برامج المقالب التي يقدمها رامز جلال والتي تعد من أشهر البرامج وأكثرها مشاهدة علي المستوى الاعلامي نظرا للكم الهائل من المشاهير المصريين و العرب والعالميين ، وأصبحت برامج المقالب من أبرز الأخبار المثيرة للجدل ، حيث بلغت تكلفة إنتاج هذه البرامج مبالغ عالية للغاية ، تصل إلى مئات الملايين من الجنيهات . يشار إلى أن رامز جلال يستضيف هذا العام في برنامجه عددا كبيرا من النجوم في مجالي الفن والرياضة منهم شيرين عبد الوهاب وغادة عبد الرازق وياسمين صبري وريهام عبد الغفور وهنا الزاهد وفيفي عبده وكريم فهمي وأحمد آدم وريم مصطفى وسامح حسين ومحمد عبد الرحمن وغيرهم من النجوم، كما يستضيف من نجوم الرياضة سعد سمير ومحمود تريزيجه وأحمد الشناوي وشريف إكرامي وحسام البدري ورضا عبد العال. رامز تحت الصفر هذا اسم البرنامج والذي يقدمه الفنان رامز جلال هذا العام ، وقد حشدت لهذا البرنامج كل الطاقات والامكانيات الضخمة وأنفقت من أجله مئات الملايين من الأموال المصرية والعربية ، من أجل التجهيزات والتصوير والاستوديوا ، والسفر ، والإقامة ، وكبار الممثلين ممن يتقاضون آلاف الدولارات والجنيهات وذلك من أجل أن تضحك الأمة في وقت حرم عليها الضحك منذ زمن بعيد … فكرة البرنامج أو المقلب تدور حول استضافة الضحية في موسكو ببرنامج من تقديم كابتن مجدي عبد الغني ويحل المدرب هيكتور كوبر ضيفا في الحلقة ومن ثم يتم اصطحاب الضيف إلى مكان آخر وخلال الطريق يتعرض الضيف لصدمات منها ظهور نمر أمامه مباشرة. جدير بالذكر أن ظروف التصوير في العاصمة الروسية موسكو كانت صعبة للغاية ووصلت درجة الحرارة هناك إلى 15 تحت الصفر ، ويعد برنامج رامز جلال في رمضان من أبرز البرامج خلال العام نظراً لتحقيقه نسب مشاهدة عالية وجماهيرية كبيرة وينتظره المشاهدون كل عام بشغف وتشوق لمعرفة كل ما هو جديد يقدمه. برنامج من وجه نظري الشخصية تافه ، بلا هدف ولا مضمون ، وبلا فائدة ، وقد تختلف الأراء الأخري حول ذلك ، لكننا نحترم الرأى الأخر ، فاختلاف الرأي لا يفقد قيمة العمل .. السؤال هنا : هل أصبحنا أمة لم يعد يعنيها من الحياة إلا الضحك ؟ حتى ولو على نفسها الذليلة وأعراضها المستباحة ودماءها المسفوكة ، ومحاربة إرهاب ، وأزمات إقتصادية ، ومشاكل بلا حلول .. للأسف كل ما يقدم من برامج المقالب في السنوات الأخيرة ما هو إلا عبث، وعدم وعي بالأشياء فكيف يمكن أن يكون هناك ضحك مع وجود دم أو أصوات صرخات، ورعب وخوف ، وحيوانات مفترسة ؟ والحقيقة أنني لدي دهشة كبيرة مما يحدث في كل عام، فقد تربينا على كوميديا الريحاني، تشارلي شابلن – اسماعيل ياسين ، ابراهيم نصر ولم نشاهد بها مثل هذه الأمور ، وليس هذا فقط بل إننا نعاني من إفلاس في الأفكار، فلماذا مثلاً يكون لدينا هذا العام أكثر من برنامج عن المقالب ؟ وما هو الضحك في أني أقنع الشخص بوجود نمر مفترس يلتهم أحد الأشخاص ، وأقوم بتخويفه وترهيبه، ؟ برامج من وجهة نظري لا تستحق المشاهدة ومضيعة للوقت بما تحمله من عنف ورعب وألفاظ بذيئة ، يجب الابتعاد عنها ومشاهدة برامج أخرى بديلة ترقى بذات وفكر وثقافة المشاهد ، فما الفائدة من وضع فنان شهير أو راقصة مشهورة ،أو شخصية عامة في موقف صعب ومهين يصور أنه يعرض حياته للخطر ؟ كما أن مقدم البرنامج يتعرض للإذلال والاهانة عندما يعتذر للضيف فما الفائدة التى يستفاد منها المشاهد ؟ ، غير أن الشركات الاعلانية هى المستفيد الأول ،أما المشاهد فلا يستفاد شيئا اطلاقا ويتم تسطيحه فكريا،خاصة أن برامج المقالب يتم تقديمها فى أوقات حيوية عقب الافطار ، والاستعداد لصلاة التراويح .. لسنا ضد البهجة والفرحة وادخال السىرور على المشاهد ، لكن … لماذا لا تقدم برامج ترفيهية مضحكة وبتكلفة بسيطة ، وتحتوى على مواقف تحدد سلوكيات الأشخاص والمجتمعات الإيجابية والسلبية في عدة بلدان عربية ومدى التفاوت بين وجهات نظر الناس !! كبرامج الفنان إبراهيم نصر على شاشة التليفزيون المصرى منذ سنوات " الكاميرا الخفية ، وذكية زكريا " فتلك البرامج كان فيها عظة وخفة ظل وتوصل رسالة فنية وبعض المواقف الحياتية التي يستفيد منها المشاهد. فهل انتهىينا من خلق الأفكار والإبداع ؟ وتواجد الفنانين في مثل هذه البرامج كان له تأثير في زيادتها من عام إلى آخر، حيث أصبحت القنوات الفضائية تتعمد القيام بإنتاج مثل هذه البرامج التي تجذب فيها النجوم حتى يرتفع لديها سقف المشاهدة والإعلانات . ملايين الأموال تنفق من أجل أن نضحك عندما يتزحلق ممثل شهير ، أو راقصة معروفة من أعلى المرتفعات على الثلج ، هاربا من أنياب نمر مفترس وموت محقق في تمثيلية متفق علي ثمنها ، وقد تناسينا الاف الاطفال والنساء ماتوا تحت الأنقاض في سوريا وفي العراق واليمن وليبيا ،وفي فلسطين، وفي كل مكان ، تناسينا الاف الأسر والتي مات عائلها الوحيد وتعيش الان بلا مأوي ، ملايين المسلمين في كل مكان لا يجدون ما يسكت صرخات بطونهم الجائعة ، ويحتاجون الي وجبة طعام واحدة ، ملايين المرضي والذين لا يجدون علاج يداوي الام أجسادهم …. ارحمونا يرحمكم الله