بقلم عماد سالم العيش يأتى من السماء , والحرية لا تأتى الا بالدماء , والعدالة الأنسانية هى أن يحزن كل الأغنياء كما نحزن أو نعيش جميعا سعداء .. لقد كان لنا نداء واحد يصعد من كل ميادين حريتنا حلم واحد تجمعنا حوله وعشنا به ومات أطهر وأنبل ما فينا من أجله ( عيش .. حرية ..عدالة أنسانية ) والأن بعدما ضاع كل شيئ مات من مات وأستشهد من أستشهد باع بعضنا بعضا من أجل سلطة زائفة ومجد مزعوم ..بعدما كنا سويا فى الميدان لعب بنا الرفاق وتركونا وحدنا على رصيف ميدان التحرير وذهبوا للقاعات المكيفة والقناوات الفضائية وأخذوا حماما ساخنة واستبدلوا ملابسهم من ملابس الشباب ( الجينز ) الى ( البدل والكرفتات ) الأنيقة كى يصيروا مقدمى برامج فى قناوات لم يكن لها وجود من قبل ثورة قمنا بها من أجل وطن كنا نحلم به .. وكانت ثورة .. ولكن تسلق عليها المتسلقون ووضعوا نعوشنا فوق نعوشنا وصعدوا وصعدوا ليصلوا إلى ما يصبون اليه وشربوا كأسا كنا نشرب فيه ماءا ونحن عطشى فى الميدان شربوا فيه بدل الماء دماءا وارتووا من دماء رفاقنا الشهداء تاجروا بنا وبأحلامنا وباعوا ضمائرهم وزكريات الميدان من أجل كرسى زائف فى مجلس شعب مقهور مغلوب على أمره .. كنا نعتقد أنهم سيصبحون أصواتا لنا فدعمناهم وأيدناهم وحاربنا من أجلهم ففاز بعضهم بمقعد فى مجلس الشعب وفاز أخر بمقعد فى صالة مكيفة فى قاعة للمؤتمرات محاضرا ومتحدثا بأسم الثورة وفاز الأخرون بمقاعد فى أستديوهات لقناوات فضائية مقابل ألاف الدولارات .. وكانت ثورة.. وكنا نريد فقيها دستوريا كبيرا رئيسا لمجلس الشعب الذى كان يخدم الباطل فيه أكبر برلمانى واستاذ للقانون فى مصر والوطن العربى .. فبعدما كان رئيس مجلس الشعب فتحى سرور الداهية الذى كان يملك ما لا يملكه غيره من العلم والخبرة والكفاءة النادرة التى باعها للشيطان أتت لنا الثورة بدكتور فى العلوم متخصص فى علم النبات قضى معظم حياته فى المعتقل ولا يملك اى كفاءة برلمانية رئيسا لمجلس الشعب بعد الثورة كنا نريد جنودا للحق أشداء على الفاسدين رحماء علينا اقوى من جنود الباطل الذين استخدموا حنكتهم السياسية وخبراتهم البرلمانية فى إفقارهذا الشعب النبيل لصالح طبقة واحدة تتركز فى يديها السلطة والمال أليس فينا أو بيننا من هو أعلم وأفقه من سرور ... ألا نملك كفاءة برلمانية وقانونية تساهم فى سن تشريعات تغير وجه مصر الفساد ليصبح مصر الثورة؟؟ إين القوانين التى تدعم الفقراء الذين يأكلون من صفائح القمامة ,إين قوانين الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور إين حقوق الضحايا والشهداء إين البنزين إين السولار إين انابيب الغاز لقد ضاع الوطن وأحتل البرلمان حزب جديد بخبرة قديمة تهادن ولا تواجه تعقد أجتماعات وتشكل لجان دون أن تتخذ إى قرارات .. كما فعل بنا الوطنى يفعل بنا ولى عهده ووارث عرشه الذى أحتل البرلمان وتاجر بالثورة من أجل طموحات حزبية ضيقة وأحلام لجماعة تحكمها إيدلوجية لو أنطلقت ستدمر الوطن . وكانت ثورة ..تحلم بالمستقبل الذى نشارك جميعا فى صنعه ولكن الاغلبية الجديدة أبت ووقفت حائلا دون ذلك .. أبت إلا أن تشارك بخمسين بالمائة من مجلس الشعب والخمسين الأخرى من خارج المجلس يتم اختيارهم برغبتهم المنفردة , لا افهم أبدا أن الأغلبية تتدخل فى تشكيل لجنة للدستور حيث أن الدستور يحكم البلاد لمائة سنة على الأقل أذا لم يكن اكثر وهم أغلبية مؤقتة فكيف يصوغون الدستور ويغيرون وجه مصر بما يتفق مع إيدلوجية جماعة الاخوان المسلمين وكانت ثورة .. أطاحت برأس نظام كان حيا ومازال حيا وجسدا قويا فاعلا يتربص بنا .. ينبت فوقه رأسا جديدة أسمها الحرية والعدالة..