تقرير : عبد الله مصطفي اختراق الحضور الأمني الكثيف.. والحزن المرسوم على أوجه الجيران والأصدقاء.. نقلنا لكم الدموع المنهمرة من الأهل.. كراسي العزاء متراصة.. هذا هو المشهد المخيم على منزل سيد بلال ضحية جلادي التعذيب بمقر مباحث أمن الدولة بالإسكندرية. التقى أسرة سيد بلال في منزلها الكائن بشارع القزاز بمنطقة الظاهرية، بجوار كوبري الناموس التابع لدائرة الرمل بمحافظة الإسكندرية. حاول عبد الفتاح محمد، أحد أصدقاء سيد بلال، أن يتمالك أعصابه ويستجمع قواه حتى يتكلم معنا دون أن يقاطعه البكاء ، وقال: إن قوات الأمن دهمت منزل سيد بلال، فجر يوم الأربعاء، الكائن بكوبري الناموس بدائرة الرمل، وقاموا بتفتيش منزله وبعثرة محتوياته، واستولوا على "الهارد ديسك" الخاص بجهاز الكمبيوتر، وقاموا باعتقاله. ولفت إبراهيم شقيق الضحية، إلى أن أخاه متدين ومشهود له بالخلق الحسن والعلاقات الطيبة، وسبق اعتقاله سياسيًّا في الفترة بين 2006 و2008م، أما هذه المرة كنا نظن أن أمن الدولة قام باستدعائه على خلفية أحداث كنيسة القديسين ليستجوبه، ولم نكن نعلم أنهم سيقتلونه. "وحشتني يا ابني".. كلمات كررتها أكثر من مرة سيدة ترتدي الأسود، لا يظهر منها إلا الدموع المنهمرة، وبين كل دقيقة تنتفض قائلة نفس العبارة.. إنها والدة سيد بلال المسنة، حاولنا الحديث معها؛ لكن بكاءها حال بيننا وبينها. الجيران يتملكهم الخوف مما حدث ، ويتحدثون رافضين ذكر أسمائهم؛ خشية ملاحقة جهاز أمن الدولة لهم، أحد الجيران حضر المأساة منذ بدايتها، حكى ما حدث، قائلاً: إن مركز زقيلح الطبي اتصل عصر أمس بأسرة بلال، وطلبوا منهم استلام جثته، وتوجهت أسرته إلى المركز، ووجدوا ضابط مباحث قسم اللبان يطالبهم باستلام الجثة، فرفض أهله استلامها بعدما وجدوا بها آثار تعذيب ما بين جروح في جبهة الرأس وسحجات في اليدين- أي كان معلقًا منها- بالإضافة إلى سحجات وزرقان في القدمين- أي كان معلقًا منها. أسرة بلال رفضت استلام الجثة، وطلبوا إحضار النيابة، وبعد ساعة جاءت النيابة، وقام أهله بتوجيه تهمة قتل سيد بلال على أيدي ضباط جهاز مباحث أمن الدولة، والضابط جمال الشناوي الذي اعتقل بلال من منزله. وأخيرًا تحدّث أحد من أسرة الضحية بعد إلحاح، إنه زوج شقيقته خالد الشريف الذي أكد أن الأسرة لن تتنازل عن حقها القانوني في اتهام جهاز مباحث أمن الدولة بقتل سيد. غادرنا المنزل وطفله الذي تم العامين، يبحث عن صوته ومداعباته له قبل اعتقاله بيوم أمام منزله على إحدى السيارات، لتبدأ صفحة جديدة من صفحات اغتيال المصريين على يد نظام لا يتورع عن حماية المتورطين في جرائم التعذيب.. الإخوان