أحبوا مصر أكثر بقلم : شادية السيد منذ 18 دقيقة 20 ثانية علمي أن المصريين يعشقون بلدهم.. يهيمون فيها حبا.. هل هذا تغير؟.. ومشاعرهم تحولت نحوه؟.. ويفكرون في الحياة في بلد آخر.. لا أعتقد ذلك، فإذا ما حدث لبلدي أي مكروه - لا قدر الله - ستجدهم يضحون بحياتهم وأعز ما يملكون.. ولكن ما يحدث في بلدي الآن غريب عليهم.. ربما يكون لهم كل الحق في بعض ما يسعون إليه.. فالمعلمون مضربون عن العمل.. وتركوا محرابهم ودورهم العظيم في تلقين فلذات الأكباد العلم والحياة والوطنية.. تركوا هذا ووقفوا يتظاهرون ويطالبون بتحسين أحوالهم المادية هذا حق لهم لا ينكره إلا ظالم ولكن ما ذنب أطفالنا؟.. ماذنب بلدي تصاب في مستقبل أبنائه ما ذنب أطفالي يرون معلميهم مضربين.. ويتساءلون هل يجوز لمدرسي أن يتركني ويجلس خارج الفصل الدراسي أو المدرسة ويتركه يفعل ما يشاء.. مسئولية المعلم أكبر من هذا.. أكبر من المال والحياة نفسها.. فعلي يديه تتربي الأجيال يتكون مستقبل البلاد.. تنهض وتواكب العصر.. ربما بل أكيد ظُلم المعلمون علي مدار سنوات طويلة وعقيمة.. عانوا فيها من كل الويلات، كل ما هو مهين من أجل مواجهة الحياة.. ولكن فليصبروا قليلا حتي تنهض بلدي من كبوته وتمر هذه الفترة العصيبة في تاريخها ويتخطي كل ما تعرفونه.. لا أعتقد أنكم أقل وطنية مني.. ولستم ثواراً فأنتم أكيد تعشقون تراب مصر.. فأرجو أن تتحرك مشاعرهم تجاه مصر وتصبروا ولو قليلا ولا تصنعوا أنفسكم في موضع من يكرها وأبناءها.. وكلامي من هذا موجه إلي كل من يلجأون إلي الإضراب والاعتصام كحل أخير للحصول علي حقوقهم التي ضاعت وتسربت وتأخرت سنين عددا كالأطباء والسائقين والراسبين في اختبار الجهاز المركزي للمحاسبات والأطباء وغيرهم كثيرون.. أن يعيدوا التفكير في طريقة التعبير عن الرأي والحصول علي الحقوق وتحسين مستوي المعيشة، فليس بالإضراب وتعطيل عجلة الإنتاج وهدم الاقتصاد المصري الذي أصبح في أسوأ حالاته وأصبحنا نقترض أكثر مما ننتج بآلاف المرات.. هذا سيعطل كل شيء.. لابد من العمل.. والعمل بعنف.. لابد من عودة عجلة الانتاج للدوران وتحسين الاقتصاد وعودة صورة بلدكم أمام العالم كما كانت.. فأنتم من فجرتم ثورتكم المجيدة التي مازالت وأتمني أن تبقي من أعظم ثورات التاريخ ومازال العالم ينظر إليها علي أنها ثورة ملهمة فلابد أن تكونوا عمالاً ومدرسين وموظفين وكل أبناء بلدي علي قدر المسئولية أن تبقوا ثواراً.. أن تحبوا مصر وتتفانوا من أجلها..وتتحملوا الصعاب من أجلها وتبذلوا الغالي والنفيس لانقاذها.. فأنا لا أبالغ إذا قلت نحن في حرب ضارية مع فلول النظام السابق والبلطجية وأعداء الثورة في الداخل والخارج.. الذين يريدون عودة النظام البائد ووأد الثورة.. فلا تكونوا المعول الذي يستخدمونه لهدم ثورتنا وبلدنا فهبوا إلي اعمالكم ويقيني أن جميع مطالبكم وأحلام مصر ستتحقق عندما تنهض مصر.. وتبلغ الثورة أهدافها التي قامت من اجلها.. وعندما تتحقق العدالة الاجتماعية التي نصبوا إليها.. أرجوكم حبوا مصر فأنتم أملها وحبكم لها يبدو واضحاً عندما تسعون إلي نهضتها وانقاذها من كبوتها التي طالت. هات يا زمان.. وهات كمان يا زمان غير بسمة الشجعان ما من يبان هو اللي داق الفرحة يوم ثورته يقدر يعود ولا ثانية للأحزان؟