تمر مصرنا الحبيبة بمنحنى خطير..وتبعات ما بعد انتخابات الإعادة "كارثة"؛فالثورة اغتيلت بفعل فاعل ..فكان سببا فى وأدها فى مهدها النخب السياسية ، الذين فرقوا شعب مصر طوائف ، فلم يحدد أحدا منا الهدف الأساسي أمامه وهو تحقيق مبادئ الثورة "عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية ..كرامة إنسانية". وظن الجميع أن الثورة أتت ثمارها بالتعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة ، وأقصد ب "الجميع" الشعب المقهور ،الذى انساق وراء آلة إعلامية تحارب بالوكالة عمن لهم مصلحة فى اغتيال الثورة ، فبعد أن كنا "ايد واحدة"ضد نظام فاسد ..تفرقنا ،واغتالتنا أحلامنا ذات الأهواء السياسية ، ووصلنا إلى منحنى غاية فى الخطورة ..فالثورة تٌسرق منا الآن ،ونحن نستهلك أنفسنا فى أوهام . ففى انتخابات الرئاسة لم يتوحد الفصيل الثورى ضد "الفلول"، وكانت النتيجة تفتت أصوات الثوريين لمرشحى الثورة ، وتكتل الجماعة المنظمة فحصلت على الإعادة ، وفعل الفلول مثلهم فحصل "شفيق"على الإعادة ،ونبكى الآن على اللبن المسكوب . ووصل المواطن الغلبان إلى قناعة أن كلمة "فلول" تثيره الآن وتجعله يرفع صوته على أى شاب ثائر بالقول :أنت مأجور ، وساعدهم فى ذلك بعض المحسوبين على "الإخوان" عندما كالوا باتهامات للثوار بأنهم لا يريدون استقرار البلاد ، ووصل بهم الأمر إلى استخراج مصطلح اعلامى على 6 ابريل على أنهم "6 ابليس" ، واليوم يطلبون ودهم من أجل مرشحهم ..ففقدوا مصداقيتهم لدى الثوار ، وصعب أن تكيل لى باتهامات ،وتأتى اليوم وتقول عفا الله عما سلف ..فلو كنت تركت الباب مواربا لتغير الوضع الآن . فقبيل انتخابات الرئاسة بح صوتنا للجميع بأنه لابد من اختيار رئيس ثوري ، والجميع أجمع على "حمدين صباحى"بأنه طيب ومحترم وبرنامجه روعة ، ولكن صوتى سيضيع لأنه لن ينجح ، وبعد ظهور النتيجة وحصول "صباحى"على المركز الثالث وربما "الثاني"..وخرج من تلك المعركة "زعيما" ،أصبح لسان حال كل مواطن فى بر مصر المحروسة يقول :"يا ريتنى اخترت حمدين" . وبعد إعلان نتيجة الانتخابات باتت مصر ليلة حزينة وحتى الآن ، وأقسم لكم أنى شاهدت وما زلت أشاهد الدموع فى عيون المواطنين من أهالينا ..وفى لقاء "صباحى"مع الإعلامي الرائع يسرى فوده والذى بدأ من الحادية عشر مساءا وحتى الثالثة فجرا ، كانت مصر كلها تشاهد البرنامج ، وأبكى "صباحى"الملايين ..حتى أن البعض قال :هو لسه فيه حد محترم قوى كده ..رجل لا يخرج العيب منه ،وحب الوطن يسربل جسده ..وأبكاني شخصيا .. وما زال مصرا على أن الشعب المصري هو "القائد والمعلم" والثورة مستمرة ،والخطأ ليس فى الشعب ، ولكن نحن المخطئون فى حقه !! واليوم الشعب فى حيرة من أمره أيختار من ؟!! فالفلول توحدوا واجتماعاتهم دائرة يوميا والأموال تغدق من هنا وهناك ، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى الذين دفعوا الملايين للحزب الواطى ولأحمد عز ، خرجوا من سكرات الثورة التى انتابتهم ويعدون العدة على أمل الرجوع إلى سيرتهم الأولى ..مستغلين فى ذلك حالة الاحتقان التى زرعها الإعلام ضد "الإخوان" ،وساعدهم فى ذلك الإخوان أنفسهم لتصريحاتهم المتضاربة ، وعدم اعترافهم بالخطأ ، وكلنا يعلم ما حدث منهم إبان الانتخابات البرلمانية والنسب التى قالوا أنهم سيشاركون بها ،وفجأة تغير كلامهم ، وفى انتخابات الرئاسة ، حيث أكدوا بعدم دخولهم تلك الانتخابات ،وفجأة دخلوا بإثنين "رئيسي واحتياطي" ، ووصل "الإحتياطى" إلى الإعادة ، وتعليلهم لم يشف صدورنا ، الذى كان على شاكلة "المرحلة تتطلب منا كذا وكذا ..من الآخر كلام تنظير..لا يغنى ولا يثمن من جوع"..فغابت مصداقيتهم عن الشارع. فالإخوان لم يدرسوا الشارع المصرى جيدا بالرغم من وجودهم على الساحة منذ 80 عاما ، فالشعب المصري به 36 % "أمي"لا يقرأ ولا يكتب ، والباقي يستقى معلوماته عبر "الفيس بوك"أو الجرائد" ..وسط منظومة فاسدة من تعليم وصحة وغيرها وضعنا فيه النظام السابق ؛ و60 % تحت خط الفقر ، تركة محملة بالهموم ،وبالتالي عندما يخرج على الشعب المصرى مالك قناة "الفراعين" ويخاطبهم وكأنه يجلس على "مصطبة" ويتكلم بلغتهم ،فالطبيعي أن يستهواهم ، ويشن عليهم حربا الآن وأصبحت قناته موجهة ضد الإخوان ، وهذا الرجل "توفيق عكاشة" قبيل الثورة بشهور كان رئيس اللجنة الإعلامية بالمجلس الشعبى المحلى لمحافظة الدقهلية ،وأصدر قرارا يومها بمنع حضور الصحفيين جلسات المجلس المحلى إلا بعد موافقة "أمن الدولة" ، وخضت حربا ضده عندما كنت أتولى رئاسة تحرير جريدة "الوفاق" ، و فى المقابل الإخوان يمتلكون "قناة 25 مصر" ولكنها تقتصر عليهم فقط ،ولذلك مشاهديها لا يخرجون عن "الجماعة" ،والمفروض أنها "قناة إعلامية"تخاطب كل الفصائل فى مصر ، لو حاربوه بسلاحه لانصرف عنه المشاهد وذهب إليهم . ناهيك عن أن الإخوان لابد أن يعلموا أننا شركاء معهم فى هذا الوطن ولسنا فرقاء ،وهم أقرب لنا من "الفلول"وإعادة إنتاج نظام مبارك من جديد ، لذلك فنحن ضد الاستبداد باسم الدين ،لأن الدين أطهر من أى شىء ،وإسلامنا يسمو بنا . وإليكم ما قاله الزعيم جمال عبد الناصر عندما سئُل : لماذا لا تقول بأنك تطبق تجربة إسلامية في الحكم ما دمت تؤمن بالاشتراكية العربية المستندة على أسس إسلامية؟ قال جمال عبد الناصر في إجابته عن هذا السؤال:" إن الحكم والسياسة مجرد تجربة إنسانية لا تخلو من احتمالات الخطأ فإذا فشلت سيقولون إن عبد الناصر هو الذي فشل..إنني أريد أن أتحمل مسئولية الفشل وحدي فيما لو حدث ولا أحمله للإسلام.. وأمامنا تجربة محمد على جناح في باكستان التي فشلت هناك فقال البعض إن الإسلام هو الذي فشل وليس محمد علي جناح.. فلماذا أعرض الإسلام لمثل هذا النقد الذي ينال منه بكل تأكيد ؟!" فليعلم "الإخوان" إن الحكم والسياسة مجرد تجربة إنسانية لا تخلو من احتمالات الخطأ والفشل ،وإسلامنا ليس فيه خطأ ولا هو بالفاشل ،فلا تعرضوا ديننا لاتهامات هو برىء منها . نحن بين خيارين أحلاهما مر ، ولكن – هذا رأيى الشخصى- الإخوان أفضل مليون مرة من "الفلول" ، لأن لديهم مرجعية أو بالأحرى الخوف من الله ، أما "الفلول" فمرجعيتهم "الانتهازية والوصولية والفساد" وعدم الخوف من الله . وأقسم لكم اليوم يٌكرثون جهودهم لإنجاح مرشحهم بكل السبل ،وتوحدت قواهم ،ويمرون على الفصائل السياسية التى شاركت فى الثورة وخاصة فى القرى ، ويرمون لهم كارت المحليات "طعم" لاستقطابهم ، ولدى أسماء أعضاء الحزب المنحل الذين يتزعمون ذلك ، ويلعبون على البطالة بكارت "الوظائف" فهؤلاء الأعضاء مندوبيهم وهم يطوفون بالقرى يؤكدون للمواطن الغلبان بأن فلان بيه اللى كان عضو مجلس الشعب أو الشورى أيام حسنى بيسلم عليك وبيقولك هو عين أقاربه كلهم زمان ومعدش غيرك أنت ،بمجرد إن "شفيق"يمسك أول واحد هيتعين أنت "..وتتكرر هذه الجمل مع غيره ..ناهيك عن كنت أيام حسنى بتتفرج على الماتشات بمزاج جيت الثورة لغت ده ، وكنت عايش فى بيتك فى أمان ..دلوقتى بتخاف تخرج بنتك بعد المغرب ،والبلطجية ممكن يدخلوا عليك ويغتصبوا مراتك ولا بنتك ، وأنت عارف لو قعدت تدن فى مالطه ولا حد هيسأل فيك ..لما تنتخب "شفيق" شوف الأمان اللى هتعيش فيه.."الإخوان بيضحكوا عليك بكيلو سكر دلوقتى ،لو مسكوا مراتك مش هتروح الشغل ، ويقول "للست"وجوزك هيجوز عليك" ثلاثة "..الدنيا هتبوظ أكثر ما هى بايظة!! فيا ثوار لا تغتالوا الثورة بعنادكم ، وإذا فشل الإخوان فالميدان موجود ،ومن استطاع جذر رأس النظام "الذى لا يخاف الله وزينت له الدنيا زخرفها "لديه القدرة على جذر رأس الإخوان "الذين أعتقد أنهم بخافون الله "، هذا فى حالة لو لم يطبق قانون العزل السياسى على "شفيق"..أما لو طبق ودخل "الإعادة "حمدين"..فكلنا طبعا وراء "حمدين". أما الآن فتريثوا "ثوار مصر" .."ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا ..اعدلوا هو أقرب للتقوى"..فلا ل"الفلول" ولا لإعادة إنتاج نظام المخلوع من جديد . فمقالى هذا ليس تأييدا للإخوان بقدر ما هو حسى الوطنى وخوفى على وطننا الحبيب ..اللهم بلغت ..اللهم فاشهد.