أكد المشاركون في مؤتمر اتحاد المصارف العربية تضامنهم مع الشعب اللبناني في حربه ضد الإرهاب، مؤكدين إدانتهم للعمل الإرهابي الذي ضرب ضاحية بيروت الجنوبية بلبنان، ما أسفر عن مقتل 41 شخصاً وأكثر من 400 جريح. أكد محمد بركات، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، أن حجم المشاركة في المؤتمر لم تتأثر بالحادث الإرهابي الذي ضرب لبنان، مؤكداً أن الجميع أكد مشاركته وتضامنه مع الشعب اللبناني ضد الإرهاب. قال: إن المؤتمر يهدف إلى وضع خارطة طريق لوصول الخدمات المالية إلى شريحة أكبر من الأفراد والمنشآت، والإضاءة على الشمول المالي في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وجذب المستبعدين (Excluded) إلى النظام المالي الرسمي، والإضاءة على دور الشمول المالي في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وإبراز أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الشمول المالي، وأخيراً توفير البنى التحتية اللازمة للتوسع في الشمول المالي وتهيئة بيئة تنظيمية وقانونية ورقابية مواتية وتعزيز الوعي للمخاطر والفرص المالية. أكد وسام حسن فتوح، الأمين العام لاتحاد المصارف العربية «لبناني الجنسية» أن بيروت تتحدي الإرهاب وتعقد المؤتمر السنوي في دورته العشرين في موعده المحدد، مؤكداً أن انعقاد المؤتمر يأتي هذا العام وسط متغيرات سياسية واقتصادية وأحداث كبرى يشهدها لبنان ومنطقتنا العربية وفي مقدمها موضوع الإرهاب، ما يفرض علينا مواكبة ومتابعة مستدامة لهذه الأحداث، ومن ثم رسم السياسات المالية والاقتصادية والتنموية الكفيلة بمواجهة هذه التداعيات والحد من تأثيراتها وتداعياتها السلبية على اقتصادات الدول العربية. وقال: «رغم من كل الظروف والأحداث المستجدة سوف يشارك في أعمال المؤتمر الذي يرعاه ويحضره دولة رئيس مجلس وزراء لبنان تمّام سلام، وحاكم مصرف لبنان أكثر من 800 مشارك من وزراء ومحافظي بنوك مركزية ورؤساء مؤسسات مالية من 26 دولة تجمعهم لغة واحدة ألا وهي الاستقرار الأمني والاقتصادي، تحصين القطاع المالي ودعم لبنان، وسوف تتضمن الوفود وفداً رفيع المستوى من دول مجلس التعاون الخليجي وكافة الدول العربية الأخرى، بالإضافة إلى وفد كبير من الصين، ومشاركة البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومؤسسة التمويل الدولية. ويتخلل حفل افتتاح المؤتمر تكريم محافظ بنك الكويت المركزي، الدكتور محمد يوسف الهاشل لنيله جائزة «الرؤية القيادية، محافظ عام 2015، تقديراً لعطاءاته وإنجازاته الكبيرة في رسم وإدارة السياسة النقدية والسياسة الرقابية في دولة الكويت، وسوف يصل إلى بيروت على رأس وفد رفيع المستوى من القطاع المصرفي الكويتي. افتتح فعاليات المؤتمر تمّام سلام رئيس مجلس الوزراء اللبناني، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس اتحاد المصارف العربية الأستاذ محمد بركات، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ورئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه، والرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية عدنان القصار. ويضيف فتوح أن عنوان المؤتمر «خارطة طريق للشمول المالي 2015/2020» لم يأت من الفراغ إنما جاء من الواقع الراهن الذي يفرض علينا العمل وفق خطة واضحة المعالم تستهدف بشكل رئيسي الوصول الى تحقيق مفهوم الشمول المالي ودوره في تعزيز التنمية الاقتصادية، ومعالجة الإشكالية ما بين تطبيق التشريعات والقوانين المفروضة من الهيئات الرقابية الدولية، وما بين المطالبة بتطبيق الشمول المالي، إضافة إلى مواجهة المخاطر والتحديات الناجمة عن أزمة النزوح، وتعزيز سياسة التشييد والبناء ومكافحة الأمية المصرفية ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتكنولوجيا المعلومات والقوانين والتشريعات وصيرفة الظل. وأوضح أن هذه المواضيع ذات اهمية قصوى، وتمثل طموحاً وتحدياً لمصارفنا ومؤسساتنا المالية التي عليها أن تكون قاطرة الدفع باتجاه الوصول إلى الشمول المالي.