ولاية تكساس الأمريكية تدرج الإخوان ومنظمة "كير" على قائمة الإرهاب    أكثر من 20 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا    أحدثهم بنما وهايتي وكوراساو، المنتخبات المتأهلة لبطولة كأس العالم 2026    طقس اليوم: مائل للحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 28    خيرية أحمد، فاكهة السينما التي دخلت الفن لظروف أسرية وهذه قصة الرجل الوحيد في حياتها    الرئيس السيسي: البلد لو اتهدت مش هتقوم... ومحتاجين 50 تريليون جنيه لحل أزماتها    أسعار طن الحديد في أسوان مستقرة نسبيًا اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    البيت الأبيض: اتفاقية المعادن مع السعودية مماثلة لما أبرمناه مع الشركاء التجاريين الآخرين    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    نمو الطلب على السلع المصنعة في أمريكا خلال أغسطس    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    وزير المالية: مبادرة جديدة لدعم ريادة الأعمال وتوسيع نظام الضريبة المبسطة وحوافز لأول 100 ألف مسجل    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الشيخ رمضان عبد المعز يبرز الجمال القرآني في سورة الأنبياء    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعيات «الثغر» تحتفل باليوم العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة
نشر في المصري اليوم يوم 05 - 01 - 2011

نظمت الجمعيات الأهلية والنوادى الرياضية احتفالات على مدار الشهر الماضى بمناسبة اليوم العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة، الذى خصص من قبل هيئة الأمم المتحدة منذ عام 1992، لزيادة فهم قضايا المعاقين، وزيادة الوعى على اندماج هذه الفئة فى جوانب الحياة المختلفة، أوصت الجمعيات والمراكز الثقافية والنوادى الرياضية والجامعات المصرية بضرورة اندماج ذوى الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع، وخلق كوادر تعليمية تستطيع التكيف والتعامل مع هذه الفئة، وتعميم نظام التأمين الصحى على الأولاد الذين تعدت أعمارهم 6 سنوات، باستخراج شهادات صحية لهم، وتفعيل نسبة ال 5% للمعاقين من خلال الحصول على فرص عمل تتناسب مع ظروفهم الصحية، وتخصيص مقاعد لمتحدى الإعاقة فى البرلمان، من أجل اندماجهم فى المجتمع، خاصة أن المعاقين جزء لا يمكن تجاهله فى المجتمع المصرى، خاصة بعد وصول نسبتهم إلى 16% من سكان مصر.
فى البداية قالت سناء أبوالفتوح، والدة إحدى الطالبات ذوى الاحتياجات الخاصة، «ابنتى تبلغ من العمر 15 عاماً، ونعيش فى منطقة بحرى، ويعانى حى الجمرك من عدم توافر مدارس تأهيل فكرى لذوى الاحتياجات الخاصة، التى تزداد أعدادها بشكل يومى، إلا أن المسؤولين قاموا بتوفير الفصل الواحد داخل المدارس، وكأنهم لم يقوموا بتعيين كوادر تعليمية متخصصة وقادرة على التواصل مع هذه الفئة، مما يؤدى إلى حرمان أولادنا من ممارسة حقوقهم فى التحصيل التعليمى».
وقالت حنان إبراهيم، والدة معاق حركى، إن عدم توافر المدارس الفكرية بداخل كل حى، أدى إلى تعليم أولادنا فى مدارس خارج نطاق محل إقامتنا، ما أدى إلى إرهاق ولى الأمر والمعاق، نظراً لعدم وجود وسائل مواصلات متوفرة، لبعد هذه الأماكن.
وقال محمد عبدالوهاب من ذوى الاحتياجات الخاصة، إن المصانع والشركات، التى تطبق نسبة ال5% تقع فى أطراف المحافظة، وأن الأعمال المتوفرة فيها لا تتناسب مع الظروف الصحية لفئة المعاقين، حيث إنها تحتاج إلى إمكانيات بدنية وعقلية، خاصة أن أكثر الفرص متوفرة فى نطاق قطاع الأعمال الخاص، الذى لا يوجد به أى ضمانات.
وقالت نادية رؤوف، مدير مركز متحدى الإعاقة فى المحافظة، إن تعداد ذوى الاحتياجات الخاصة، تعدى ال16% من سكان مصر، وفى الوقت الذى تتزايد فيه هذه النسبة تقل أعداد مدارس التأهيل الفكرية فى المحافظة، والتى لا تتجاوز 4 مدارس على مستوى المحافظة.
وأضافت نادية: إن مدارس التأهيل الفكرى تحاول القيام بدورها فى تنمية مهارات المعاق، إلا أن التقدم يكون بشكل ضئيل وليس بنفس الكفاءة المطلوبة منها، تجاه ذوى الاحتياجات، وفى ظل تزايد أعدادهم بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.
وطالبت «نادية»، بتفعيل القوانين الخاصة بالمعاقين، والتى تضمن حقوقهم، وتحافظ عليها ومنها معاش المعاق الذهنى، الذى لابد أن يصرف للمعاق الذى يبلغ 18 سنة، واعتباره «أسرة منفصلة»، إلا أن الجهات المختصة تقوم بصرف المعاش لفئة دون أخرى، ودون توافر الاشتراطات التى تتطلب صرف المعاش للأسرة التى لا يزيد دخلها على 100 جنيه، مؤكدة أن الاشتراطات التى تضعها الجهات المتخصة، لا تتناسب مع الظروف الاقتصادية، التى تمر بها الدولة، وغلاء المعيشة، ولابد من تعميم تلك القوانين بطرق سليمة.
وأضافت أن مواليد قبل عام 1996 من ذوى الاحتياجات الخاصة لا يتمتعون بنظام التأمين الصحى، وأنه لابد من تعميم هذا النظام على فئات المعاقين المختلفة.
وتابعت أن الجمعيات الأهلية والمركز، نجحوا فى الحصول على بعض الامتيازات لذوى الاحتياجات الخاصة ومنها «حصول المعاق والمرافق معه على خصم يصل إلى 75% من قيمة تذاكر السفر باستخدام وسيلة «القطار»، والحصول على مجانية بعض وسائل المواصلات فى المحافظة مثل الأتوبيس والترام».
واستطردت أن غياب التوعية لدى المواطنين وقصور دور الإعلام، وعدم نشر النماذج الإيجابية لذوى الاحتياجات الخاصة من أهم المشكلات التى توجه هذه الفئات، مشيرة إلى أن المحافظة يوجد بها أمثلة مشرفة من متحدى الإعاقة ومنهم «رؤوف محمد» من ذوى الاحتياجات الخاصة حافظ القرآن ويتعلم مع جهاز كمبيوتر بكفاءة عالية، ومصطفى حمدى حافظ يحفظ 8 أجزاء من القرآن، وهو طالب بالثانوية الفندقية.
واعتبر الدكتور محمد البنا نقيب الأطباء بالمحافظة، أن هناك أسباباً رئيسية تؤدى إلى ارتفاع نسبة المعاقين، حيث لا يوجد الاهتمام بالأمراض والفيروسات التى قد تصيب بإعاقة، إذا تم الإهمال فى علاجها، مثل الحصبة الألمانى، وأضاف: إن زواج الأقارب يؤدى بنسبة كبيرة إلى الإصابة بتشوهات جنينية ومنها إعاقات تؤدى إلى ولادة أطفال معاقين ذهنياً وجسدياً.
وأكد «البنا» ضرورة التأكد من الأدوية التى يتعاطاها المواطن حتى تكون مناسبة للمرض، الذى يعانى منه، فمن الممكن أن يكون أى دواء خاطئ يتم تعاطيه يؤدى إلى التسبب فى إعاقة، مشدداً على ضرورة ألا تقوم السيدات أثناء فترة الحمل، بتعاطى أدوية تؤثر على حياة الجنين، وقال إن زواج الأقارب له نفس الدور فى الإصابة بأمراض قد تؤدى فى النهاية إلى إعاقة.
وأضاف البنا إن هناك أسراً لا تهتم بالتطعيمات الخاصة بالأطفال مما يؤدى إلى خروج أطفال مصابين بالشلل، تكون الأسرة هى المسؤولة عن إعاقته، وتابع أن العلم تقدم كثيرا، حيث إن هناك أبحاث لاكتشاف الجنين المعاق قبل ولادته.
وقال عبدالفتاح السيد، مدير عام جمعية التأهيل المهنى، إن مكاتب التأهيل المهنى على مستوى المحافظة، تقوم برعاية جميع فئات المعوقين من الجنسين، وتوجيههم بما يتناسب مع إمكانياتهم البدنية والصحية، ومنح شهادات التأهيل المهنى التى تسمح بتشغيل ضمن نسبة 5% المقررة قانوناً.
وأوضح «عبدالفتاح» أن المعاق الحاصل على مؤهل دراسى، يتم منحه شهادة التأهيل المهنى، بينما المعاق الأمى تقوم الجمعية بتدريبه على بعض المهن مثل السباكة الصحية والنجارة، مع مراعاة توزيعهم على المهن التى تتناسب مع ظروفهم الصحية، بالإضافة إلى توجيه الحالات الحاصلة على شهادات التأهيل، إلى مكتب عمل المعوقين تمهيداً لإيجاد فرص العمل المناسبة فى الشركات، التى ترسل خطابات تطالب عمالة من ذوى الاحتياجات الخاصة.
ومن جانبه قال محمد الحلوانى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى فى المحافظة، إن ذوى الاحتياجات الخاصة من الفئات الموجودة فى المجتمع، والتى تساهم المديرية فى اندماجهم فى المجتمع، ونشر ثقافة تقبل الآخر، وتدريب الأطفال على تقبل ذوى الاحتياجات الخاصة، بدون استهزاء بهم، فضلاً عن تدريب المجتمع على التكييف المعاقين.
وأكد أن المديرية تقوم بتفعيل جميع القوانين والقرارات التى تساهم فى اندماج ذوى الاحتياجات الخاصة فى المجتمع، وتوفير حياة كريمة لهم، لافتاً إلى أنه أصدر تعليمات إلى الوحدة الاجتماعية التى تبلغ عددها 81 وحدة على مستوى المحافظة، بصرف معاش لكل معاق يقدر ب 85 جنيهاً.
وأوضح «الحلوانى» أن المعاش لا يشترط بلوغ المعاق سناً معينة، بل على أى معاق التوجه إلى الوحدة القريبة له، ويقدم حافظة مسنتدات تتضمن الأوراق اللازمة، حتى يتكمن من الحصول على المعاش.
وتابع: «إن المديرية قامت بتوزيع عدد من الموتوسيكلات المجهزة على المعاقين «إعاقة حركية»، بعد إجراء «قومسيون» طبى والبحث الاجتماعى لهم، فضلاً عن منح سيدتين لأول مرة «موتوسيكلات»، لكى يؤدى إلى التفاعل مع فئات المجتمع المختلفة».
وأضاف أن المديرية تقوم بدمجهم فى مجال التعليم عن طريق تدشين مشروع المدرس المساند، الذى تتبناه، جمعية الأمل، المقصود بها وجود مدرسين فى الفصل الواحد، الأول يقوم بالتدريس، والآخر بالتحصيل.
وتابع: «إن الجمعيات الأهلية تقوم بتدريب المعاقين على بعض المهن التى تتناسب مع ظروفهم الصحية، من حيث درجة الإعاقة ونوعها، حتى تؤهلهم على اختراق سوق العمل».
ندى ثابت .. مرشحة «نوبل» التى رزقت بطفل «معاق» فقررت أن تهب حياتها لمساعدة «ذوى الاحتياجات»
«حول ألمك إلى وسيلة لإحياء الأمل».. بهذا الشعار استطاعت السيدة السكندرية ندى ألفى ثابت، أن تلفت أنظار العالم بتجربتها الإنسانية لتكون العربية الوحيدة ضمن 1000 سيدة ترشح لجائزة نوبل عام 2007، وتحصل على جائزة ال»تلى أورد» الأمريكية، التى تسلمتها فى الثالث والعشرين من نوفمبر الماضى، لريادتها فى مجال الصحة النفسية وحقوق الإنسان، وجهودها فى مجال دعم المعاقين.
تروى ندى قصتها، التى بدأت عام 1980، وبالتحديد يوم 2 مارس، وهو اليوم الذى ولدت فيه ابنها الثانى ماجد، عندما اكتشفت اختلافه عن بقية الأطفال، بعجز أغلب حواسه، بسبب خطأ أثناء الولادة، حينها انتابتها مشاعر الحيرة والألم، وزادت قسوة الأمر عندما اكتشفت المفاجأة الأكبر أنه يجب معاملته كمتخلف عقلياً، بالإضافة لعدم قدرته على الرؤية أو الكلام الصحيح، التى تسبب بها ضمور خلايا المخ، خاصة ما يتصل بالعين، التى لم تكن تستطيع أن تبصر رغم سلامتها.
بدأت الأم رحلتها فى التنقل بين الدول، بحثاً عن علاج لابنها، وعن طريقة للتعامل الأمثل معه، تعلمت خلالها بعض الأشياء التى تساعدها فى تنمية مهاراته، وتحسين قدراته العقلية، إلا أنها لم تتخيل أن تلك الجهود ستؤتى ثمارها، إلى أن فوجئت ذات يوم بما سمته وقتها «المعجزة»، التى تمثلت فى تمكن الطفل من الرؤية، عندما رأته فجأة ينظر باتجاه زجاجة الحليب، ويشير إليها، وكانت تلك الإشارة هى شرارة البداية لرحلة الأمل.
التحسن فى حالته شجعها على الاستمرار فى رعايته بشكل دؤوب، بعد أن تحول من أعمى لا يبدى أى رد فعل، إلى طفل آخر، يتكلم ويضحك ويسبح ويرتدى ملابسه بنفسه، ليلتحق بمراكز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، التى استطاع من خلالها رعاية نفسه، ليشعر لأول مرة بأنه مثل أخيه يستطيع أن يذهب إلى المدرسة.
مع الوقت والرعاية المكثفة ومحاولة الأم التركيز على تنمية جميع مهارات الابن، بدأ ماجد يتعلم مهارات أكبر، واستطاع أن يميز الألوان والأشكال والأحجام، وتعلم ركوب الدراجات بمهارة، كما تعلم السباحة، التى حقق بها فيما بعد، مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية.
«بدأت أتعلم لكى أعلمه.. لأتعلم منه ما يحتاجه طفل مثله»، هكذا قالت ندى، وأوضحت: «فى البداية تعلمت كيفية وضع نظام غذائى صحيح، والابتعاد عن ألوان معينة مثل الألوان الصاخبة، التى تزعجه، كما تعلمت كيفية استخدام بعض العبارات والكلمات لكى يرددها ويتعلمها، وكان ذلك وهو فى سن 10 سنوات، وظل هكذا إلى أن بلغ سن 16، وهنا بدأت مشاكل من نوع مختلف كانت معها رحلة معاناة جديدة بخصوص استخراج البطاقة الشخصية، الأمر صعب خاصة أنه غير مقيد فى مدارس خاصة أو حكومية، وفى سن 18 سنة كان لابد من تحويله لمصحة نفسية وعصبية كمجنون ومريض عقلى للإعفاء من الخدمة الوطنية رغم أنه غير مريض عقلياً أو مجنون، وفى سن 21 لا يستطيع أن يتعامل مع البنوك أو الحسابات، لأنه غير كامل الأهلية والقانون لا يسمح له بالتصرف فى أمواله».
هنا جاءتها الفكرة واستولت على كل تفكيرها، عام 2000، بعد إتمام ابنها عامه العشرين، وأضافت: «اعتبرت أن ما مر بى هو بمثابة رسالة، فهمت منها لماذا منحنى الله هذا الطفل، ليصبح ماجد وأمثاله هدف حياتى»، وضعت مشروعها فوق قطعة أرض صغيرة تمتلكها أسرتها فى منطقة برج العرب، كان مقرراً له أن يكون فيلا لهم، لتحوله إلى قرية تعمل كجمعية ومركز تأهيل للبالغين من الجنسين ذوى الاحتياجات الخاصة، تحمل اسم «قرية الأمل».
ولم تكتف ندى بتحقيق آمال المعاقين داخل قريتها، بل انطلقت من خلالها للسعى وراء تعميم تجربتها، بل السعى من خلال العمل مع منظمات المجتمع المدنى لتغيير القوانين، وتقديم أفكار جديدة تطبق على نطاق أوسع لخدمة المعاقين، بدأت بإنشاء شبكة للتعاون بين 22 جمعية عاملة فى نفس المجال للدفاع عن حقوق متحدى الإعاقة الذهنية.
«رؤوف».. معاق «توحدى» يحفظ 5 أجزاء من القرآن..ويستخدم الكمبيوتر
مرض التوحد أحد أمراض ذوى الاحتياجات الخاصة، الذى تم اكتشافه عام 1943، ويتميز المصابون بهذا المرض ببعض السمات ومنها القصور فى النمو الإدراكى واللغوى، وعدم المشاركة الاجتماعية مع الآخرين، ولكنهم يفضلون التواصل مع الأشياء، والربط بين اليد والعين، ووجود لزمة معينة لهم.
رؤوف حمدى يبلغ من العمر 19 سنة، يعانى مرض التوحد، حاولت أسرته التغلب على سمات هذا المرض، وتحدى إعاقته، والتعديل من سلوكياته الانطوائية، كما قال والده حمدى محمد ل«إسكندرية اليوم» وأوضح: فى بداية الأمر حاولنا تعديل سلوك ابنى واختراق عالمه، وإدماجه فى المجتمع من خلال مشاركته فى أحد النوادى، والذى ساعد فى انفتاحه على الحياة والتواصل مع الآخرين».
برر «حمدى» تعامل ابنه على الكمبيوتر ببراعة، قائلاً: بدأ ابنى التعامل مع الألعاب التى تعمل بنظام «الريموت»، منذ حوالى 5 سنوات، وتمكن من السيطرة عليها، والتعامل مع الكمبيوتر بدرجة متقدمة، دون توجيه من أحد، وكان يفضل الجلوس بجوارى أثناء تعاملى مع جهاز الكمبيوتر، ومشاهدة ما أقوم به من حركات، وذات مرة أثناء جلوسى على الكمبيوتر، رن جرس التليفون فتركت الجهاز، وعندما حضرت وجدت رؤوف يشتغل على الجهاز، دون مساعدة أحد».
وقال «حمدى» إن ابنه من أوائل مرضى التوحد على مستوى العالم، الذين بدأوا فى التعامل مع جهاز الكمبيوتر قبل سنوات عديدة، ويحفظ ما يزيد على 5 أجزاء من القرآن الكريم.
وأوضح أن ابنه فى المرحلة التمهيدية فى المدرسة، والتى تساعد ذوى الاحتياجات الخاصة، على الاعتماد على أنفسهم فى شراء المأكولات، والاندماج فى المجتمع، والتعامل مع الآخرين، وتعليمهم بعض المهام الحرفية، مثل صناعة الشمع والسيراميك».
وطالب حمدى بدمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى الدولة، ومعاملتهم معاملة كريمة مثل الدول الأوروبية، وتفعيل القوانين والقرارات الصادرة بشأن المحافظة على كيان هذه الفئة، قائلاً: «إن الدولة تحاول المحافظة على حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، إلا أن صغار الموظفين يتقاعسون عن أداء أعمالهم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.