بقلم إيمان حجازي تذكرت هذه الأسطورة اليونانية التى تحكى قصة رسام كاره للمرأة حين أراد أن يجسد تمثالا لما يجب أن تكون عليه المرأة ... وكيف تفنن هذا المثال فى إبداع وإتقان صنعته حتى جعل منها نموذج رائع أحبه بل أغرم به ودلله كثيرا كثيرا وأطلق عليه إسم جلاتيااااااا ... بل وتمنى على فينوس آلة الجمال أن تدب فيه الروح ليتزوجه حتى تلتئم روحيهما معا تذكرت هذه الأسطورة عندما دخلت عليا صديقتى شاردة الزهن مندهشة الإنطباع مأخوذة ... حتى إنها ظلت صامتة فترة تلم شتات نفسها ... وعندما بدأت الكلام سألتنى أتذكرين فلان ... وكيف لا ... وهو المعبود بغير حق لهذه الصديقة على مدار سنين ... فلم تقرر أو بالأحرى لم توافق على الزواج من غيره إلا بعد أن تأكدت أنه تزوج وأنجب ويعيش سعيدا راضيا فى البلاد البعيدة مع أسرته الجديدة ... حينها ظلت سنوات تبحث عن نموذج يشبهه يماثله وعندما تزوجت ظلت تطلب من زوجها أشياء إعتقدت بداخلها أنه يفعلها ...وسألتها ماذا عنه !!! قابلته ... والله قابلته ... كويس ... إيه أخباره ... إفتكرك ... سلم عليكى ... على ما دار الحديث ... وإستمر قد إيه ؟؟؟؟؟.... قالت ... كل ده مش مهم ... المهم إنى لم أعرفه ... فقد تغير كلية ... أين من رأيته ممن كنت أحب !!! ... أين هذا ممن ضاع عليه عمرى !!! ... أين هو ممن حلمت به سنوات وسنوات؟؟؟ ... فقد إختلف تماما .... الشكل..المظهر العام ..طريقة الكلام ..أسلوب التعامل ... ليس هو ... خالص ... وقد إكتشفت أنى أضعت عمرى أنتظر وأبحث عن شىء لم يعد موجود حينها تذكرت هذه الأسطورة .. وأيقنت أننا جميعنا بدون إستثناء بيجماليوون ... كلنا يضع بداخل عقله ونفسه وضميره صفات ومميزات ... ونتكرم بخلعها على من نحب أو من نريد أن نحب ... بدون التأكد من حقيقة كونه يحمل هذه الصفات ... يتميز بهذه الخصال .. يقوم بهذه الأفعال أم لا !!!!! و يكون هو جلاتيا بالنسبة لنا ....والسؤال فى تلك الأوقات ماذا تفعل جلاتيا مع من خلقها فى عقله ... بماذا سترد جلاتيا على بجماليون ... بالحب أم بالغدر والخيانة ... والالا حتى بالتعالى و الكبرياء