تراجعت ظاهرة استغلال الأطفال فى الدعاية الانتخابية مع بدء العام الدراسي الجديد, حيث كان من الملاحظ خلال الشهور الماضية قيام عدد كبير من الصبية بتوزيع منشورات للمرشحين، بل اصطحابهم أيضاً خلال جولاتهم الانتخابية على أمل التأثير على الناخبين كنوع من أنواع الدعاية لهم. هذا ما رصده تقرير حقوقي صادر عن حملة «راقب يا مصرى» التطوعية لمتابعة الانتخابات النيابية «مصر 2015» التى تتألف من عدد من الجمعيات والمؤسسات والمراكز الحقوقية المتخصصة فى مجال متابعة الانتخابات العديد من المشاهدات الخاصة بمرحلة الدعاية الانتخابية للمرحلة الأولى من انتخابات برلمان 2015 التى بدأ العمل فيها بتاريخ 29/9/2015 ووفقاً لقرار اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات النيابية المصرية. وكان من أهم ما رصد متابعو الحملة, تراجع ملحوظ فى معدلات استغلال الأطفال فى أعمال الدعاية الانتخابية وتوزيع المنشورات الدعائية وتعليق اللافتات والبنرات الخاصة بالمرشحين, إلى أقل من 30% من جملة المشاركة فى أعمال الدعاية بالمقارنة بالاستحقاقات الانتخابية السابقة, التى تميزت بارتفاع نسبة مشاركة الأطفال فى أعمال الدعاية التى تنوعت بين (لصق بوسترات على الجدرات – توزيع برامج انتخابية وصور للمرشح أمام دور العبادة وأماكن التجمعات – تعليق بنرات وبوابات الدعاية بالشوارع – المشاركة فى المسيرات الانتخابية – اعتلاء أسطح سيارات نقل مكشوفة محملة بمكبرات الصوت - أعمال الدعاية الانتخابية المضادة من نزع لافتات وملصقات ومهاجمة مسيرات مرشح مضاد), وذلك بالمخالفة لمواد قانون الطفل 12/1996 المعدل بالقانون 126/2008 المنظمة لعمل الأطفال, وكذا قانون مكافحة الاتجار بالبشر 64/2010 والخاص بمكافحة أى عمل به شبهة استغلال للطفل, بوصفه أحد مظاهر الاستغلال السياسى للطفل والمؤثم بموجب هذا القانون, وهى ظاهرة اقترنت بأى استحقاق انتخابى منذ 2010 حتى الآن. وقال التقرير إن هذا التراجع الملحوظ فى مشاركة الأطفال فى أعمال الدعاية الانتخابية (سواء الدعاية التى جاءت خارج المواعيد الرسمية أو عقب المواعيد الرسمية) جاء بسبب بدء الموسم الدراسى فى 28/9/2015, ما أثر إيجابياً على نسبة الأطفال المشاركين فى أعمال الدعاية الذين اتجهوا للتركيز وذويهم على الإعداد للموسم الدراسى, وقبل فتح باب الدعاية الانتخابية بشكل رسمى ووفقاً للجدول الزمنى المعلن من قبل اللجنة العليا للانتخابات. ومن ناحية أخرى رصد مراقبو الحملة المتطوعون بمحافظات المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية, زيادة مؤشرات المشاركة فى العملية الانتخابية لدى المواطنين, بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات النيابية في مصر برئاسة المستشار أيمن عباس أن عدد المرشحين الذين سيخوضون المرحلة الأولى بلغ 2573 مرشحاً فردياً، وبالنسبة للقوائم سيخوض الانتخابات 4 قوائم في قطاعى غرب الدلتا وقطاع الصعيد, وجاءت نتائج هذا المسح الاستقصائى الذى اعتمد على سؤال مواطنين فى عدة مناطق وقطاعات بمحافظات المرحلة الأولى عن أسباب المشاركة فى (حالة المشاركة), وما أهم المحفزات التى شجعتهم على ذلك. وجاءت أغلب النتائج كلها معبرة عن كثافة المشاركة بنسب تجاوزت 85% من جملة المشاركين الذين تم التواصل معهم، إما بالمقابلة الشخصية لمتطوعى الحملة بالمحافظات أو عن طريق الاتصال العشوائى, وكنتيجة مباشرة لحالة الاستقرار الملحوظ فى الأوضاع الأمنية, الذى من شأنه المساهمة فى تعزيز المشاركة الشعبية للمواطن المصرى, الذى بات مؤمناً بأن صوته يمثل خطوة على طريق بناء مستقبل وطنه, ومن خلال المشاركة فى الاستحقاق الانتخابى الذى يتم تحت إشراف مباشر من 16 ألف قاض يديرون العملية الانتخابية ويترأسون اللجان العامة والفرعية ويؤدون عملهم بكل أمانة ونزاهة واستقلالية, هذا فضلاً عن أن المواطن تولد لديه إحساس بالأمن المطلق من جراء خطط التأمين المحكمة للشرطة المدنية والقوات المسلحة, والسابق تطبيقها بنجاح فى الاستحقاقات التالية على الإعلان عن خارطة المستقبل فى يوليو 2013, وبعد أن أخذتا على عاتقهما مهمة حماية الإرادة الشعبية والدفاع عنها بكل حزم وأمانة.