رسالة فنانة تشكيلية..قصيدة الشاعر العراقى الكبير الدكتور عبد الإله جاسم

رسالة عتب وقصة عطش غير مروية..
في الافق آثار لها..
وقلق هائم في عيونها النرجسية.
سردت كل الحكايات ..
وبكت بصمت في ليلة مجونية..
طوقت بذراعيها جسد غرير ..
ونادت مللا غادرينا ياظلمة المجوسية…
نحن عشاق الحياة وسحرها..
وجمالنا شعاع شمس خريفية..
كنْ معي حبيبي ..
فالشوق يقطع اكمام النخيل بصرخة وحشية..
أكتب اليك عطش القلب المبتلي بحبك سراً..
رغم إني صورة مرئية..
انا الفنانة الكبرى..
أرسم العالم لوحة تشكيلة..
وما أنت الا قصيدة ..
نظمتها المآسي بصور شعرية..
علمتني سنين الانتظار..
أن اعيش في وطن بلا هوية..
ان أضع افكاري وتاريخي وحضارتي
بيدِ الغرباء هدية..
كل ماقيل عني وعنك حبيبي كذب..
بلا ولاء لك وبلا قضية..
انت قضيتي ودربي ومصيري..
خطوط رسمتها دماء شراييني العربية..
ايها الجميل العذب لاتنام نوم الجاهلية…
انت في الافواه اسم ورسالة فجر قدسية..
لا يشغلني عنك الهراء..
ولا ليلة عرس بنفسجية..
لا تقل لنفسك عني..
كيف القاها وهي بعيدة كنجمة سماوية..
انا في عمقك اصحو..
وفي انفاسك ابقى طليقة مثل يمامة برية..
يامعشر العمر الذي اضحى بين يديك رهينة ازلية..
ما زلت في المنفى ارسمك لوحة عشق وزهرة ندية..
وفي الاحلام اراك قائم بين جنائن مدن وهمية..
اشتاق الى الايام تجمعنا في نزهة نعيد بها ذكرياتنا المنسية..
إني أحبك وخيال البعدُ يجمعني في متاهة شوق قاسية.
وانت تدري أن للفراق لعبة يجرح فيها قلوب فتية..
لا تلمني يا حبيبي في البعد عنك..
لان الذي حولي لا يستحق إشارة او تحية..
حبي اليك لاينقطع وقلمي والفرشاة
رسولان في اطرٍ فنية..