«قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الكبش العظيم ومجسم لخروف مصنوع من الكارتون والقطن هو الوسيلة التي اتبعتها المشرفة بجمعية التثقيف الفكري بالإسماعيلية مع عشرات الأطفال من متحدي الاعاقة الفكرية لتعريفهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك. البهجة والفرحة كانت تكتسي وجوه «ندى وأحمد ونور وإسراء ويوسف ومحمود وعلي ومريم وفاطمة» هؤلاء الصبية والفتيات الذين نشأوا وترعرعوا لسنوات داخل الجمعية التي تخصصت في استقبال الحالات الصعبة لمرضى التوحد والشلل الدماغي والمنغولي والاوتيزم بالاسماعيلية وهم يستمعون للقصة ويستشعرون بقدوم العيد.. ببساطة حاولت المشرفة كريمة عمران ان توصل القصة بلغة سهلة وبسيطة وايماءات لابنائها. أمل أصعب حالات هنا هم مرضى التوحد بسبب قدرتهم المحدودة أو المعدومة على التركيز وبالتالي استجابتهم ضعيفة وتصرفاتهم لا إرداية وحركته لا إرادية وممكن يؤذي الطفل الآخرين وهو ما يحتاج لتدريب مكثف ومجهود مضاعف . هكذا تحدثت. كريمة عمران مشرفة فصل لمتحدي الاعاقة. وقالت: وهناك أيضا الشلل الدماغي وهناك إعاقات مزدوجة حركية وذهنية وهذا من أصعب الحالات. وعلى المستوى الأسري وجود أسرة لديها اكثر من طفل معاق ذهنيا. ودللت على حالة الطفلة ندى التي جاءت للجمعية تعاني من التوحد ومن فقد النطق وعمرها 6 سنوات والآن بعد مرور خمسة أعوام تعدلت سلوكيات الطفلة وبدأت تتكلم وتتجاوب وتحفظ سور من القرآن الكريم وتكتب حروف عربية وإنجليزية .وهناك «يوسف» طفل مصاب بالتخلف العقلي وهو ذي رأس صغيرة وكانت سلوكياته غريبة أشبه بسلوكيات القوارض لكنه الآن بدأ يتكلم ويتجاوب ويندمج مع الآخرين. درجات الذكاء التقت «الوفد» ب«سهام هارون» رئيس مجلس ادارة الجمعية ومؤسستها الأولى، حدثتنا عن نشأة الجمعية وهدفها الرئيسي الذي تركز في رعاية الأطفال المعاقين ذهنيا والأقل من 50 درجة ذكاء اجتماعيا وصحيا وفكريا من اعمار سنية تبدأ من 6 سنوات حتى 30 عاما. وتابعت فكرة الجمعية في البداية كانت نابعة من الدكتور الراحل أحمد الجويلي في بداية التسعينيات وقتما كان يشغل منصب محافظ الإسماعيلية كان هدفه ان تقام جمعية تهتم بالمعاقين فكريا لما يعانوه واسرهم. وبالفعل تم اشهار الجمعية وتأسيسها عام 1993 أي منذ 22 عاما برقم 169. وتم تخصيص مساحة 1000 متر مربع من الأرض من قبل المحافظة لإقامة فصول الاعاقة ومبنى لنادي الطفل وذلك بعد قصة كفاح بالقرار رقم 1240 لسنة 2001. وفي عام 2007 تم تخصيص قطعة ارض مجاورة للجمعية لإنشاء حديقة لابناء الجمعية بمساحة 1375 متراً وهذه المساحة تم تجهيزها وتحولت من مقلب للقمامة وتم إقامة مساحة خضراء ومسرح ومنطقة العاب ومعرض خيري وهذه المساحة تعد المتنفس لأبناء الجمعية. رحلة حياة «الثامنة صباحا هو موعد وصول اتوبيس الجمعية محملا بالأطفال الى مقرها الكائن بمنطقة مساكن عبدون بحي ثالث بالإسماعيلية... داخل الجمعية ثلاثة فصول تم تقسيمها طبقا للفئات العمرية وحالات الاعاقة ودرجتها... بالتدريب والتعليم وتنمية المهارات وتنفيذ برامج الدمج يتخللها فقرات ترفيهية وأنشطة مختلفة يسعى المشرفون بالجمعية لتوصيلها لأبناء الجمعية». حيث يعيش الأطفال يوما من البهجة يتعلمون فيه ويقضون أوقاتا ممتعة وتنمي فيها مهاراتهم ويؤهلون للدمج في المجتمع وهو من أهم أهداف الجمعية إضافة لاكساب هذه الحالات من مرضى التوحد والشلل الدماغي والتخلف العقلي ومتلازمة دوان المهارات المختلفة وتنميتها وتعديل السلوك ومساعدتهم على الاعتماد على الذات وادماجهم في المجتمع وتطوير الحالات القابلة للتطوير وذلك من خلال فريق من المشرفات والاخصائيات المدربات على التعامل مع الأطفال متحدي الاعاقة الفكرية بالوسائل المتخصصة وبرامج التخاطب وغيرها من التقنيات الحديثة. لمست «الوفد» جهود الجمعية «في البناء والتأسيس بالجهود الذاتية وجزء من مساهمات المحافظة والشئون الاجتماعية وهيئة قناة السويس ورجال الأعمال ومتطوعين ومنظمات المجتمع المدني «حيث أشارت رئيسة الجمعية إلي ان الخدمات تقدم مقابل اشتراك رمزي 30 جنيه، شهريا و20 جنيهاً للاتوبيس وتقدم الجمعية طوال فترة تواجد الأطفال بها وجبتي إفطار وغداء يوميا وطبقا لحالة اسرة الطفل يتم اعفاؤها من الاشتراك نهائيا. وقالت «هناك تعديل ايجابي حدث للأطفال الملتحقين بالجمعية في سلوكياتهم وقدرتهم على التعامل مع المجتمع الخارجي. والجمعية استطاعت بأبنائها ان تخوض مسابقات رياضية وثقافية واجتماعية وحصدنا فيها جوائز وميداليات». «الجمعية لم يقتصر دورها فقط على خدمة الأطفال بل امتد دورها لاقامة دورات تدريبية لاولياء امور الأطفال وذلك لتوعيتهم وتدريبهم على وسائل وأسسس التعامل مع الأطفال واشراكهم في الأنشطة مع أبنائهم. والأمر امتد أيضا للمشاركة البيئية في محيط المجتمع مع أهالي الحي المجاورين بدليل تحويل 1375 متراً من مساحة الأرض المخصصة لجمعية وهي عبارة عن مقلب قمامة لحديقة ومسرح كبير ومنطقة العاب رياضية بجانب المشاركة في نظافة وتشجير البيئة .كما ان الجامعة فتحت أبوابها للباحثين في مجال الاعاقة وتم فتح باب التطوع لجميع الفئات العمرية وتم مؤخرا تنفيذ مبادرة «الصديق الأمثل» وهذه المبادرة تهدف لدمج الأطفال متحدي الاعاقة مع الأسوياء واقامة انشطة مختلفة منها مسرحيات تم اعددها وعرضها لنشر فكرة التوعية بطريقة غير مباشرة في التعامل مع الأطفال. وقالت رئيس» الجمعية ان هناك سعي دائم لتقديم وتوفير الخدمة الطبية لأعضائها حيث تم اعداد بروتوكول تعاون مع احدى الجمعيات الخيرية الطبية والتي تتولى علاج والكشف على الأطفال في كافة التخصصات مجانا .كما ان المحافظة وهيئة قناة السويس سمحت لاطفال الجمعية بدخول انديتها وشواطئها دون مقابل وحصلت الجمعية على منحة اتوبيس 26 راكباً هدية من القوات المسلحة للجمعية لخدمة ابناء الجمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن خلال التبرعات تم شراء ميكروباص 7 راكب لخدمة نادي الطفل .كما قدمت المصانع الحربية للجمعية دعم عدد من الالعاب المختلفة لتنمية مهارات الأطفال». وقالت «دور الدكتور الجويلي لا ينسى ومن بعده المحافظ فؤاد سعد الدين واللواء صبري العدوي واللواء عبد الجليل الفخراني لكن المحافظ الحالي يتجاهل تماما دور الجمعية حتى انه تجاهل طلب الجمعية بالتدخل لتعيين احد ابطالها من الحاصلين على ميدالية في بطولة عالمية وهو البطل احمد فخري ولم يتخذ اي اجراء لتكريم البطل». واضافت «هناك اكثر من 15 جمعية ومنظمة ومؤسسة مجتمعية وصحية تتعامل معهم الجمعية بشكل مباشر داخل الاسماعيلية وفي المحافظات الأخرى من أجل التعاون وتحقيق اكبر استفادة وبفضل الله هناك عدد من ابناء الجمعية حدث لديهم تطوير في سلوكياتهم ومؤخرا حصد احمد فخري 26 سنة أحد أبناء الجمعية على الميدالية الذهبية في العاب القوى وميداليتين في الجري في فلوريدا ولاسفيجاس بالولايات المتحدة مع فريق الاوليمبياد المصري لعام 2015». وقالت: لدينا خطة استراتيجية ومستقبلية للعمل. فنحن لا نكتفي بما حققناه ولكن دائما نطمح للتميز وتقديم المزيد من الدعم والمساعدة لأطفال الإعاقات الذهنية وهو ما وضع على قائمة استهدافنا خلال الفترة المقبلة فلا تزال هناك مساحة 250 متراً غير مستغلة بالجمعية ونطمح في إقامة فصول اضافية عليها وورش إنتاجية وأنشطة لأبناء الجمعية وهذا الأمر يتطلب تمويلاً وأيضا نحن في حاجة لتوفير الأجهزة والوسائل والأدوات اللازمة لتنمية المهارات والقدرات وتوفير الأجهزة التعويضية وهذ أيضا يحتاج إلي تمويل ودعم مادي بالإضافة لعمل ورشة انتاجية لابناء الجمعية القادرين منهم على الإنتاج.