بقلم محمد غالية وهم التغيير! وحقيقة التغيير ! دعنا إذا من تلك الكلمات الكبيرة التى تحتاج إلى كتب لنوضح فيها مفهوم التغيير وكيف يكون ، ولكن دعنا نتجول فى حياة المصريين بعد أن احدثوا ثورة صفق لها التاريخ وانحنى أمامها الجميع احتراما وتقديرا . فهل تغيير المصريون ؟وهل غيرتهم الثورة فعلا ؟! وهل نحن الاّن على الطريق الصحيح للتغيير وللتقدم ولنأخذ دورا غاب عنا منذ أمد بعيد ، لتصبح مصر وبحق هى أكبر بلاد الشرق ، وليأخذ المصرى مكانته وليسترد كرامته فى سائر دول العالم ؟ فى البداية يبدو ان حمى الثورة التى استمرت مع الشعب لأيام او لشهور وسرعان ما انطفأت ، لم تصب الشعب وحده بل اصابت كل دول العالم تجاه مصر ، فبعد أن كان يعامل المصريون اثناء الثورة وبعدها بأيام فى جميع دول العالم على انهم من كبار الزوار وأنه شعب كبير يستحق كل الإحترام والتقدير ، لم تستمر تلك المعاملة سوى لشهر أو اثنين ثم عادت كل الدول الى سابق عهدها معنا ومعمالة المواطن المصرى على انه مواطن من الدرجة الثالثة . خدعوك فقالوا أن الشعب تغير ،، لا ياسيدى لا تصدق تلك الإدعاءات فهذا كذب وافتراء على المصريين ، فكل التغيير الذى حدث لنا هو زيادة فى كمية الأغانى الوطنية مع زيادة طفيفة فى حجم الأعلام المصرية ونزع لكل صور الرئيس المخلوع من أماكن تواجدها ( بإستثناء القوات المسلحة ) ، ونزع اسم الرئيس المخلوع من اى مكان أو منشأة تحمل اسمه ، وكذلك زادت من شهرة الكثيرين الذين ارتبط ذكر اسمهم بالثورة سواء كانوا شعراء أو سياسيون أو إعلاميين ، هذا بالضبط ياسيدى هو كل التغيير الذى حدث .. لذا دعنى أخذ بيديك إلى أحد إشارات المرور لتنظر بعينى رأسك على انتهاك البعض ودعنى أقل البعض أملا فى أن لا أصيبك بالإحباط ، سترى هؤلاء البعض وهم ينتهكون حرمة الإشارة وإذا ما حاول ضابط المرور التحدث سيقال له ( اسكت يابن ..... انتوا مكفكوش الى عملتوه فينا طول السنين الى فاتت ) وبهذه الإهانة سيحمد الضابط الله عز وجل أن من تكلم اكتفى بالسباب ولم يقرر أن ( يديله مطوتين فى جنبه ) فهو يريد ان يرجع إلى أولاده بسلام ولتذهب الإشارة إلى الجحيم .. فالشعب ياسيدى يرفض وبشدة ، ويقسم لك على هذا الرفض التام والقاطع لأن يكون ابن الرئيس رئيس ، ولكنه على الوجه الأخر يحاولون بذل جهدهم لتعيين أبنائهم كأبناء عاملين مكانهم فى الشركات الحكومية، وكذلك يرضوا أن يكون ابن الدكتور دكتور وابن المهندس مهندس وابن الأستاذ الجامعى أستاذ جامعى وابن النجار نجار وابن الحرامى حرامى وابن تاجر المخدرات تاجر مخدرات! فالمصالح الخاصة تتكلم وبشدة ! ثلاث شهور انتهت ولم أجد اصلاح اقتصادى حقيقى بدأ يتحقق ، اصلاح اقتصادى يجعلنا فى يوم من الايام نصبح مثل اليابان ، التى ضربها الزلزال منذ شهر لتجعلنا كلنا نعلن أنها لن تقوم لها قائمة ، زلزال وسيول وانفجار مفاعل نووى ، لقد انهارت اليابان إذا وانخفض انتاج كل الشركات بها إلى اقل من ثلث الإنتاج الكلى ، وبعدها بشهر تفاجئنا اليابان بعودة إنتاج كبرى الشركات إلى مائة بالمائة ، أى معجزة تلك وأى أمة تلك التى تعوض لتنهض من جديد فى غضون شهر ، ولماذا كلما تحدثنا عن الاصلاح الإقتصادى فى مصر فاجأنا الجميع بأننا نحتاج إلى سنوات لنستفيق من الفترة السابقة ، وأن فترة الثورة قد ادت الى انخفاض حاد فى البورصة وكأن فترة ما قبل الثورة ماشاء الله كان يصاحبها إزدهار عالمى فى البورصة المصرية !! إن أمة ستجلس طول عمرها لتتغنى بثوراتها وحروبها ، أمة لا تجنى سوى صناعة الطغاة والدكتاتورين ، فلقد اعتادت على صناعة أبطال من ورق لتتغنى بهم ، رغم فشل ابطالهم وتساقطهم واحدا تلو الأخر بداية من الرئيس عبدالناصر ونهاية بالرئيس المخلوع مبارك ، فبدأو بالتغنى بثورة 23 يوليو وبعدها غنوا لحرب أكتوبر واليوم تُغنى لثورة الخامس والعشرون من يناير ، يبدو إذا ( إننا هنقضيها أغانى ) وسنستمر فى صناعة أبطال من ورق بعد كل نجاح حتى نمسحه أو ندمره بل دعنى أكون أكثر قسوة وأقول لك ننسفه ، فأمة مثل هذه الامة متى ستبدأ العمل ، دعنى إذا أختلس جملة ( المأسوف على عمره ) معمر القذافى ، دقت ساعة العمل .. دقت ساعة العمل ... من أنتم من أنتم ؟؟ ..لماذا لم نتغير تغيرا يليق بثورتنا الطاهرة ؟!!! تحيا مصر....