كان لحضور نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور سعيد عبد العظيم، المؤتمر الصوفى الدولى، بالغ الأثر فى نفوس كثير من أهل التصوف، حيث أزال حضوره كثيرا من الحواجر بين الطرفين. وأصبحت نقاط التفاهم أكثر من نقاط الاختلاف. عبد العظيم، قال ل«التحرير» إن المصلحة تقتضى تلاحم الصفوف من أجل المحافظة على الوطن، مضيفا «لا أظن أن أحدا من كلا الفصيلين، الصوفى والسلفى، يريد إغراق سفينة الوطن»، كما رأى أيضا أن بوابة إصلاح الأمة تكمن فى عودتها إلى كتاب ربها، ويستوى فى هذا الصوفى والسلفى. القيادى السلفى، أشار إلى ضرورة تقارب الطرفين، مضيفا «لا بد أن يسمع كل طرف منا الآخر، حتى يحدث التقارب، هناك قواسم مشتركة كثيرة، وإذا كنا نتحالف مع الليبراليين واليساريين من أجل صالح الوطن، فكيف لا نتحالف ونتعاون مع إخواننا من المتصوفة؟». عبد العظيم رأى أنه لا ينتقص تيار حق تيار آخر، ولا يجبره على ترك الساحة «فمصر تفتح ذراعيها للجميع». موجها رسالة إلى من يحاول الوقيعة «كفى عبثا، وعلى الإعلام أن يسعى إلى تهدئة الأمور، لا إلى إشعالها، هم يكتبون دوما عن خلاف صوفى سلفى». من جانبه نفى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الدكتور عبد الهادى القصبى، أن يكون ثمة خلاف جوهرى بين المتصوفة والسلفيين، وإنما نعته بأنه حالة من عدم الفهم بين الطرفين، فعندما نتحدث عن السلف، فإننا نتحدث عن أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم) ومن سار على نهجهم «فهل نختلف معهم؟ والأمر يصاغ على أنه فى السلفيين فريق متشدد، ينظر إلى الصوفيين على أنهم أهل بدع وخرافات، وفى الصوفيين فريق متشدد ينظر إلى السلفيين على أنهم متعصبون ومغالون، ونحن والسلفيون براء من هذا، ومن ذاك، ولا يمكن أن نقيس العلاقة على حالات فردية وشاذة، ونقول إن المذهب السلفى متشدد، والمذهب الصوفى مبتدع، فقضية التعميم تُستخدَم بشكل خاطئ، مما لا يصب فى مصلحة الأمة كلها. «الدعوة مفتوحة أمام كل الفصائل لتتعاون وتظهر على الساحة»، قالها رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الصوفية، الدكتور حسن الشافعى، مشددا على أن الجميع لا بد أن يتفق على الثوابت، وأن يعذر كل طرف الطرف الآخر، فى ما يُختلَف فيه، ولا يتعصب كل فريق لرأيه فقط، بل يستمع إلى رأى الآخر. الشافعى، نفى أن يكون التيار الصوفى فقد روح الانتماء إلى بلده، وقد نسى كثيرون أن 90% من قادة الحركة الوطنية وشهدائها، كانوا من الصوفية، وأضاف «نحن نعتبر أن التصوف أوسع مؤسسة فى العالم، وهذا يتضح من المؤتمرات والندوات العلمية الرئيسية والفرعية منها». القيادى الصوفى، اعترف بأن للصوفية أخطاء، يجب تصحيحها «نعم هناك مخالفات شرعية، وأمور لا تتفق مع صحيح الدين، فالشريعة لها وجهان، أحدهما الطريقة التى تعد عزائم الشريعة، أو المستوى الخاص منها، ولا صحة لما يقال من أن الصوفية هى امتداد للشيعة».