على خطى القمامة رُسمت حدود القليوبية لمجتمع استهلاكى لم يدرك بعد معنى لكلمة "وطن" .. فشوارع المحافظة تعج بأطنان المهملات التى يترنح فوقها قانطيها ذهابًا وإيابًا دون أى مبادرات تذكر لحل تلك الأزمة القائمة. فبالتوغل عمقًا داخل محافظة القليوبية، تسكن شوارع كاملة حفت ب"الزبالة" كحال شوارع قرية المنية التى تستضيف أتلال كاملة من المخلفات في مشهد يؤلم ولا يبالي للمتضررين، ولا يختلف الوضع كثيرًا بمدينة الخصوص التى تستوعب 750 ألف نسمة بعائلاتهم ومنازلهم وقمامتهم التى لم تسعها البيوت ووسعها الشارع العريض، وليس هناك داعي للإكثار بالتحدث عن قرية القلج التى شهدت واقعا مماثلا. المنية وجدران مشينة فعند رصد الوضع بمحافظة المنية بشارع المنية العمومى رصدت كاميرا بوابة الوفد عدة مشاهد للقمامة التى زحفت على جدران المنازل، وتراصت بجوانب الشارع، يمينه ويساره، ليرتفع التساؤل في الأذهان عن الحال الذى يعايشه قانطى تلك المنازل من رائحة لا تطاق وما يترتب عليها من حشرات طائرة. الخصوص وسطور أخرى ولمدينة الخصوص في ذلك الشأن قصة أخرى، فأسفل الكوبرى الدائرى وبالتحديد في محطة "السائيلي" توجدات أتلال من القمامة بطول الكوبري، التى تعامل معها السكان بصورة طبيعية كمسلمات لا اعتراض عليها، وزاد الأمر سوءًا بمياه الصرف الصحى التى ابتلعت جزءًا من المكان في صورة يرثي لها لأرض تقع تحت نطاق القاهرة الكبرى التى يتحاكى عنها الجميع. الجدير بالذكر أن أعلى الكوبري تساوى مع أسفله في معايشة الواقع المقزز هذا، فهناك أيضًا تجمع أكثر من كيس دل على محتواه من الأوراق البازة منه، ليرتفع التساؤل الثانى عن كنه تلك الأفعال البشرية التى لم تحترم آدميتها ولا ماهية الأرض التى تقف عليها. جبال وتلال بالمرج وفي منطقة العزبة البيضاء الواقعة بعد محطة المرج تم رصد واقع شبيه بالمناطق الأخرى، حيث وقف جبل من جبال القمامة الذى تم حرقه من قبل، وتم تزويده مرة أخرى من قبل السكان بالقمامة، كما يصف المشهد بتفحم جزءًا من تلك التل وثراء الجزء الآخر ب ... . صورة 9 سكك حديد القلج وعلى قضبان محطة المرور بالقلج شهدنا ذات الصورة المكررة، فلم يرحم الواقع المخجل محطات السكة الحديد التى آنت تحت عجلات القطار من ناحية وتحت أكياس المخلفات الاستهلاكية من ناحية أخرى، تلك الصورة التى برهنت على جرم المواطنين من الناحية وعلى ثقوب آذان المسئولين من ناحية أخرى. المرج واللغة وواقع يختلف وعن آخر المناطق التى وطأتها كاميرا الوفد كانت منطقة المرج الجديدة، التى لم تأخذ من اسمها شيئًا، فالمرج في لغتنا تعنى التل الأخضر وبطبيعة الحال المعاصر لشوراع القليوبية تم رسم ذات الصورة، ألوانها بألوان القمامة الباهتة وخطوطها المؤلمة رسمت على وجوه المارة التى لم تبرأ أيديهم أو تدان بعد من جرم المشهد المرصود.