"الصحة تاج على رؤوس الأصحاء" عبارة لم يلتفت لها مسئولو المستشفيات الحكومية، التى غزتها القمامة والحيوانات كنزيل جديد، لتصبح ملجأ للأوبئة وتنصرف عن مهمتها الأساسية فى مكافحة الأمراض لتصبح مستوطنا لها وعاملا أساسيا لعدوى مرضها وتفاقم معاناتهم. فعلى غير العادة أصبحت المستشفيات الحكومية التى تعتبر الملاذ الوحيد لمواطنى الطبقة الفقيرة، معقل الإهمال الذى تفشي في كافه أرجاءها، فبمرورك على مستشفي حميات إمبابة، تنجذب عيناك لمظهر خالف الطبيعة وقواعد الصحة العامة، فالقمامة تزين أسوارها والقطط نزيل يجلس بجوار مرضي الحمى. فبعد دخولك إلى المستشفي بخطوات تجد أماكن الزيارة تحولت إلى حديقة عامة، يفترشها الزائرين كنزهة، فتجد أطفال صغار يلهون ويلعبون وأطعمة متناثرة حولهم تجمع علي بقاياها الحشرات الطائرة، وعلى جانب آخر رجل أمن يشاهد ما يحدث دون أن يلتفت إلى حجم الجريمة التى يرتكبها فى حق المرضي والأطفال. وبالمرور على عنابر المرضى التى أصبحت مأوى للحيوانات يتعامل معاها المرضي وذويهم بتلقائية شديدة كمنظر مألوف أعتاده المصريون امتداداً لمسلسل الإهمال المتفشي فى أغلب المستشفيات، التى أجبروا على التعامل معها بحكم حاجتهم الشديدة للعلاج. وأمام مبنى العناية المركزة الذى يعتبر من أهم الغرف الموجودة داخل أي مستشفي، تجد القمامة حارس على ما يحويه من أتربة وإهمال وكأن عيون المسئولين قد غضت بصرها عن النظر إلى ما وصل إليه حال المستشفيات الحكومية لتتركها فريسة للإهمال ويظل المواطن المصرى الضحية الذى يدفع بصحته ثمناً لإهمال المسئولين. ولم يقتصر الإهمال خارج المبني فقط، بل داخله أيضاً في أكثر مكان تعقيماً أو من المفترض ذلك فقد أصبح مأوي للحيوانات والأتربة، بدلاً من مراعاته وتعقيمه ليلاءم صحة المرضي ويساعدهم علي الشفاء ولكن علي العكس. جدير بالذكر أن الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، قام بزيارة مفاجئة للمستشفي، العام الماضي قام بتحويل إدارة المستشفي للتحقيق ولكن لا حياة لمن تنادي.