالي تفطر وتتسحر على الظلام. وكانت الحكومة أعلنت عن اتخاذ إجراءات لترشيد الاستهلاك في رمضان، حيث قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إنه سيجرى التنسيق مع وزارة الأوقاف للعمل على ترشيد الاستهلاك في المساجد، وخاصة أجهزة التكييف، بهدف ترشيد الاستهلاك. وتعاني البلاد من أزمة كبيرة في قطاع الطاقة، في ظل ارتفاع الطلب على الوقود والتيار الكهرباء، مع انخفاض قدرات البلاد المالية على توفير إمدادات الوقود اللازمة لمحطات الكهرباء. وفى محافظة الإسماعيلية، وعلى ضوء الشموع أعدت الكثير من ربات البيوت، طعام الإفطار. وأعدت "أسماء عبد العظيم" اليوم طعام الإفطار لأسرتها؛ وذلك بعدما استمر انقطاع التيار الكهربائي قبل موعد أذان المغرب، ساعة ونصف قضتها كثير من ربات البيوت داخل مطابخهن بمنطقة وسط البلد بالإسماعيلية في الظلام . وتقول أسماء:" قمت اليوم بإعداد طعام الإفطار على ضوء الكشافات التي فرغ شحنها واضطررت أنَّ استكمل باقي الطهي على ضوء الشموع". وتابعت: "كان موعد الإفطار قد اقترب وما كان أمامي إلا المخاطرة وإعداد الطعام على ضوء الشموع مهما كانت الخسائر"، وتضيف "كادت أن تحرق يدي عدة مرات كما أنني لم أستطع تجهيز عصير الإفطار لعدم مجيء الكهرباء إلا مع أذان المغرب". واستطردت: "الأمر بات لا يطاق واستمرار انقطاع التيار الكهربائي في المواعيد الحرجة يثير غضب واستياء الجميع"، وشاركتها الرأي جارتها رانيا عوض التي أكدت أنها اضطرت لشراء طعام جاهز لعدم قدرتها على إعداد الطعام مع انقطاع التيار الكهربائي. فيما قالت "جيهان علي": إنها يوميًا تتناول طعام السحور على الظلام مع زوجها وأبنائها بسبب تعد انقطاع التيار الكهربائي؛ الأمر الذي بات فوق الوصف، موضحة أن تناول السحور يوميًا على الظلام بات عادة قائلة "نطهو طعام الإفطار على الظلام ونتسحر على الظلام". وفى أسوان أصبحت صلاة التراويح والفجر في الظلام عادة رمضانية جديدة في نظر أهالي أسوان وتتكدس المساجد بالمصلين، والتي عادة ما تشهد انقطاع التيار الكهربائي طوال فترة الصلاة، مما جعل الأهالي يعتادون الأمر. ويقول محمد عبد الفتاح، أحد أهالي دراو إن الكهرباء تنقطع بمناطق عديدة بالمدينة في عشرات المساجد؛ ما يدفع الإمام إلى الصلاة في الظلام، لافتًا إلى أنَّ العديد من المساجد لا تمتلك مولدات كهربائية. وقال محمد فاتح، إمام مسجد، إنهم قاموا بالإعلان عن جمع أموال من أهالي كل منطقة لتزويد المسجد بمولد كهربائي، لكي يتمكنوا من إضاءة الأنوار والمكيفات أثناء الصلاة، مضيفا أن الأهالي تعاني كثيرا من حرارة الجو أثناء الصلاة، حيث إن الشكوى من الحرارة أكثر من الشكوى من الظلام؛ موضحا أن الصلاة لا تتطلب الكثير من الإضاءة لكنها صعبة في حرارة الجو العالية. وفى دمياط أعرب المواطنون في قرى السيالة والعنانية وشطا مركز دمياط ومنطقة الأعصر والشهابية بمدينة دمياط، عن استيائهم الشديد من انقطاع التيار الكهربائي مما اضطرهم لتناول السحور على أضواء الشموع والكشافات. يقول فهمي أبو عرام، تاجر موبيليات: شهر رمضان سيمر بشكل سيئ بسبب انقطاع الكهرباء عدة مرات في اليوم وكذلك المياه ولن نستمتع بصلاة التراويح ولا مشاهدة مباريات كأس العالم. وتساءل محمد إسماعيل، نجار، من المسؤول عن قطع الكهرباء في تلك الأوقات خاصة عند صلاة التراويح أو عند وقت السحور وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن إهمالهم خلال الفترة الأخيرة واتباعهم سياسة ترشيد الاستهلاك بالانقطاع المتكرر والعشوائي للتيار الكهربائي عن مئات القرى والمدن بالمحافظة في أوقات غير مناسبة. من جانبه، قال المهندس سامي بدير، رئيس قطاع كهرباء دمياط، إن محافظة دمياط تعيش في نعمة بالمقارنة بباقي المحافظات، مشيرًا إلى أنَّ انقطاع الكهرباء يأتي في إطار خطة تخفيف الأحمال المتبعة على مستوى الجمهورية . وتستهدف وزارة الكهرباء توفير 10% من استهلاك الكهرباء عبر الترشيد بما يساوى 2500 ميجاوات. ويقول الخبراء إنَّ تحقيق هذا المعدل صعب في ظل انخفاض أسعار الكهرباء الحالية، والتي لا تشجع المستهلكين على ترشيد الاستهلاك.