وصف الناقد السينمائي العراقي زياد الخزاعي بأن الفيلم الأخير للنجم والمخرج الأمريكي الشهير آل باتشينو كان نتاج رحلة ذاتية إلى المواقع التي عاش فيها الكاتب الأيرلندي الكبير أوسكار وايلد، وتداخلاً مع اليوميات التي كان يُسّير بها آل باتشينو عمله خصوصاً ما بين المسرح وستوديو السينما. وقد عُرض شريط حياة الفنان آل باتشينو في الدورة الثامنة والستين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ومُنح النجم الأمريكي جائزة أسد ذهبي تكريما لإنجازه السينمائي. وعند استلامه الجائزة مازح باتشينو جمهور الصالة الكبرى بجزيرة الليدو بكلمات إيطالية، إلاّ أنه كان الأشد وضوحاً في عرض مسيرته الخاصة مع الكاتب الكبير أوسكار وايلد الذي عايشه لأربع سنوات طويلة من خلال الإعداد لإخراج عمله المسرحي "سالومي" المقتبس من كتاب لوايلد. ويقول آل باتشينو عن فيلمه الوثائقي الروائي "وايلد سالومي" : "أقوم بأداء الدور على خشبة المسرح وأصور فيلماً وثائقياً في ذات الوقت؛ عليّ بالتالي ممارسة عملين، أولهما كمخرج عليه إدارة الكاميرا، والثاني ممثلاً". وأضاف: "العمل رحلة ترتبط بشغفي الكبير بأوسكار وايلد، وهكذا توجهنا للبحث عن الرجل الذي كتب عملاً بمثل هذه الخصوصية سالومي". واعتبر الناقد زياد الخزاعي في برنامج "هكذا تكلّم ناقد" بأن آل باتشينو يستعيد مرة أخرى مقعد الإخراج ويقدم فيلما جديدا هو عبارة عن دوكودراما للجهد الذي بذله في إنتاج مسرحية سالومي لأوسكار وايلد، وهذا هو الفيلم الذي استغرق انتاجه وإنجازه 4 سنوات يُعد تكليلا لمشوار باتشينو الفني.