بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الحادي والخمسون فخ الثورة "لقد وقعنا في الفخ"جملة قالها الفنان عادل إمام أكثر من مرة،وبأكثر من طريقة في فيلم "مرجان احمد مرجان" وكأنه كان يلفت نظرنا إلى القادم بطريقة أو بأخرى،فهذه الجملة القصيرة تعبر عن حالنا الآن في ظل التناحر الموجود على الساحة السياسية الآن،والتي وصل إلى القتل!! فصر تعيش حالة غليان،فأحداث العنف تتصاعد،والاشتباكات التي وقعت أمس قرب المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين بهضبة المقطم في القاهرة هي عنوان لمرحلة من الفوضى قد تقود إلى حرب أهلية بين مؤيدي حركة الإخوان المسلمين ومعارضيهم. سقوط العشرات من الجرحى،أصيبوا بحجارة شجت رؤوسهم،وأسالت دماءهم ظاهرة غريبة على مصر التي عرف أهلها بالتسامح والابتعاد عن العنف وسفك الدماء والجدل بالحسنى. إن الهجوم على مقرات الإخوان المسلمين واقتحامها ومحاولة تحطيمها،والاشتباك بالعصي والحجارة مع الذين جاءوا للدفاع عنها وحمايتها،عمل مدان أيا كانت أسبابه،ولا يمت للديمقراطية بأي صلة،ويندرج في إطار البلطجة. فالديمقراطية تقوم على الحوار الحضاري،واحترام القانون،والمؤسسات العامة والابتعاد عن أعمال التخريب بأشكالها كافة،كما أن الاحتجاج ضد سياسات الرئيس محمد مرسي الذي جاء من رحم حركة الإخوان المسلمين يجب أن يكون سلمياً لا بتحطيم مقرات حزبه،وقذف حراسها بالحجارة. هل هذه هي الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الديكتاتور مبارك فحظيت باحترام العالم بأسره؟!!هل هذه هي الثورة التي تعد نموذجاً مشرفاً لتحقيق أهدافها بالاعتصامات والاحتجاجات المدنية السلمية في مقابل بطش نظام قمعي وأجهزته الأمنية؟!! رغم ترضى الأوضاع الاقتصادية وتدهورها بشكل سريع،وتصاعد البطالة في أوساط الشباب،وتدهور حالة الأمن،ولكن هذا لا يبرر اللجوء إلى العنف،وتحطيم محتويات مقرات حزب العدالة والتنمية الجناح السياسي لجماعة الإخوان ونثر أوراقها ومستنداتها. قد يكون بعض الناشطين المعارضين للرئيس مرسي تعرضوا لاعتداءات أو ضرب من قبل قوات الأمن عندما اعتصموا أمام هذه المقرات،ولكن الخطأ لا يعالج بخطأ آخر مماثل،خاصة إن المعتدي والمعتدى عليهم كانوا للامس القريب شركاء في هذه الثورة العظيمة وقدما معا اطهر الشهداء من اجل الإطاحة بالنظام الديكتاتوري والذي يلعب أنصاره والمستفيدين منه الآن دور الطرف الثالث في تعمد واضح لإفشال الثورة،ودفع البلاد إلى دوامة الفوضى،بما يؤدي في النهاية إلى تدخل المؤسسة العسكرية واستيلائها على الحكم وإعلان حالة الطوارئ،ولكم أن تتصوروا حجم الكارثة لو تم الاحتكام إلى السلاح،خاصة وإننا محاطون بليبيا والتي يباع فيها اخطر الأسلحة على الرصيف وبأسعار زهيدة جداً. كفي ترحماً على الماضي،فمصر لن تسقط في مستنقع الحرب الأهلية رغم أعمال الانتقام والانتقام المضاد،هي فقط تحتاج إلى ضبط النفس من جميع الإطراف،مثلما تحتاج إلى حكماء،ومن المؤسف أن أعمال التحريض التي تمارسها بعض أحزاب المعارضة الكرتونية،وسوء إدارة الأزمة من قبل الحكومة اللولبية في الجانب الآخر يتحملان مسؤولية ما يحدث وما سيحدث. وعلى الدكتور محمد مرسي أن يخاطب الشعب بكل صراحة ووضوح،ويؤكد له حرصه على التعايش مع كل الأطراف،باعتباره رئيساً لكل مصر،كما أن حركة الإخوان مطالبة بالابتعاد عن أي أعمال استفزازية يمكن أن تثير غضب خصومها، فأخرها تصريحات الدكتور عصام العريان على سبيل المثال بعد دعم عودة اليهود كانت تهجمه على الرئيس جمال عبد الناصر!! إياكم يا جبهة الخراب من تكرار دس الملح في الجرح..لأنه سيؤدى بكل تأكيد إلى سحقكم من قبل الشعب المصري الواعي!!! إلى اللقاء في المقال الثاني والخمسون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن [email protected]