إيران تطلب من الإسرائيليين مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة " لإنقاذ حياتهم "    وزير الشباب يقترح إضافة مادة جديدة على تعديلات قانون الرياضة    ليعود في أسرع وقت.. الخطيب يوجه بتوفير الرعاية الكاملة لإمام عاشور    السيطرة على حريق بمولد كهربائي داخل ثلاجة خضار بسوق العبور    وزير الثقافة يفتتح الدورة 45 للمعرض العام بمشاركة 326 فنانًا    عزاء نجل الموسيقار صلاح الشرنوبى فى مسجد الشرطة بالشيخ زايد.. الثلاثاء    قبل عرض 7Dogs.. كيف روج تركي آل الشيخ للفيلم؟    عضو بالبرلمان التونسي: «الإخوان» اخترقوا قافلة الصمود وحولوها لمنصة تهاجم مصر وليبيا    محافظ جنوب سيناء وسفير الهند يبحثان سبل تعزيز التعاون السياحي وإنشاء مدرسة دولية متخصصة في رياضة اليوجا بسانت كاترين    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    «الشروق» تكشف موقف بن شرقي بعد الغياب عن مباراة إنتر ميامي    رحلة إلى الحياة الأخرى.. متحف شرم الشيخ يطلق برنامجه الصيفي لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية القديمة    لميس الحديدي: كرة اللهب تتناوب بين تل أبيب وطهران.. ولا نهاية قريبة للحرب    شباب القلب.. 4 أبراج تتمتع بروح الطفولة    بعد تصدره «التريند».. الحسن عادل: «أغنياتي نابعة من إحساسي وبتعبر عن مشاعري»    أمين الفتوى يوضح حكم الزيادة في البيع بالتقسيط.. ربا أم ربح مشروع؟    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    أوليس أفضل لاعب بمباراة بايرن ميونخ ضد أوكلاند سيتى فى كأس العالم للأندية    السعودية: وصول طلائع الحجاج الإيرانيين إلى مطار "عرعر" تمهيدًا لمغادرتهم    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوجيهات رئاسية جديدة تتصدر نشاط السيسي اليوم    رسمياً.. جينارو جاتوزو مديراً فنياً لمنتخب إيطاليا    عائلة تطرح جزيرة في اسكتلندا للبيع بسعر أقل من 8 مليون دولار    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    «جزار الوراق» ينكر التعدي على تلميذة: «ردت علىَّ بقلة ذوق فضربتها بس» (خاص)    صراع مع آلة لا تعرف الرحمة.. «نيويورك تايمز»: الذكاء الاصطناعي يدفع البشر للجنون    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وإلقاء جثته بمقابر أسوان    رامي جمال يوجه رسالة لجمهور جدة بعد حفله الأخير    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    التعليم: تدريب مجاني لمعلمي الإنجليزية بالتنسيق مع السفارة الأمريكية -(مستند)    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    10 سلوكيات خاطئة ابتعدى عنهم مع أطفالك حفاظا على صحتهم    التنظيم والإدارة يعلن ترتيب امتحانات مسابقات التوظيف بالجهاز الإداري للدولة    رئيس جامعة المنوفية يرأس لجنة مقابلات لتجديد مناصب مديري العموم وأمناء الكليات    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    محافظ الغربية يجرى جولة مفاجئة داخل مبنى الوحدة المحلية بسبرباى بمركز طنطا    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا ل رئيس الوزراء (تفاصيل)    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    طريقة عمل فطيرة السكر باللبن في خطوات بسيطة    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    سعادة بين طلاب الثانوية العامة في أول أيام مارثون الامتحانات بالقليوبية    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    استمرار استقبال محصول القمح المحلي للمواقع التخزينية بالشرقية    "طوارئ" بشركات الكهرباء تزامنًا مع امتحانات الثانوية العامة    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    ترقب وقلق.. الأهالي ينتظرون أبناءهم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة| شاهد    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة    ماراثون الثانوية العامة بدأ.. طلاب الأقصر يتوافدون على اللجان لأداء أول يوم امتحانات    الأهلي أوقفه.. ميسي يتعطل لأول مرة في كأس العالم للأندية    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    تعليق ساخر من مجدي عبد الغني على مدرب الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعيات «الثغر» تحتفل باليوم العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة
نشر في المصري اليوم يوم 05 - 01 - 2011

نظمت الجمعيات الأهلية والنوادى الرياضية احتفالات على مدار الشهر الماضى بمناسبة اليوم العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة، الذى خصص من قبل هيئة الأمم المتحدة منذ عام 1992، لزيادة فهم قضايا المعاقين، وزيادة الوعى على اندماج هذه الفئة فى جوانب الحياة المختلفة، أوصت الجمعيات والمراكز الثقافية والنوادى الرياضية والجامعات المصرية بضرورة اندماج ذوى الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع، وخلق كوادر تعليمية تستطيع التكيف والتعامل مع هذه الفئة، وتعميم نظام التأمين الصحى على الأولاد الذين تعدت أعمارهم 6 سنوات، باستخراج شهادات صحية لهم، وتفعيل نسبة ال 5% للمعاقين من خلال الحصول على فرص عمل تتناسب مع ظروفهم الصحية، وتخصيص مقاعد لمتحدى الإعاقة فى البرلمان، من أجل اندماجهم فى المجتمع، خاصة أن المعاقين جزء لا يمكن تجاهله فى المجتمع المصرى، خاصة بعد وصول نسبتهم إلى 16% من سكان مصر.
فى البداية قالت سناء أبوالفتوح، والدة إحدى الطالبات ذوى الاحتياجات الخاصة، «ابنتى تبلغ من العمر 15 عاماً، ونعيش فى منطقة بحرى، ويعانى حى الجمرك من عدم توافر مدارس تأهيل فكرى لذوى الاحتياجات الخاصة، التى تزداد أعدادها بشكل يومى، إلا أن المسؤولين قاموا بتوفير الفصل الواحد داخل المدارس، وكأنهم لم يقوموا بتعيين كوادر تعليمية متخصصة وقادرة على التواصل مع هذه الفئة، مما يؤدى إلى حرمان أولادنا من ممارسة حقوقهم فى التحصيل التعليمى».
وقالت حنان إبراهيم، والدة معاق حركى، إن عدم توافر المدارس الفكرية بداخل كل حى، أدى إلى تعليم أولادنا فى مدارس خارج نطاق محل إقامتنا، ما أدى إلى إرهاق ولى الأمر والمعاق، نظراً لعدم وجود وسائل مواصلات متوفرة، لبعد هذه الأماكن.
وقال محمد عبدالوهاب من ذوى الاحتياجات الخاصة، إن المصانع والشركات، التى تطبق نسبة ال5% تقع فى أطراف المحافظة، وأن الأعمال المتوفرة فيها لا تتناسب مع الظروف الصحية لفئة المعاقين، حيث إنها تحتاج إلى إمكانيات بدنية وعقلية، خاصة أن أكثر الفرص متوفرة فى نطاق قطاع الأعمال الخاص، الذى لا يوجد به أى ضمانات.
وقالت نادية رؤوف، مدير مركز متحدى الإعاقة فى المحافظة، إن تعداد ذوى الاحتياجات الخاصة، تعدى ال16% من سكان مصر، وفى الوقت الذى تتزايد فيه هذه النسبة تقل أعداد مدارس التأهيل الفكرية فى المحافظة، والتى لا تتجاوز 4 مدارس على مستوى المحافظة.
وأضافت نادية: إن مدارس التأهيل الفكرى تحاول القيام بدورها فى تنمية مهارات المعاق، إلا أن التقدم يكون بشكل ضئيل وليس بنفس الكفاءة المطلوبة منها، تجاه ذوى الاحتياجات، وفى ظل تزايد أعدادهم بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.
وطالبت «نادية»، بتفعيل القوانين الخاصة بالمعاقين، والتى تضمن حقوقهم، وتحافظ عليها ومنها معاش المعاق الذهنى، الذى لابد أن يصرف للمعاق الذى يبلغ 18 سنة، واعتباره «أسرة منفصلة»، إلا أن الجهات المختصة تقوم بصرف المعاش لفئة دون أخرى، ودون توافر الاشتراطات التى تتطلب صرف المعاش للأسرة التى لا يزيد دخلها على 100 جنيه، مؤكدة أن الاشتراطات التى تضعها الجهات المتخصة، لا تتناسب مع الظروف الاقتصادية، التى تمر بها الدولة، وغلاء المعيشة، ولابد من تعميم تلك القوانين بطرق سليمة.
وأضافت أن مواليد قبل عام 1996 من ذوى الاحتياجات الخاصة لا يتمتعون بنظام التأمين الصحى، وأنه لابد من تعميم هذا النظام على فئات المعاقين المختلفة.
وتابعت أن الجمعيات الأهلية والمركز، نجحوا فى الحصول على بعض الامتيازات لذوى الاحتياجات الخاصة ومنها «حصول المعاق والمرافق معه على خصم يصل إلى 75% من قيمة تذاكر السفر باستخدام وسيلة «القطار»، والحصول على مجانية بعض وسائل المواصلات فى المحافظة مثل الأتوبيس والترام».
واستطردت أن غياب التوعية لدى المواطنين وقصور دور الإعلام، وعدم نشر النماذج الإيجابية لذوى الاحتياجات الخاصة من أهم المشكلات التى توجه هذه الفئات، مشيرة إلى أن المحافظة يوجد بها أمثلة مشرفة من متحدى الإعاقة ومنهم «رؤوف محمد» من ذوى الاحتياجات الخاصة حافظ القرآن ويتعلم مع جهاز كمبيوتر بكفاءة عالية، ومصطفى حمدى حافظ يحفظ 8 أجزاء من القرآن، وهو طالب بالثانوية الفندقية.
واعتبر الدكتور محمد البنا نقيب الأطباء بالمحافظة، أن هناك أسباباً رئيسية تؤدى إلى ارتفاع نسبة المعاقين، حيث لا يوجد الاهتمام بالأمراض والفيروسات التى قد تصيب بإعاقة، إذا تم الإهمال فى علاجها، مثل الحصبة الألمانى، وأضاف: إن زواج الأقارب يؤدى بنسبة كبيرة إلى الإصابة بتشوهات جنينية ومنها إعاقات تؤدى إلى ولادة أطفال معاقين ذهنياً وجسدياً.
وأكد «البنا» ضرورة التأكد من الأدوية التى يتعاطاها المواطن حتى تكون مناسبة للمرض، الذى يعانى منه، فمن الممكن أن يكون أى دواء خاطئ يتم تعاطيه يؤدى إلى التسبب فى إعاقة، مشدداً على ضرورة ألا تقوم السيدات أثناء فترة الحمل، بتعاطى أدوية تؤثر على حياة الجنين، وقال إن زواج الأقارب له نفس الدور فى الإصابة بأمراض قد تؤدى فى النهاية إلى إعاقة.
وأضاف البنا إن هناك أسراً لا تهتم بالتطعيمات الخاصة بالأطفال مما يؤدى إلى خروج أطفال مصابين بالشلل، تكون الأسرة هى المسؤولة عن إعاقته، وتابع أن العلم تقدم كثيرا، حيث إن هناك أبحاث لاكتشاف الجنين المعاق قبل ولادته.
وقال عبدالفتاح السيد، مدير عام جمعية التأهيل المهنى، إن مكاتب التأهيل المهنى على مستوى المحافظة، تقوم برعاية جميع فئات المعوقين من الجنسين، وتوجيههم بما يتناسب مع إمكانياتهم البدنية والصحية، ومنح شهادات التأهيل المهنى التى تسمح بتشغيل ضمن نسبة 5% المقررة قانوناً.
وأوضح «عبدالفتاح» أن المعاق الحاصل على مؤهل دراسى، يتم منحه شهادة التأهيل المهنى، بينما المعاق الأمى تقوم الجمعية بتدريبه على بعض المهن مثل السباكة الصحية والنجارة، مع مراعاة توزيعهم على المهن التى تتناسب مع ظروفهم الصحية، بالإضافة إلى توجيه الحالات الحاصلة على شهادات التأهيل، إلى مكتب عمل المعوقين تمهيداً لإيجاد فرص العمل المناسبة فى الشركات، التى ترسل خطابات تطالب عمالة من ذوى الاحتياجات الخاصة.
ومن جانبه قال محمد الحلوانى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى فى المحافظة، إن ذوى الاحتياجات الخاصة من الفئات الموجودة فى المجتمع، والتى تساهم المديرية فى اندماجهم فى المجتمع، ونشر ثقافة تقبل الآخر، وتدريب الأطفال على تقبل ذوى الاحتياجات الخاصة، بدون استهزاء بهم، فضلاً عن تدريب المجتمع على التكييف المعاقين.
وأكد أن المديرية تقوم بتفعيل جميع القوانين والقرارات التى تساهم فى اندماج ذوى الاحتياجات الخاصة فى المجتمع، وتوفير حياة كريمة لهم، لافتاً إلى أنه أصدر تعليمات إلى الوحدة الاجتماعية التى تبلغ عددها 81 وحدة على مستوى المحافظة، بصرف معاش لكل معاق يقدر ب 85 جنيهاً.
وأوضح «الحلوانى» أن المعاش لا يشترط بلوغ المعاق سناً معينة، بل على أى معاق التوجه إلى الوحدة القريبة له، ويقدم حافظة مسنتدات تتضمن الأوراق اللازمة، حتى يتكمن من الحصول على المعاش.
وتابع: «إن المديرية قامت بتوزيع عدد من الموتوسيكلات المجهزة على المعاقين «إعاقة حركية»، بعد إجراء «قومسيون» طبى والبحث الاجتماعى لهم، فضلاً عن منح سيدتين لأول مرة «موتوسيكلات»، لكى يؤدى إلى التفاعل مع فئات المجتمع المختلفة».
وأضاف أن المديرية تقوم بدمجهم فى مجال التعليم عن طريق تدشين مشروع المدرس المساند، الذى تتبناه، جمعية الأمل، المقصود بها وجود مدرسين فى الفصل الواحد، الأول يقوم بالتدريس، والآخر بالتحصيل.
وتابع: «إن الجمعيات الأهلية تقوم بتدريب المعاقين على بعض المهن التى تتناسب مع ظروفهم الصحية، من حيث درجة الإعاقة ونوعها، حتى تؤهلهم على اختراق سوق العمل».
ندى ثابت .. مرشحة «نوبل» التى رزقت بطفل «معاق» فقررت أن تهب حياتها لمساعدة «ذوى الاحتياجات»
«حول ألمك إلى وسيلة لإحياء الأمل».. بهذا الشعار استطاعت السيدة السكندرية ندى ألفى ثابت، أن تلفت أنظار العالم بتجربتها الإنسانية لتكون العربية الوحيدة ضمن 1000 سيدة ترشح لجائزة نوبل عام 2007، وتحصل على جائزة ال»تلى أورد» الأمريكية، التى تسلمتها فى الثالث والعشرين من نوفمبر الماضى، لريادتها فى مجال الصحة النفسية وحقوق الإنسان، وجهودها فى مجال دعم المعاقين.
تروى ندى قصتها، التى بدأت عام 1980، وبالتحديد يوم 2 مارس، وهو اليوم الذى ولدت فيه ابنها الثانى ماجد، عندما اكتشفت اختلافه عن بقية الأطفال، بعجز أغلب حواسه، بسبب خطأ أثناء الولادة، حينها انتابتها مشاعر الحيرة والألم، وزادت قسوة الأمر عندما اكتشفت المفاجأة الأكبر أنه يجب معاملته كمتخلف عقلياً، بالإضافة لعدم قدرته على الرؤية أو الكلام الصحيح، التى تسبب بها ضمور خلايا المخ، خاصة ما يتصل بالعين، التى لم تكن تستطيع أن تبصر رغم سلامتها.
بدأت الأم رحلتها فى التنقل بين الدول، بحثاً عن علاج لابنها، وعن طريقة للتعامل الأمثل معه، تعلمت خلالها بعض الأشياء التى تساعدها فى تنمية مهاراته، وتحسين قدراته العقلية، إلا أنها لم تتخيل أن تلك الجهود ستؤتى ثمارها، إلى أن فوجئت ذات يوم بما سمته وقتها «المعجزة»، التى تمثلت فى تمكن الطفل من الرؤية، عندما رأته فجأة ينظر باتجاه زجاجة الحليب، ويشير إليها، وكانت تلك الإشارة هى شرارة البداية لرحلة الأمل.
التحسن فى حالته شجعها على الاستمرار فى رعايته بشكل دؤوب، بعد أن تحول من أعمى لا يبدى أى رد فعل، إلى طفل آخر، يتكلم ويضحك ويسبح ويرتدى ملابسه بنفسه، ليلتحق بمراكز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، التى استطاع من خلالها رعاية نفسه، ليشعر لأول مرة بأنه مثل أخيه يستطيع أن يذهب إلى المدرسة.
مع الوقت والرعاية المكثفة ومحاولة الأم التركيز على تنمية جميع مهارات الابن، بدأ ماجد يتعلم مهارات أكبر، واستطاع أن يميز الألوان والأشكال والأحجام، وتعلم ركوب الدراجات بمهارة، كما تعلم السباحة، التى حقق بها فيما بعد، مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية.
«بدأت أتعلم لكى أعلمه.. لأتعلم منه ما يحتاجه طفل مثله»، هكذا قالت ندى، وأوضحت: «فى البداية تعلمت كيفية وضع نظام غذائى صحيح، والابتعاد عن ألوان معينة مثل الألوان الصاخبة، التى تزعجه، كما تعلمت كيفية استخدام بعض العبارات والكلمات لكى يرددها ويتعلمها، وكان ذلك وهو فى سن 10 سنوات، وظل هكذا إلى أن بلغ سن 16، وهنا بدأت مشاكل من نوع مختلف كانت معها رحلة معاناة جديدة بخصوص استخراج البطاقة الشخصية، الأمر صعب خاصة أنه غير مقيد فى مدارس خاصة أو حكومية، وفى سن 18 سنة كان لابد من تحويله لمصحة نفسية وعصبية كمجنون ومريض عقلى للإعفاء من الخدمة الوطنية رغم أنه غير مريض عقلياً أو مجنون، وفى سن 21 لا يستطيع أن يتعامل مع البنوك أو الحسابات، لأنه غير كامل الأهلية والقانون لا يسمح له بالتصرف فى أمواله».
هنا جاءتها الفكرة واستولت على كل تفكيرها، عام 2000، بعد إتمام ابنها عامه العشرين، وأضافت: «اعتبرت أن ما مر بى هو بمثابة رسالة، فهمت منها لماذا منحنى الله هذا الطفل، ليصبح ماجد وأمثاله هدف حياتى»، وضعت مشروعها فوق قطعة أرض صغيرة تمتلكها أسرتها فى منطقة برج العرب، كان مقرراً له أن يكون فيلا لهم، لتحوله إلى قرية تعمل كجمعية ومركز تأهيل للبالغين من الجنسين ذوى الاحتياجات الخاصة، تحمل اسم «قرية الأمل».
ولم تكتف ندى بتحقيق آمال المعاقين داخل قريتها، بل انطلقت من خلالها للسعى وراء تعميم تجربتها، بل السعى من خلال العمل مع منظمات المجتمع المدنى لتغيير القوانين، وتقديم أفكار جديدة تطبق على نطاق أوسع لخدمة المعاقين، بدأت بإنشاء شبكة للتعاون بين 22 جمعية عاملة فى نفس المجال للدفاع عن حقوق متحدى الإعاقة الذهنية.
«رؤوف».. معاق «توحدى» يحفظ 5 أجزاء من القرآن..ويستخدم الكمبيوتر
مرض التوحد أحد أمراض ذوى الاحتياجات الخاصة، الذى تم اكتشافه عام 1943، ويتميز المصابون بهذا المرض ببعض السمات ومنها القصور فى النمو الإدراكى واللغوى، وعدم المشاركة الاجتماعية مع الآخرين، ولكنهم يفضلون التواصل مع الأشياء، والربط بين اليد والعين، ووجود لزمة معينة لهم.
رؤوف حمدى يبلغ من العمر 19 سنة، يعانى مرض التوحد، حاولت أسرته التغلب على سمات هذا المرض، وتحدى إعاقته، والتعديل من سلوكياته الانطوائية، كما قال والده حمدى محمد ل«إسكندرية اليوم» وأوضح: فى بداية الأمر حاولنا تعديل سلوك ابنى واختراق عالمه، وإدماجه فى المجتمع من خلال مشاركته فى أحد النوادى، والذى ساعد فى انفتاحه على الحياة والتواصل مع الآخرين».
برر «حمدى» تعامل ابنه على الكمبيوتر ببراعة، قائلاً: بدأ ابنى التعامل مع الألعاب التى تعمل بنظام «الريموت»، منذ حوالى 5 سنوات، وتمكن من السيطرة عليها، والتعامل مع الكمبيوتر بدرجة متقدمة، دون توجيه من أحد، وكان يفضل الجلوس بجوارى أثناء تعاملى مع جهاز الكمبيوتر، ومشاهدة ما أقوم به من حركات، وذات مرة أثناء جلوسى على الكمبيوتر، رن جرس التليفون فتركت الجهاز، وعندما حضرت وجدت رؤوف يشتغل على الجهاز، دون مساعدة أحد».
وقال «حمدى» إن ابنه من أوائل مرضى التوحد على مستوى العالم، الذين بدأوا فى التعامل مع جهاز الكمبيوتر قبل سنوات عديدة، ويحفظ ما يزيد على 5 أجزاء من القرآن الكريم.
وأوضح أن ابنه فى المرحلة التمهيدية فى المدرسة، والتى تساعد ذوى الاحتياجات الخاصة، على الاعتماد على أنفسهم فى شراء المأكولات، والاندماج فى المجتمع، والتعامل مع الآخرين، وتعليمهم بعض المهام الحرفية، مثل صناعة الشمع والسيراميك».
وطالب حمدى بدمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى الدولة، ومعاملتهم معاملة كريمة مثل الدول الأوروبية، وتفعيل القوانين والقرارات الصادرة بشأن المحافظة على كيان هذه الفئة، قائلاً: «إن الدولة تحاول المحافظة على حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، إلا أن صغار الموظفين يتقاعسون عن أداء أعمالهم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.