إذا أردت إنجاز مهمة يتوقف عليها مصالحك وكانت تتطلب "ختم الخارجية" ماذا تفعل؟.. إذا كنت مسافرا إلى خارج مصر بهدف العمل أو الدراسة أو للتجارة، لابد من التصديق على الشهادات والمحررات الصادرة عن جهات داخل مصر، من وزارة الخارجية المصرية لكي يتمكن من تقديمها وقبولها من السلطات المعنية في الدولة الأجنبية.. والمستندات والمحررات والشهادات الصادرة عن دولة أجنبية لتقديمها في مصر إلى أي جهات رسمية مصرية لابد أيضاً التصديق عليها من وزارة الخارجية المصرية وللحصول على ختم الخارجية، هذا أمر يحتاج إلى خبرات "غير مباشرة".. في أحد الأحياء الراقية، يصطف المئات من المواطنين في طوابير انتظارا لدورهم في الحصول على ختم وزارة الخارجية، وإلى أن يأتي الدور.. عليك أن تنتظر ساعات في الخارج وأخرى في الداخل أمام شبابيك الموظفين الذين يتباطأون في أداء عملهم، الأمر الذي ينتج عنه زحام شديد داخل وخارج المبنى. حول المبنى ينتشر "أشخاص!" يأتي إليك أحدهم هامسًا في أذنك "تختم يا أستاذ"، فيكون الرد تلقائيًا "أيوة" فيرد: "خش يمين الكشك اللي وراه المبني"، ويظل يتابعك حتى يتسلمك شخص آخر قائلًا: "تعال معايا يا أستاذ". خطوات معدودة وتصل إلى غرفة واسعة أشبه بجراج السيارات، حيث تجلس عجوز على مكتب وتجمع الأوراق والأموال من الزبائن وتعرفنا بنفسها على أنها مكتب مرخص لإنهاء الإجراءات الحكومية المعقدة في أقرب وقت. تستلم السيدة الأوراق والأموال من الزبائن قائلة: "هات عشرين جنيه وربع ساعة هسلمك الورقة". يجمع أحد هؤلاء السماسرة الأوراق، ويتوجه بها مباشرة إلى مبنى وزارة الخارجية، ويدخل إلى المكتب دون أن يوقفه الأمن أو أن ينتظر في الطابور لساعات مثل باقي المواطنين. "الرجل" يدخل بعدد كبير من الأوراق وخلال دقائق معدودة، يعود بالأوراق رجل آخر ويسلمها للسيدة التي تسلمها بدورها للزبائن.