الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة اليوم ، برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، ببراءة جميع المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين يومى 2 و3 فبراير 2011، والمعروفة إعلاميًا ب"موقعة الجمل، وانقضاء الدعوى الجنائية ضد عبد الناصر الجابري لوفاته..يعد كارثة حقيقية وينذر بقدوم ثورة لن تذر ولن تبقى على أحد . فشهدائنا في قبورهم يبكون ويلقون باللوم علينا – نحن شباب ثورة 25 يناير- لأننا وثقنا فى النخب السياسية ، ووثقنا فى تيار الإسلام السياسي الذين دخلوا فجأة علينا وبدون سابق إنذار واستغلوا الدين للوصول إلى سدة الحكم – وكذلك القضاء ..الذي بالأمس القريب برأ المخلوع وجميع زبانيته الذين اتهموا وشاركوا بالقول والفعل فى موقعة الجمل ومعهم جميع مدراء الأمن والضباط بالمحافظات ، واليوم يستكملوا سيناريو البراءات واغتالوا براءة شبابنا . لقد كان فى قتل شهدائنا آيات للسائلين ..فهم أقرب إلينا من حبل الوريد ..وكنا جميعا عصبة ، وكان أهالينا فى ظلم مبين ، ولم يستطيعوا التخلص من الطاغية وزبانيته ، فجاء شهدائنا بالبشرى ، وقبل اغتيالهم ..جاء الأمر لزبانية المخلوع "وزراء ورجال أعمال وشخصيات عامة" اقتلوا الشباب لننصب ابن المخلوع رئيساً . ولكن هيهات تصدى شبابنا لرصاص الطاغية واستشهد من استشهد وعلا عويل الأمهات فى البيوت وظنوا أن وراء أبنائهم الشهداء رجال يستطيعوا استكمال المسيرة ولكن خاب ظنهم . فأخطأنا واعتمدنا على النخب . عفوا أخطأنا لأننا ظننا أنكم – أيها النخب- على قدر المسئولية ، ووقتها سمعنا كلامكم بعد خلع " مبارك" وتركنا الميدان ، وتفاوضتم مع العسكر ، وضحك عليكم – إلا من رحم ربى – وهو الذي انكوى بنار القوة الغاشمة لمبارك وطالبنا بالمكوث فى الميدان ، ولكننا انسقنا وراء الكثرة منكم ، ودخل تيار الإسلام السياسي اللعبة "إخوان وسلفيين" ، وتحالفوا مع العسكر واستغلوا الدين بل تاجروا به ، وضحكوا على أهالينا ..الذين طردونا من بيوتنا لأننا كنا ضلعا أساسيا فى الثورة ، وكان الاستفتاء على الدستور ودخلونا في " الحرام والحلال" بنسائهم وأولادهم ، وكانت النهاية براءة المتهمين في قتل إخواننا الشهداء وحالة الغمام التي تعيشها مصر الآن .واعتلائهم سدة الحكم. أخيرا يخرج الشهيد من قبره ويتخلى عن صمته متسائلا: من قتلني ؟!! فنتوارى خجلا لأنه ليس عندنا إجابة ..لأنهم ضحكوا علينا بأن قضائنا نزيه ..وصدقناهم ..وسيخرجون علينا اليوم ليقولوا ..سنشكل لجنة تقصى حقائق ..ونصدقهم أيضا ،وسيخرج آخرون من النخب يبكون وتتسربل الدموع على خدودهم ومنهم من سيلطم الخد ويشق الجلباب حزنا على "دماء الشهداء التي راحت هدر" ونصدقهم أيضا ،لأننا شعب عاطفي يتوارى وراء مصيبته . ويبكى الشهيد بل سولت لكم أنفسكم – أيها الشباب - ترك دمى فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون..فمن سيدلى بدلوه ويأتي بحقي من هؤلاء !!