علماء الإجتماع.. نحتاج لصحوة دينية لتفعيل الإحساس بقيم رمضان الزمان المصرى : نسمة خضر أصبح هناك تفاوتاً كبيراً بين مظاهر الإحتفال برمضان فى الماضى والحاضر ،وكل ما رصدنا آرائهم فى التحقيق أعلاه (من سرق فرحة المصريين بشهر رمضان؟)يؤكد الحنين إلى الماضى ،ولكننا فى (الزمان المصرى) آثرنا أن نستمع إلى آراء علماء الدين والنفس والإجتماع والإعلام لإبداء آرائهم فى هذا التفاوت الرهيب ،فباستمراره من الممكن أن نرى هر الخير والبركات فجأة مثل باقى شهور السنة فى البداية يوضح الشيخ سعد الفقى وكيل مديرية أوقاف الدقهلية أن الحديث عن شهر رمضان من الأهمية بمكان ؛وهو فى كل الأحوال لم يتغير ،ولكن الناس هم الذين يطرأ علهم التغيير .فثوابت الشهر راسخة لا تخضع للتحديث ولا للتطوير ؛وفى كل الأحوال الناس يكونون أقرب إلى الله من أى وقت مضى أو خلال أيام العام ؛فهو شهر التراحم والتودد والإيثار فى كل الأمنة والعصور ،وليس أقل من استنهاض الهمم للخروج بروحانيات هذا الشهر لتكون فى أرقى حالها .فالمسلم فى رمضان يجب أن يدرك أن الصيام لا يقف عند الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ،ولكنه فى معناه الشامل أكبر من هذا ،وعلى المسلم أن يكون ملائكيا من خلال عباداته الخالصة وقربه من الله سبحانه وتعالى ويشير الدكتور اسماعيل محمد أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية إلى أن شهر رمضان له مكانة فى الإسلام شرفت بنزول القرآن فيه ، وذكرنا الله سبحانه وتعالى بهذه الفضيلة فى قوله تعالى"شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن"ثم بين جلا وعلا الحكم من نزول القرآن فى هذا الشهر ألا وهى هداية الناس فى قوله تعالى "هدى للناس" ولذلك لو أرادت البشرية أن تقف على طريق الهداية وأولهم المسلمون فلابد وأن يتمسكوا بالقرآن ويتفاعلوا مع أحكامه وتشريعاته ويتمسكوا بأخلاقه ،ورمضان بين الأمس واليوم وواقعنا المعاصرفالملاحظ أن هناك بعض السٌنْيين أحيوا الإعتكاف وصلاة القيام فى العشر الأواخر والإقبال على مجلس العلم ودروسه فى المساجد والقنوات الفضائية ،ولكن هناك بعض المآخذ التى لم نرها فى السابقيين الذين كانوا يحرصون على أداء جميع الصلوات خاصة صلاة التراويح فى المساجد ،وكانوا يتزاورون ويعتمدون مقرأة فى كل قرية للقرآن وهذا يرجع إلى حضور لدى البعض فى فهم القيم الحقيقية لشهر رمضان التى يجب اعتناقها بالطاعات التى يضاعف أجرها ،ولكن بعض القنوات الفضائية تخصصت فى افساد صيام المسلم بسبب ضعف ايمانه فأضاعوه أمام شبكات الإنترنت وجعلوا ليلهم نهار ونهارهم ليل ، وليتهم سمعوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين يقول "إن الله فرض لكم صيام رمضان وسن لكم قيامه فمن صام وقام غفر له ما تقدم من ذنبه " وترى الدكتورة عزة صيام وكيل كلية الآداب للدراسات العليا ببنها هناك تحول فى نظرة الأفراد للمجتمع وبالتالى فى طريقة معايشتهم وتفاعلهم مع المناسبات المعينة وخاصة المناسبات الدينية وثقافتهم بالمشاعر الدينية ، وارتبط رمضان بأذهانهم بأنواع المسلسلات وكيفية الترفيه والفسح ..يا ترى هنجوع ولا.. لأ ؟نتيجة لتغير الوقت ونتيجة لتعاقب الأجيال وارتفاع الأسعار والنواحى الإقتصادية الصعبة وازدياد الهموم فى مجال الصحة والتعليم التى أخذت من الإنسان المصرى المجهود والتفكير فتغيرت نظرته لمعانى الأشياء التى تؤدى فى النهاية إلى فقدان قيمة حب الأشياء ؛ فرمضان ما زال موجودا ولكن طريقة الإحتفال به مختلفة ،والإختلاف يكمن فى الإحساس ؛فأنا على سبل المثال عندما كنت طفلة كان رمضان يرتبط ويتعلق فى أذهاننا بمناسبة رئيسية مهولة .فرض للتقرب إلى الله والتعبد وكان كل شىء له مذاق جميل بداية من نكهة الطعام ولذته التى نفتقدها الآن مرورا بالمسحراتى والفانوس الجميل ذو الشمعة والعزومات وصلة الرحم وتبادل الأكل بين الجيران. أما الآن حدث تحول سريع للمجتمع بدخول النت ؛فأصبحت الأفكار محصورة فى كيفية قضاء الوقت والإستمتاع باليوم واعتباره نزهة مثل شم النسيم ..لا شهر الخير والرحمة ..فكل فرد مشغول بهمومه فقط ونستطع أن نطلق عله (التيك أواى)..فما وصلنا إليه يحتاج صحوة دينية وتفعيل الإحساس بقيم رمضان الحقيقية من صلاة وتعبد وتقرب إلى الله وتكافل اجتماعل وعمق التعامل أيضا مع الشهر الكريم حتى لا نفقد معناه وطالما ضاع المعنى يضيع معه حب الشىء والقيم