هى عدة مشاهد تجمعت لتصف الصورة التى وصل إليها المجتمع الاستهلاكى، من مهملات شعب لم يعرف معنى الوطن ، فضلاً عن أكوام القمامة التي تزين كل شارع في مصر كبصمة شعبية مصرية من الدرجة الأولي. ومن هنا حاولت كاميرا "بوابة الوفد " إلقاء الضوء عليها لتسجيل جزء من الواقع المصري ومحاولة إيلام الشعب بمسئوليته على تلك الصورة التى ستسجلها كتب التاريخ لشعب ثار على النظام ولم يستطع الثورة على نفسه، تم رصد الواقع المصري من تحت الكوبري، فكل كوبري في مصر حكاية، ولما أسفله حكاية أخرى، قصة تروى هوية أشخاص أو ما يأملونه من النظام القائم، وقصة أخرى يندى لها الجبين خجلاً. كوبري أبو الفدا وعن كوبري أبو الفدا الواقع في منطقة الزمالك فيشهد صورة أخرى من الإهمال، فأسفل الكوبري تراصت أكوام القمامة، في شنط سوداء تتكوم بها مخلفات المنازل، تلك الشنط التي التفت حولها حيوانات الشارع من القطط أو الكلاب للبحث عما تقتات به، فتركت الشنط مفتوحة تنوء بما في داخلها، في مشهد جدير بتسجيل مصر ضمن دول العالم الثالث عن جدارة. ومن هنا يعلو التساؤل الذي دار بخلد الكثيرين، هل اعتزم سكان الزمالك على تشويه منطقتهم التى هي من أرقى المناطق في مصر كلها بهذا الشكل، أو أن هناك دخلاءً يحاولون الثورة على الطبقية، وبالرغم من كون غرابة تلك الأسئلة إلا أن الواقع أغرب بشكل أكبر كما رصدت الصورة المذكورة. الكوبري الدائري بالخصوص وعن الكوبري الدائري بمنطقة الخصوص قفد تراصت اسفله اتلال من القمامة على الجانبين ، التى لم تعط متسع للمارة سوى عدة اشبار ، في مشهد يرثي لها .. ولكن ما يزيد الأمر اندهاشاً هو تعامل قانطى المنطقة مع تلك الأزمة التى بدت مألوفة أكثر من اللازم بالنسبة لهم . كوبري بشتيل وعن الكوبري الدائرى الموجود بمنطقة بشتيل فقد شهد واقعا مماثلا حيث تراصت القمامة أسفل الكوبري بأشكال متفرقة، والتى يبدو عليها مرور السيارات الوافدة والغادية، حتى فرقتها بهذا الشكل المألوف. كوبرى المرج أما عن كوبري المرج فقد شهد صورة مطابقة لذلك المشهد المخزى لكل كبارى مصر ، حيث تكومت أسفله أكياس الفضلات البلاستيكية، التى جعلتها مرتعا للكلاب الضالة. كوبري الدقي على الرغم من تكوم عدد من الأكياس البلاستيكية أسفل ذلك الكوبري، إلا أن كوبري الدقي شهد واقعا أخف لتجمع عدد من الأكياس البلاستيكية أسفله التى تخص مواطنين لم يراعوا حرمة الطريق ولا نظافة المكان .. رافضين أن يمروا بالمكان دون وضع بصمتهم المخزية .