حددت محكمة جنايات القاهرة الثاني من حزيران/ يونيو موعدا للنطق بالحكم في قضية قتل المتظاهرين السلميين ابان ثورة '25 يناير'، وذلك خلال جلستها الختامية الأربعاء لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم. وجاء قرار المحكمة بعد أن أعلنت غلق باب المرافعة بالكامل في القضية في ختام سماع هيئة الدفاع عن المتهمين ، حيث قررت المحكمة التصريح لكافة وسائل الإعلام بنقل وقائع جلسة النطق بالحكم على أن يكون البث المباشر لتلك الجلسة قاصرا على التلفزيون المصري وحده. وتوجه رئيس المحكمة بحديثه إلى الرئيس السابق حسني مبارك بوصفه المتهم الأول في القضية بسؤاله عما إذا كان يريد التعقيب أو التعليق على ما ورد خلال المرافعات سواء للنيابة العامة أو الدفاع فأجابه مبارك :سأكتفي بما قاله المحامي فريد الديب . ثم قال لهيئة المحكمة 'بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلى وإن ضنوا علي كرام'!. وقامت المحكمة بالتوجه بالحديث لعلاء وجمال مبارك وسؤالهما حول ما إذا كانا يبغيان الحديث والتعقيب على المرافعات في القضية، فأجاب الاثنان إجابة واحدة قائلين 'اكتفي بما ذكره المحامي فريد الديب'. وقام رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت بتأشير على المذكرة المقدمة من النائب العام في جلسة امس بشأن تقرير لجنة الصحة بمجلس الشعب والذي تضمن صلاحية مستشفى ليمان طرة لاستقبال مبارك لقضاء فترة الحبس الاحتياطي به بالنظر والارفاق دون ان يبت فيه بنقل مبارك من المركز الطبي العالمي الى مستشفى ليمان طرة. والتمس المحامي فريد الديب من المحكمة رفض التوصية بنقل مبارك الى مستشفى السجن، وقال 'إن أعضاء لجنة الصحة بالمجلس ليسوا أطباء للوقوف على التجهيزات الطبية بمستشفى ليمان طرة، وقد كان على النيابة العامة باعتبار أنها شعبة أصيلة من شعب القضاء أن تكون بمثابة حائط للصد عن أي تدخلات في شؤون القضاء كافة'. وسادت حالة من التوتر والاستنفار ما بين فريد الديب والمستشار مصطفى سليمان المحامي العام الأول بنيابة استئناف القاهرة حينما قال الديب 'إن الحضور كافة التزموا بقرار هيئة المحكمة والتي كانت قد قصرت عملية التعقيب على المذكرات المكتوبة عدا النيابة العامة التي استفاضت في تعقيبها الشفوي وقد وصلتني الشتيمة التي قالها المستشار سليمان في ونظر إليه قائلا 'انت بتضحك يا بيه'. واستطرد قائلا 'ما هو السر وراء الهجوم الضاري الذي صدر عن ممثل النيابة المستشار مصطفى سليمان على المحامين بصفة عامة حينما أقدم على وصفهم بأنهم مجموعة من الجهال، وما وصفني أنا شخصيا به وما نالني من حديثه من رذاذ كثير اتهمني فيه بأنني لم أقرأ أمر الإحالة'. وأضاف أنه كان يجب على النيابة العامة أن تلتزم في تعقيبها العيب على العمل والإجراء لا العيب على الشخص.. فما كان من المستشار مصطفى سليمان إلا أن انتفض قائلا 'لن أسمح بتزييف الحقائق وتحريف الكلام عن مواضعه'.. وطلب منه رئيس المحكمة التريث وإبداء ما يعن له عقب انتهاء المحامي فريد الديب. وقام بعض المحامين المدعين بالحق المدني أثناء حديث فريد الديب بمقاطعته معربين بأصوات مسموعة في قاعة المحكمة عن رفضهم لما قاله فريد الديب، وهو الأمر الذي استفزه فقام مخاطبا ممثلي النيابة العامة بشيء من الشدة 'ما تحوش عني الناس بتعوك يا بيه'، وهنا بدأ الغضب على وجوه ممثلي النيابة العامة خاصة المستشار مصطفى سليمان والذي هم للرد على فريد الديب، غير أن زميله الجالس إلى جواره المستشار مصطفى خاطر المحامي العام لنيابات شرق القاهرة الكلية هدأه، وطلب منه الهدوء ثم استأذن إلى رئيس المحكمة أن يبدي تعقيبا سريعا على حديث فريد الديب. وقال المستشار خاطر إن من قاطعوا حديث فريد الديب بهمهمات مسموعة ليسوا الناس بتوعنا، وإنما هم محامون محترمون، وإذا كان فريد الديب قد وصف الخبير الهندسي الذي قام بتقييم أثمان الفيلات التي تلقاها آل مبارك على سبيل الرشوة من حسين سالم ب'الكذاب' فإنهم سيعلمون غدا من هو 'الكذاب الأشر' ليعلو التصفيق الحاد في قاعة المحكمة من جانب المحامين المدعين بالحق المدني.. فيما اكتفى فريد الديب بالخروج من قاعة المحكمة معلنا انتهاء حديثه في القضية.