مئات المواطنين يصطفون صفًا واحدًا انتظارًا لدورهم، إنه ليس طابور عيش أو بنزين، ولكنه طابور أمام أحد مكاتب وزارة الخارجية المصرية بمنطقة الترجمان، انتظارا لختم أوراقهم بالختم الذهبي فلا إجراءات منظمة ولا تنسيق لاستلام أوراق المواطنين لتخليص مهامهم. ووسط الزحام والشجار والأصوات التي تصرخ من طيلة الانتظار، ينتشر سماسرة الأوراق رافعين شعار "شخلل علشان تخلص"، حيث يعرضون بضاعتهم قائلين "اخلصك وتدفع أربعين جنيه"، ليقوم أحدهم بجمع الأوراق وتوثيقها من المكتب خلال دقائق معدودة مقابل أربعين جنيها بزيادة ثلاثين جنيها عن قيمة توثيقها الرسمية. واكد أحد الموظفين بالمكتب رفض ذكر اسمه إن مكتب التوثيق الموجود بشارع أحمد عرابي متوقف عن العمل منذ التفجير الإرهابي الذي حطم جدرانه، لافتًا إلى أن الموظفين بالمكتب في أجازة منذ التفجير وحتى الآن. وتساءل الموظف، لماذا لا يتم توزيع موظفي مكتب خارجية عرابي على باقي المكاتب من أجل إنهاء الزحام ورفع العبء من على كاهل المواطن الذي ينتظر لساعات طويلة من أجل توثيق أوراقه. فيما أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد من انتظارهم لأكثر من أربع ساعات ومازال أمامهم أكثر من ساعتين لتوثيق أوراقهم، دون مراعاة من قبل إدارة المكتب. وكانت "بوابة الوفد" قد نشرت تحقيقًا لسماسرة ختم الخارجية بمكتب عرابي، الذين ينظمون عملية التوثيق خارج الطابور مقابل مضاعفة مبلغ التوثيق.