بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الثاني والخمسون الثورة ما بين فاروق ومبارك يقول التاريخ والتاريخ أستاذ،أن ثورة 1952التى قامت ضد الملك فاروق لم تكن ثورة بيضاء كما يحاول البعض إيهامنا،والدليل ما حدث يوم 30 مايو 1957 في سجن طرة عندما أمر الجنرال زكريا محي الدين بضرب الرصاص على 180 شاب من جماعة الإخوان المسلمين،وبعد ذلك أمر زكريا باشا جندي مسيحي يدعى"متى" بتفقدهم وقتل من لم يمت،وفى عام 1965 تكررت نفس المذبحة وانتهت باستشهاد 284 شاب في السجن الحربي ما بين طبيب ومدرس وعالم ومهندس،هل هذه هي الثورية يا ثوار الأمس؟!! أين انتم يا من تدافعون عن الزعيم الخالد المُنزه بحجة"اذكروا محاسن الموتى"؟!ماذا فعل أبو خالد بمحمد نجيب؟!لم يكتف بسجن وعزله بل محى اسمه من كتب التاريخ. إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك إنما قال"اذكروا محاسن موتاكم" والظالمون ليس من موتانا،فلقد حولتنا ثورة الضباط الأحرار من ديكتاتورية حكم غير المصريين لدكتاتورية حكم المصريين!!ومن يشكك في كلامي فليرجع إلى نهاية كل ضابط فيهم،ليرى نهاية الظلم والظالمين،وليتذكر مقولة صلاح سالم عندما اشتد به المرض"اضربوني بالنار حتى ارتاح" فهل ارتحت يا سيادة الجنرال،أين قبر السيد قطب يا سيدي؟الرجل الذي فسر كتاب الله يعدم والخونة والداعرين تعمل لهم التماثيل،هكذا كانت محصلة ثورة 52 ونهايتها المذلة بنكسة 67. من شعار ثورة 23يوليو "ارفع راسك يا اخى فلقد مضى عهد الظلم" إلى شعار ثورة 25 يناير "ارفع راسك فوق أنت مصري" ماذا تغير؟ حمزة البسيونى جلاد الثورة رفضت خشبة نعشه الدخول إلى المسجد للصلاة عليه،مقابل رئيس الجمهورية المنتخب الشرعي الآن يتم الاستهزاء به لأنه يصلى ويحفظ كتاب الله. إلى كل من يحاولون أن تكون أيامنا القادمة بلا شمس وليالي بلا قمر،ويبررون ذك بوجود رجل قال ربى الله مصيركم جميعا كمصير ضباط ثورة 1952 ،ولن تعود مصر للوراء،فلقد مُزقت صفحة مبارك وأعوانه الفاسدين للأبد من كتب التاريخ،ولم تبدل حتى الآن بصفحة أخرى،انتظارا لفرج المولى عز وجل،نعم أنا مع رجل الشارع البسيط في المقولة التالية"في عهد مبارك الشعب كان ماشي يحشش،و في عهد مرسي ماشي يحسس"ولكن يجب أن نعرف أن عبد الناصر بشر له وعليه،السادات بشر عمل اللي عليه،ومبارك بشر عمل اللى ميتعملش،أما الدكتور مرسى بشر لسه معملش حاجة،ولكن لا تطلبوا منه أن يكون ملاك بأجنحة،السؤال الآن ماذا بعد؟. من خلال استعراض تاريخ الثورات على الأنظمة الدكتاتورية في العالم،ثبت أن ثورة 25 يناير هي أول ثورة قامت في مصر منذ ستة آلاف سنة من أجل الحرية والكرامة وسيادة كلمة الشعب،ولكن ما لم يقم الشعب المصري بثورة في العقول والمفاهيم والسلوكيات،وإذا لم يقبل انتزاع طبقات متراكمة تجمعت حول جسده خلال مئات السنين قوامها التطرف الفكري، والسلبية، وعدم الالتزام والإذعان للواقع، والأفكار المسبقة حول المرأة، واحتقار الأقليات،فسوف تتحول ثورة 25 يناير إلى مجرد انقلاب نجح في خلع رأس الدولة وبعض أعوانه، وفي القضاء على قليل من مظاهر الفساد السطحية، لكنه عجز عن إحداث تغيير جذري في الضمير الجماعي للشعب المصري. لذا وجب التنويه على أن الثورات الشعبية هي "انفجار" لبركان غضب مكبوت، كما يحدث في الطبيعة فيستمر قذف الحمم إلى أن تهدأ ثورة البركان،و ما نراه من أحداث عنف وانفلات امني هي مظاهر مألوفة بعد الثورات الشعبية،فشعب عاش عشرات السنين تحت حكم ديكتاتوري لن يستطيع بناء الديمقراطية بين يوم وضحاها،ولكن سيمر بفترة من الفوضى والاضطرابات والصراعات إلى أن تبدأ مفاهيم الديمقراطية في الترسخ في وجدان الشعب،كل المطلوب الآن هو الدعوة المستمرة للتعقل،الهدوء،الحوار ونشر مفاهيم الديمقراطية،و سنخطو سريعاً إن شاء الله للنهضة الحقيقية المنشودة بعيدا عن الشعارات الرنانة والخطب العصماء،لنصل إلى المستقبل المشرق لمصرنا لأنها جديرة به إن شاء الله،فنحن شعب يستحق الحرية وليس العكس يا معدومي الإنسانية!. إلى اللقاء في المقال الثالث والخمسون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن [email protected]