بقلم عماد سالم سقط رأس النظام فبدا جسده مترنحاً بين بين أحياناً نشعر أنه من الضعف الشديد حيث لانجد رداً على تساؤلاتنا , لماذا لم يحم النظام زعيمه ..إذا كان موجوداً أصلا ؟ وأحياناً نشعر أن مبارك مازال فى قصر الرئاسة ورجاله حولنا , يلعبون بنا وبمصيرنا , فى حملات تخويف وتركيع لم نشهد لها مثيل , وسقوط النظام أو غيابه عن المشهد فتح القمقم فخرجت علينا مصر الحبيسة بألوانها الشتى وأختلاف أطيافها , وكأننا لم نكن هنا من قبل , هم فقط كانوا يعرفون كل شيئ ويقمعون كل أختلاف ولا يسمعون إلا أنفسهم, لم أكن أتصور أن الصوفية لها كل هذا الوجود والحضور والطرق التى يرتادها شباب لم يتجاوز العشرين من عمره بعدما كانت صورتها الذهنية لاتعدوا عن رجال تجاوزوا حد المشيب , ينقطعون للذكر باللسان والجسد , فى طقوس فلكلورية تحب أن تراها وتتابعها بشغف , إلا أن هذا الشباب الذى ظهر فجأة إين كان "؟؟ لم نره من قبل , فعندما سمعت عن مليونية ينظمها شباب الطرق الصوفية انتابتنى حالة من الدهشة , فأنا لا أعرف للطرق الصوفية شباب وأعرف أنهم لاينشغلون بالسياسة ولا يؤمنون بالتظاهر , وينقطعون للأذكار , غير أنهم ظهروا فأمتلئ بهم الميدان إعتراضا على المليونية التى سبقتهم فى الجمعة السابقة لخروجهم والتى سميت بجمعة قندهار والتى ظهر فيها السلفيون كقوة كبيرة , تحشد ملايين الشباب , جميعهم ملتحيين , يلبسون الأبيض ويرفعون أعلام السعودية ويطالبون بتطبيق الشريعة الأسلامية , ويهتفون أسلامية .. أسلامية .. أين كانوا..؟ من إين أتوا ..؟ ملايين وحركات وائتلافات .. حازمون , لازم حازم , لا أعرف متى ظهرت الحركة السلفية كحركة سياسية ولها متحدث رسمى , كانوا يعيشون معنا ولكننا لم نشعر بهم , هم أخواننا وشركاؤنا فى الوطن , لهم مالنا وعليهم ما علينا , كنا نعرف أنه لم يظهر على الساحة من التيارات الأسلامية فى مواجهة النظام السابق إلا الأخوان المسلمون فمنهم من سجن دون ذنب , ومنهم من فصل من وظيفته , ومنهم من حرم هو وأبناءه من تولى وظائف هامة فى الدولة لمجرد إنتمائه لجماعة الأخوان المسلمين.. وأندلعت الثورة كالبركان فأخرجت باطن الأرض فصار أعلاها , وأتى بأعلاها فصار أسفلها , وظهر على السطح قوى ليبرالية وأئتلافات ثورية تحمل حلم المجد والعزة لهذا الوطن , وعلى صوت اليسار الذى كان يهمس فى أذن مبارك ولم يكن يسمع ولم يسمعه الشعب أصبح اليوم صوته يملئ الميدان , وشباب التحالف الشعبى الأشتراكى وحزب التجمع أعضاء فى الجمعية الوطنية للتغيير بجانب شباب الأخوان والسلفيين .. كلنا مصر .. نعشق هذا الوطن , نتحد من أجله ونختلف إعتقادا وحرصا منا على مصلحة هذا الوطن والأختلاف لا يعنى الخلاف فأختلافنا يجعل من أتفاقنا تكاملا وقوة , فمصر العظيمة قوتها دائما فى تنوعها وتنوعها يعكس ثراءها وتميزها , والأختلاف سنة من سنن الله فى خلقة لابد أن نتأقلم معه ونتعايش به ونفخر دائما بأننا مصريون , تختلف أيدلوجيتنا وتتفق مشاعرنا وحرصنا على وطن كنا نحلم به حرا .. فحررناه