محافظ الأقصر: الانتهاء من تطوير 9 قرى بإسنا ضمن حياة كريمة وافتتاحها قريبا    الكهرباء: لن نضطر لخطة تخفيف الأحمال أو قطع التيار على المواطنين خلال هذا الصيف    صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة جنوب إسرائيل بعد بدء إيران عاشر موجة من ردها    مبابي مهدد بالغياب عن مباراة ريال مدريد ضد الهلال.. تقرير يكشف السبب    أعمال الموسيقار بليغ حمدي بأوبرا الإسكندرية غدا    «بيحبني دايمًا»    5 مصادر مقربة للمرشد: ضربات إسرائيل تقلص دائرة خامنئي ونجله مرشح لخلافته    محافظ الأقصر يوجه بصيانة صالة الألعاب المغطاة بإسنا (صور)    ترامب: لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على الأجواء فوق إيران    النيابة تعاين منازل المتضررين بسبب تسريب الصرف الصحى بسوهاج    معلمو الحصة فوق 45 عامًا يُطالبون بتقنين أوضاعهم وتقدير جهودهم    بعد المطالبة بترحيلها.. طارق الشناوي يدعم هند صبري: محاولة ساذجة لاغتيالها معنويًا    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    من سرقة بنك إلى المونديال.. الحكاية الكاملة لصن داونز وملهمه يوهان كرويف    التعليم العالى تعلن فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعى 2026    "فوربس" تختار مجموعة طلعت مصطفى كأقوى مطور عقاري في مصر    خاص ل "الفجر الرياضي" | ريال مدريد سيوقع مع هذا اللاعب عقب المونديال (مفاجأة)    الجيش الإسرائيلي: إيران أطلقت 400 صاروخ حتى الآن    نائب محافظ الدقهلية يتفقد الخدمات الصحية وأعمال التطوير والنظافة بمدينة جمصة    مصرع شاب في حادث دراجة بخارية بالمنيا    "أكبر من حجمها".. محمد شريف يعلق على أزمة عدم مشاركة بنشرقي أمام إنتر ميامي    قرار مهم من "التعليم" بشأن سداد مصروفات الصفوف الأولى للعام الدراسي 2026    رئيسة «القومي للبحوث»: التصدي لظاهرة العنف الأسري ضرورة وطنية | فيديو    رصاصة غدر بسبب الزيت المستعمل.. حبس المتهم بقتل شريكه في الفيوم    «البحوث الإسلامية»: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنساني    "الحرية المصري": نخوض الانتخابات البرلمانية بكوادر على غالبية المقاعد الفردية    معهد ستوكهولم: سباق تسليح مخيف بين الدول التسع النووية    محافظ أسيوط يستقبل السفير الهندي لبحث سبل التعاون - صور    في ذكرى وفاة الشعراوي.. 7 معلومات مهمة عن إمام الدعاة يكشف عنها الأزهر للفتوى    بدء الجلسة العامة للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة    "المدرسة البرتغالية".. نجم الزمالك السابق يطلق تصريحات قوية بشأن الصفقات الجديدة    محافظ المنيا يُكرم مديرة مستشفى الرمد ويُوجه بصرف حافز إثابة للعاملين    نجاح طبي جديد: استئصال ورم ضخم أنقذ حياة فتاة بمستشفى الفيوم العام    عرض غنوة الليل والسكين والمدسوس في ختام الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير يواصل تألقه بعرض خاص في القاهرة    التعليم العالي: جهود مستمرة لمواجهة التصحر والجفاف بمناسبة اليوم العالمي    تأجيل محاكمة متهمين بإجبار مواطن على توقيع إيصالات أمانة بعابدين    محافظ القاهرة يتفقد أعمال تطوير بحى السلام ويفتتح بعض المشروعات    محافظ أسوان يشيد بجهود صندوق مكافحة الإدمان فى الأنشطة الوقائية    المرور تحرر 47 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    "ليست حربنا".. تحركات بالكونجرس لمنع تدخل أمريكا فى حرب إسرائيل وإيران    هشام ماجد يسترجع ذكريات المقالب.. وعلاقته ب أحمد فهمي ومعتز التوني    التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 16 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان    إيران ترحب ببيان الاجتماع الاستثنائى لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني    محافظ المنيا: استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 509آلاف طن منذ بدء موسم 2025    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    «الرعاية الصحية» تُعلن توحيد 491 بروتوكولًا علاجيًا وتنفيذ 2200 زيارة ميدانية و70 برنامج تدريب    مستشفيات الدقهلية تتوسع في الخدمات وتستقبل 328 ألف مواطن خلال شهر    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    ضبط 18 متهمًا بحوزتهم أسلحة و22 كيلو مواد مخدرة في حملة أمنية بالقاهرة    بدء التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    بعد تلقيه عرضًا من الدوري الأمريكي.. وسام أبوعلى يتخذ قرارًا مفاجئًا بشأن رحيله عن الأهلي    التصعيد مستمر.. إيران تضرب «حيفا» بموجة صواريخ جديدة    «لازم تتحرك وتغير نبرة صوتك».. سيد عبدالحفيظ ينتقد ريبيرو بتصريحات قوية    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورات والانقلابات الحكمية فى تاريخ مصرالأبية
نشر في الوفد يوم 02 - 06 - 2011


مقدمة
عراقة الأمم تنساب وتتأصل فالأمة من خلال الاحداث الجسام التى تمر بها فتشد بها عضدها وتزيدها صلابة و قوة, ومن المواقف والازمات التى مرت بها والتى جابهتها بكل قوة وعناد وهبتها حكمة ومقدرة ويسجل التاريخ لهذه الأمة من ثنايا موقفها وقدرتها فى مواجهة كل مايحيط بها, فإن كان هناك موقف احتاج الى القوة أو الحكمة جعل لها جذورا راسخة على جدار التاريخ فيما ان كان موقفها من الحدث واهنا مستكينا اوغير حكيم ربما حينا يختار العنف غير المبرر اوالاستسلام المهين لما يجرى له مما يجعل التاريخ يمر عليه مرور الكرام بلا اى اثر او اهتمام .
ومصر اتصفت بانها بلد للحضارة بل ان اسمها صار مقترنا بالحضارة الاصيلة فصارت مركزا للاشعاع الحضارى وفاقت كل أقرانها من الحضارات العتيقة .
لقد مرت مصر منذ الازل بأحداث مهولة وقوية اجتاحتها بكل شراسة فى كل عصورها وتاريخها ولكنها كشيم الامم العريقة اجتازتها وجعلت اعداءها ترابا يدوس شعبها عليهم , ذلك الشعب العظيم التى تنال منه الكروب بل زادته قوة فوق قوه وصلابة فوق صلابه , وفوق كل ذلك لم تستطع تلك الاحدا ث ان تغير من طبيعة واصالة الشعب بل كان دورة الفعال فى مواجهة كل مايمر بالبلاد والتصدى للاهوال، فأكثر مايميز المصرى حبه الذى ينمو من جذور الوطن المرتوى من نيلها الخالد , وما يميزه الصبر النابع من القدرة على اعادة الامور الى نصابها مهما طال به الوقت ,
ولذا نرى ان الله حبا هذا البلد بكرامات عديدة وذات مغزى غير خاف على بشر فلقد مر واستوطن بها انبياء عظام مثل ابراهيم عليه السلام ويعقوب ويوسف والاسباط وموسى وعيسى وامه السيدة مريم كما ان انبياء عظاما كانت زوجاتهم من مصر مثل ابراهيم ويوسف ومحمد صلى الله عليه وسلم والذى كان لها دور كبير مع الاسلام واوصى بها النبى وباهلها خيرا وان بها خير جند الارض جميعا وصدق الرسول فيما قال .
ومن هنا نرى أن نشير بلمحات خاطفة لتاريخ مصر وما مرت به من احداث عظام اثرت فى تشكيل وجدان و كيان تلك البلد لتناسب بحثنا باشتمال تام دون تطويل وبالمام دون إخلال بالاحداث , وباعطاء الحق كاملا لتلك الحضارة دون اطناب وسرد هوامش الامور والأحداث .
بادئين من الحضارة العريقة الفرعونية وانتهاء لأحدث الثورات ثورة يناير ساردين لأزمات من حروب وعدوان وثورات على الظلم وما غير من طبيعة البلاد التى اسبغت به تلك الاحداث على البلاد من أصالة وعراقة .
العصر الفرعونى
الدولة القديمة فى مصر :-
وهذا العصر المعروف بعصر الاهرامات وهو بداية تشكيل دولة متفردة فى هذا الزمن غير مسبوقة فبدأت منذ سنة3200 ق.م بدأ بالملك مينا موحد القطرين الشمالى والجنوبى المصريين .
وكان بحق نهضة فى كل شيء من تأمين حدود البلاد ونشاطها فى التجاره مع جيرانها وأهمها السودان , وتطور الشعب المصرى فى الزراعة والتجارة والفن والصناعة واسس اول اسطول نهرى لنقل منتجاتهم واشتهرت فى العالم كلة بالملاحة , وكان الاحدث الاهم التى نرى اثارها ليومنا هذا وهو الابداع الهندسى الاهرامات ومافيها من علم عظيم .
الدولة الوسطى :-
حكاية شعب له تاريخ يصل الى عصر فرعونى جديد يعيد تشكيل وجدانه فى رحلة الحضارة
بدأت الدولة الوسطى من ( 2040 -1640ق.م) وهى من الاسرة السابعة حتى العاشرة اعاد اول ملوكها منحتب فبعد انقسام البلاد فى اخر الدولة السابقة اعاد وحدتها بعد انقسام وتقدمت الزراعة والفنون والهندسة , ولكن كالعادة مع اخر ملوك تلك الدولة بدا الضعف التام فى البلد مما شجع الهكسوس لاختراق البلاد شرقا وشمالا .
الدولة الحديثة :- (1580-1150 ق.م)
استمر الهكسوس مايقرب من 70 سنة حتى جاء اول ملوك تلك الدولة وهو احمس الاول الذى انقذ البلد من هذا الذل الذى عاش فيه الشعب مع الاحتلال خرج منه احمس الاول الذى طردهم شر طردة واعاد بناء الدولة واعاد مصر الى احضان شعبها وبدأ عهدا منيرا لشعب اصيل ودولة عريقة.
وبدأ باعداد جيش قوى وعظيم واسطول قوي لمصر واعد امبراطورية قوية من شرق الفرات الى الشلال الرابع من نهر النيل , وظهرت فى تلك الدولة مجموعة من عظام الملوك مثل امنحوتب الاول وتحتمس مرورا باخناتون(توت عنخ امون) اول من دعى للتوحيد الى نفرتيتى الى اعظم ملوك هذة الفترة رمسيس الثانى والذى قهر ثانى محاولة احتلال وهم (الحيثيون ).
العصر اليونانى
من خلالة دخل الاسكندر المقدونى الى مصرفى طريق فتوحاته قادما من اسيا عام 333 ق.م وقام بطرد الرومان من مصر وتوج نفسه على طريقة الفراعنة ملكا لمصر , ووضع حجر الاساس لبناء الاسكندرية .
حكم هؤلاء البطالمة مصر اكثر من 300 عام منذ (333-30 ق. ) تولى خلالها الحكم 15 ملكا بطلميا حكم مصر وكانت قوية فى حكامها الاوائل وكانوا قريبين من المصريين محبين لهم واسست الإسكندرية فى عهدهم وكانت منارة للعالم فذاعت شهرتها فى التجارة والفن والصناعة والعلم كما انها كانت الميناء الأول لوجو د المنارة الشهيرة التى كانت ضمن معجزات الدنيا كما أسست جامعة الاسكندرية وووصل علماء تلك الجامعة لحقائق علمية هامة مثل اكتشاف دوران الارض حول الشمس وبها علماء طب وجراحة ومن اشهر علمائها اقليدس فى الهندسة وبطليموس الجغرافى والمؤرخ المصرى بانيتون كما اسست جامعة الاسكندرية والتى كان بها 700 الف كتاب والتى احرقها الرومان بعد ذلك
ومما حبب المصريين فيهم احترامهم للمصريين ومعبوداتهم وعقائدهم .
و اصيب الخلل أواخر حكامهم إلى ان جاءت كليوباترا الملكة الخالدة كاخر ملوك البطالمة وانتهاء هذه الدولة ودخول الرومان الى مصر .
العصر الرومانى
بانقضاء عصر الفراعنة الحافل بكل ما هو عظيم وتركوا خلفهم علما وأثرا واضحا أفاد كل الأجيال القادمة على وجه الأرض وتركوا خلفهم آثارا أذهلت العالم الى يومنا هذا .
ودخلت مصر مرحلة جديدة وعهدا مظلما تردى بها إلى حالة من الجهل و التأخر والقهر ,كان هذا حالها مع الدخول الرومانى إلى مصر .
تفنن هؤلاء المستعمرون فى محو الشخصية المصرية ونهب خيرات البلاد , فقاموا بفرض الضرائب التى وصلت الى 24 ضريبة بل وصل الحال إلى منع دفن الميت من أهل مصر إلا بعد دفع الضرائب التى عليه , وبالفعل كانت اسود فترات التى مر بها الشعب بل والبلاد أيضا .
فقد نهبت خيرات البلاد وكانت مصر فى ذلك الوقت سلة الغذاء لأهل روما وكانت الإسكندرية أهم المدن لموقعها الساحلى ومينائها لنقل خيرات مصر إلى روما بالبحر المتوسط وكانت قمة القهر فى عهد دقلديانوس .
العصر القبطى
جاء ذلك العهد على أبواب القرن الميلادى الأول , ودخلت المسيحية مصر عن طريق (مرقس الرسول)
وقابل المصريون هذه الدعوة بعدة اختلافات فمنهم من رفض الدعوة من أساسها وآخرون سلبا خوفاً من بطش الرومان وآخرون آمنوا بالدعوة إيماناً صادقاً انبهارا بمعجزات المسيح عليه السلام وصدق دعوته ورأوا فيه الخلاص والأمل الجديد فى الخلاص من الرومان وهؤلاء كانوا الأكثر قهرا وفقرا, وكانت بينهم مواجهات عدة بين المسيحية الجديدة والرومان استشهد خلالها كل الرموز المسيحية القوية بمصر فقاسى الضعاف الويلات , فاضطرت تلك ألمجموعة إلى خلق ديانة جديدة تختلف تماما عن المسيحية وهى مواءمة بين العبادات المصرية الوثنية القديمة والمسيحية .
العصر الاسلامى
كان هذا حال المصريين فى تلك الحقبة المظلمة من تاريخ مصر حيث جاء الفتح الاسلامى زاحفا من الشرق بفتوحات كثيرة الى مصر .
قابله المصريون بالسكون التام وبلا مقاومة بل ان الغالبية من المصريين و بوعى رائع استقبلوا هذا الفتح بالبشر والاستقبال العظيم والترحاب املأ فى القضاء على الرومان وإنهاء عصر الهوان وإنهم على اسوأ الامور لن يكون أسوأ من العهد السابق , كما انها نكاية فى الرومان ليذوقوا من كأس المرارة والهوان الذى أذاقوه للمصريين واهم الأسباب ما عرفوه من الآخرين عن عدالة الإسلام ودعوته للمساواة فى كل البلاد التى سبقتهم للإسلام فتشبثوا بذلك .
وصدقت نظرتهم تماما أكثر مما توقعوا فعرض المسلمون عليهم الإسلام لهم مثل ما على المسلمين أو دفع الجزية وهى ليست عقوبة بل تدفع للصرف على الجيش الموكل لحماية البلاد وأمن الجميع والجزية اقل من الزكاة لتعدد أوجه الزكاة ويعفى القبطى من الدخول فى الجيش .
فانقسم الناس إلى فريقين من اسلم ومن احتفظ بنصرانيته وعاش الجميع وطنا واحدا متسامحا وهناك الكثير من القصص والأحداث تثبت ارتباط الدم المصرى الواحد ببعضه مع اختلاف العقيدة
ودخلت مصر من هذا العهد مرحلة نقية وعظيمة أعادت للشعب عزته وكرامته وقبل كل شيء حريته.
واستمرت مصر دولة إسلامية مدنية مفتوحة لكل العقائد ومر بها عدة دويلات إسلامية تركت أثارها على مصر وشعبها فمصر من البلاد التى تستطيع التآلف مع كل من يدخل أبوابها فيتأثر فيها ويتأثر بها .
دخلت فى عصور مختلفة عدة دويلات إسلامية مثل الأيوبية والطولونية والفاطمية والمماليك وكان لهم من الاثر الكثير سياسيا كانتصارات صلاح الدين الأيوبى واحمد بن طولون وسيف الدين قطز وبيبرس وكان وقع انتصاراتهم له دوى وقتها وفخر إلى يومنا هذا لأن جيوشهم أبناء مصر .
والمماليك كانوا أكثرهم حكما فى مصر وانصهروا مع المصريين انصهارا تاما و أصبحوا مصريين . كانت بدايتهم قوية ومشرفة وشهدت انتصارات مبهرة وعظيمة وقادة أحبوا مصر وضحوا من اجلها بكل إخلاص وانتماء .
ولكن مع نهاية ملوكهم شغلوا بمحاربة بعضهم وقتل الحكام طمعا فى الحكم فوصلت إلى أوج ضعفهم فكانت النهاية الحزينة والدموية على يد محمد على .
الحملة الفرنسية
اتجهت أنظار أوروبا الاستعمارية إلى مكانة مصر التاريخية وموقعها الجغرافى فكان بداية الاستعمار الحديث فى القرن الثامن عشر سنة 1798م 'دخلت فرنسا مصر طمعا فيها .
قاوم المصريون كعادتهم بكل نقطة دم بكل حب للوطن و إخلاص له شهد لها التاريخ وان تمكن الفرنسيون من الدخول بفضل تطور أسلحتهم ., ولم يهنأ الفرنسيون فى مصر إلى بخمس سنوات بسبب مقاومة أهل مصر وشعبها مما اضطرهم للجلاء سنة 1803م و أصبح الأمر بيد المصريين بعد تخلى المماليك عنهم وهروبهم من بطش الفرنسيين .
العصر الحديث
ويعد العهد المسمى بعهد محمد على مؤسس مصر الحديثة و الذى قام باصلاحات متعددة لتواكب تطورات العصر الحديث فبنى جيش قوى لمصر وأسس مدرسة الحربية , انشأ السفن فى بولاق والترسانة البحرية بالإسكندرية و أصلح الزراعة و الرى وانشأ القناطر والسدود والترع ,كما انشأ المصانع والمعامل لسد احتياجات الجيش والشعب وأسطولا للتجارة الخارجية وتم إعطاء كل الاهتمام بالعلم والتعليم والعلوم الحديثة من أوروبا واستمرت عمليات التأسيس والتقدم مستمرة مع من خلفوه من أبنائه وهكذا دخلت مصر وشعبها عهدا جديدا وصورة حديثة لدولة ذات ماض عريق ومستقبل منير .
ثورة عرابى
ولكن كيف تترك الأحداث و الصراعات و الاحتلالات الاستعمارية هذا ينمو ويزدهر فعندما بدأ منحنى تلك الأسرة فى الهبوط وانتشر الظلم والفساد فى عهد الخديوى توفيق تحرك الشعب الأبى لإعلان غضبه من خلال ثورة من الجيش والشعب معا بقيادة احمد عرابى لإصلاح ما فسد وكانت فى بدايتها ثورة ناجحة وسلمية لكن سرعان ما تعرضوا للخيانة و أجهضت الثورة فى مهدها وفتح الباب للاحتلال البريطانى الحديث الذى استمر ما يقرب من أكثر من 70 عاما الذى قام بدوره بإعلان الحماية على مصر سنة 1914وانتهاء عهد الدوله العثمانية .
ثورة سعد زغلول 1919
فا ض الكيل بسبب الاحتلال البريطانى لمصر ومعاناة الشعب منه ووصل الى الذروة بنفى الزعيم سعد زغلول ورفافة فانتفض الشعب الابى بعنف فى وجه المحتل وقامت مصر كلها عن بكرة أبيها مطالبة بعودة الزعيم ولم يجد المحتل سوى الخضوع لإرادة الشعب وعاد الزعيم عودة الأبطال وقاد مصر من خلال حزبه الأصيل ( الوفد) الذى انتمت اليه مصر كلها .
ثورة 23يوليو
فاض الكيل من المتاعب الداخلية والاحتلال فأصبح حال البلاد سيئا فقام الجيش يوم 23 يولية 1952 بانقلاب عسكري لخلع الملك فاروق والقضاء على الاستعمار سرعان ما انحاز له الشعب واندمج مع الجيش فأعطاها صبغة الثورة .
ودخلت مصر إلى مرحلة جديدة فى تاريخها متحولة من الملكية إلى الجمهورية وعاد إلى حكمها أبناؤها المصريون بعد غياب قرون طويلة بقيادة محمد نجيب وتلاه جمال عبدالناصر
وبدأ مرحلة بناء مصر زراعية وصناعية جديدة , وتمت بالفعل عدد من الإنجازات فى التعليم والصحة والزراعة والتعمير وبناء السد العالى وعلاقات خارجية جيدة .
ولكن سرعان ما انشغلوا بأمور أخرى وحروب ليس لمصر بها ناقة و لا جمل مثل حرب اليمن وصرا عات داخلية وخلافات .
نكسة 67
دخلت مصر فى حرب لم تخضها لانشغال قادة الجيش والسلطة بأمور داخلية وزعامية على حساب اعداد الجيش والاهتمام به وغرور باستحالة الهزيمة ولكن جاءت هزيمة بدون رصاصة تطلق من اى جندى مصرى .
نصر اكتوبر
بسمة هذا العصر التى رسمت على وجه هذا الشعب المكافح الصبور كانت يوم 6 اكتوبر 73 , عندما انتفض رجال القوات المسلحة نافضين غبار الزمن والهزيمة بنصر رائع لبسالة الجندى المصرى وموقف الشعب المساند وقائد قوى وعنيد الرئيس الراحل محمد انور السادات فاصبحت تدرس فى اكبر المعاهد العسكرية فى العالم
ودخلت مصر بعدها عهدا انتهت فيه الحروب بل توج بسلام حافظ على استقرار البلاد وامنها ومالها وممتلكاتها .
الثورة البيضاء
بعد تولى الرئيس محمد حسنى مبارك رئاسة مصر كانت اولى فترات حكمة طيبة وبدأت بإنجازات داخلية طيبة ومع دخول النصف الثانى من التسعينيات بدأ الفساد ينتشر فى اوصال البلاد بنظام ظهر فيه الفاسدون وأصحاب الاطماع الرديئة والجشعة فتم نهب خيرات البلاد والرشاوى واقتصار ثروات البلد على القلة وباقى الشعب المكافح يكافح الفقر والهوان .
وزاد الأمر بإعادة البلاد للملكية تحت ستار الجمهورية بغية توريث الحكم والذى يصدق فيه القول من إعطاء من لا يملك لمن لايستحق كنانة موروث اجدادهم وفرضه كأمر واقع على شعب مظلوم مهضوم الحق .
ولكن.......... اتقى شر الحليم اذا غضب
وغضب الحليم وكان البركان الذى زلزل اركان هذا النظام واتى على جذوره وقامت ثورة شعب رجالا ونساء وشبابا واطفالا بلا خوف وبايمان بحقهم بعودة بلادهم لبر الامان صحبهم عون من الله ونصر منه لهذا الشعب العظيم لشباب مسالم بلا سلاح ولكن الإصرار داخله اقوى من رصاص الأرض .
الخاتمة
ومن هنا تجولنا في ربوع حضارة نعتت بأنها أهم حضارة فى التاريخ تركت لنا آثارها ورموزها لتكون عبرا لكل الأمم ومن صخورها أسفارا علمت العالم وانبهر بها وبعظمتها وتراثها إنسانيا عظيما تعلموا منه وشهدوا له وكما قال الشاعر الحديث فيه :-
الحضارة هنا مجدها بعطاء المجد تفتخر
نقشت فى الصخر أسفارها فإذا من صخرك الكتب
وشعبها لا يقل عراقة عن وطنه فى كل الأجيال لأن كل جيل يرتوي من خبرات أسلافه ويمشى على دربه العظيم .فكان على مدار التاريخ عظيما فى كفاحه مبهرا فى انتمائه ليحمى هذا وطنه العريق بأصالته وعراقته والتى أصبحت فى العصر الحديث ينبوعا للعلم والحكمة لكل أقرانها وجيرانها , فكم زادت هذا الوطن العظيم الصامد الأحداث قوة وصلابة لمواجهة كل نوايا الدهر وتقلبه وجعل من ترابه مثوى لأعدائه تدهسها الأقدام وجعل لمن أحبها ولو لم يكن مصريا ونصرها بدمه تلالا شاهقة مدونة عليها أمجادهم وترانيم تغنى لهم بالخلود مهما طال الزمن
ومن هذا الشعب خرج أحفاد عظام هادئون بمظهرهم أقوياء وعنداء فى داخلهم , استطاعوا إخراج ارث الأجداد العظام من حكمة وعلم وقوة ليعيدوا لبلادهم رونقها ويضعوا أقدامهم على أعتاب حياة جديدة مضيئة وليضيفوا مجدا الى مجد وعراقة و أصالة إلى مخزون عميق وجميل.
هذا البحث لمسة حب أعطيها لأعظم ما ملك قلبى وحبى لوطنى الذى افتخر بأنى تربيت من نيله وعشقت ثراه ومن فضل الإله أنى مصرى .
ان كنت أحسنت فيما قمت به فهى زهرة أهديها لهذ الوطن ولو كنت كتبت كل مآثر بلادي لكتبت أسفارا وأسفارا ,ولوكنت قصرت فى شيء فعذرا ياوطنى فقد حاولت ولم أعطك حقك على .
جعل الله بلدنا هذا آمنا كما كتب الله له وسلكها سبيلا عظيما لتصل إلى أعلى درجات الرقى والتقدم ولتعيدها على رأس العالم كما لو كانت وستكون إن شاء الله .
وبالله التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
القاهرة ابريل 2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.