بقلم محمد نجيب الرمادي قال سقراط : " تكلمْ كى أراكَ " فماذا لو كنّا نتكلم لغتين مختلفتين ولا نستطيع أن يفهم أحدنا الأخر ، أعلمُ أن هناك من سينبرى للدفاع وربما الهجوم ، فهل تسمحوا لى أن أطرح مقوله أخرى هنا اغمض عينيك كى ترانى ؟ افعل .. كى ترانى على حقيقتى ، إنكَ إن رأيتنى فسوف ترانى مِن داخلى ، ولسوف تقرأ أسرارى وسأكون لديكَ ككتاب مفتوح تقلب صفحاته وقتما تشاء وتقرأ ما تريد وتفهمنى أكثر وأكثر فما خُلقت العينُ إلا للظاهر ، ولابد لك أن تلغى العين لتقرأ الباطن ، هل تستطيع؟ لقد قلتُ لحبيبتى ...أنتى أكبر من الحياة ، وغازلتها أكثر فخبرتها أنها هدية السماء ، ما بينى وبينك كثير كثير وي لكن تبقى شعرة واحدة تفصلنا عن بعضنا البعض ، إن تمكنتِ من اجتيازها توحدتِ معى ، فإذا بكيتِ كانت دموعى ، وإذا عرقتُ فبحبات عرقكِ ، وإاذ خرجتْ أهاتى فمن قلبك ، وإن تألمتِ ضربتُ الهواء من حزنى فى حيرةٍ سألتْ شعرةً؟! نعم شعرةٌ واحدةٌ كى تنفصلَ أنتِ عنّكِ لتبقى أنا ، وتنفصلُ أنا عنّى وتبقى أنتِ ، فنتنفسُ نفسَ الهواءِ ونتكلمُ دونَ كلام وينبضُ فينا القلبُ بنبضٍ واحد ، فإنْ تركَ أحدنا الأخرَ ورحلّ ، لم يعدْ للمتروك إلا احتمالين لاثالث لهما ..إما الموت لإنعدام الهواء أو الحياة كالميتِ فى صندوقٍ مُغلق للذكرياتِ لا يدخله مخلوق ولا تخرج منه ذكرى واحدة سألتنى الساحرة " وأين أجد هذه الشعرة ؟ هى هناك وهنا ،مزروعة داخلك أنتِ فقط ،دون نساء العالم ، تنتظرك لتتفتت وتلاشى .. ولسوف تجدكِ هى حين يأتِ الأوان مرزوعة فىْ أنا؟! ولماذا أنا بالذات؟! نعم أنتِ ، ذلكَ لأنكِ وصلت لمكانةٍ فى القلب لم يصلْ إليها إنسان قبلك ، ولن يصلَ إليها أحدٌ بعدك وما سمحتُ لكِ أن تصلى لهذه المكانة إلا لأنى أحببتكِ أأحببتنى؟! أقولُ لك الحق.. أحببتكِ لأنك تسللتِ داخلَ جسدى ، وصوبتِ نظراتك إلى عيون الروح وادخلتنى سرادبا لم تطأة قدماى من قبل ورحتِ تنقى كرات ِ دمى من الشوائب و تزيلين الصدأ العالق بشرايين الأمل .. فتولد منكِ حبى لكِ ولا عجب فأنتِ رمز الخصوبة ورمز العطاء.. أنتِ حواء وماذا أيضا؟ سألت فى دلال كلُُّ ما يمكن أن يقالَ .. قلته .. وكيف أستطيعُ أن أجتازَ هذه الشعرة لأتوحد بك .. حبيبى؟ حين تشعرين أنك الرماد إذا احترقتُ وحين تبقين السكرَ الذى تبقى بعد أن يتبخر مائى ، وحين تلغين من قاموسكِ أنتَ وأنا حين تخاطبينى وحين تغمضى عينيكِ لترينى واضح المعالم ظاهرا وباطنا .. لتنعدم قيم مثل الغضب والعتاب والحزن وتشعرين أنكِ فى سعادة دائمة ، لحظتها فقط ستعرفين أنكِ فى موعدٍ دائم معى ليلا ونهارا ، حيا وموتا ، نطقا وسكوتا فهل أغمضتِ عينيكِ كى ترينى؟ سألتُ تصدق بالله ياريتنى ما عرفتكْ"