"قطر مستعدة للوساطة في مصر حتى لا تثتسنى أي طرف".. تصريح جديد خرج على لسان وزير الخارجية القطري خالد العطية، في محاولة جديدة من قطر لفتح باب التصالح مع جماعة الإخوان والعودة إلى المشهد مجددًا من خلالها. جاء التصريح خلال حواره مع قناة "التليفزيون العربي" والذي أبدى خلاله استعداد بلاده للقيام بدور الوسيط بين النظام المصري وجماعة الإخوان، رافضًا وصف جماعة الإخوان بأنها "إرهابية" وأن بلاده لا تستطيع مقاطعة جماعة الإخوان. خبراء الشأن السياسي أكدوا أن مصر لن تقبل بأي مصالحة مع الجماعة ولا توجد مقارنة بين دولة وجماعة إرهابية، وأرجعوا ذلك التصريح بأنه محاولة قطرية لعودة الإخوان إلى المشهد مجددًا. عبد الله المغازي، معاون رئيس مجلس الوزراء، رأى أن قطر لا تصلح أن تكون طرفًا في المصالحة، فلا يوجد تواصل بينها وبين مصر على أي مستوى حتى تطلب تلك الوساطة التي لا حق لها فيها، فضلًا عن أن موقف قطر متحيزًا لجماعة الإخوان التي لفظها الشعب المصري، وبالتالي لن تقبل الدولة المصرية مثل تلك المبادرات. وأضاف، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن الدولة المصرية لا تقبل سياسية ليّ الذراع، بمعنى أن توضع في موقف متساو مع الجماعة على مائدة مفاوضات واحدة، إلى جانب أن الدولة المصرية لا يدور في ذهنها مبدأ المصالحة؛ لأن الطرف الأخر هو جماعة الإخوان الإرهابية. وتابع المغازي أن القيادة السياسية المصرية لا يشغل بالها فكرة المصالحة مع الجماعة، وأن كان في يوم سيحدث فلن تكون قطر هي الوسيط؛ لأنها وسيط غير نذيه أو محايد، مشيرًا إلى أن إعلان قطر رغبتها في المصالحة دليلًا على أن الدولة المصرية تسير في الإتجاة الصحيح، وأن الجماعة في الوقت ذاته تلفظ أنفاسها الأخيرة. وأشار إلى أن وصف وزير الخارجية القطري "العطية" جماعة الإخوان بأنها ليست إرهابية رغم صدور حكم بأنها محظورة، هو أمر متوقع لأن قطر هي من تقدم للجماعة الدعم المادي واللوجيستي، وتقوم باستضافة أقطابها في قنواتهم الداعمة للإرهاب ويقومون من خلالها بالتحريض ضد الدولة المصرية، فإن كانت جماعة الإخوان إرهابية فإن قطر راعية للإرهاب. ووصف أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، هذا الإعلان بأنه "بجاحة سياسية" جاء من دولة ترعى الإرهاب بكل معانيه، وتأخذ من مصر موقف عدائي لمجرد أنها لفظت جماعتها ورفضت حكمها، ولم تكتف بذلك بل حاولت أيضًا تقويض استقرار البلاد، مؤكدًا أن الثعالب أمثال قطر لا دين لها. وتابع أن قطر تحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء عبر تلك الوساطة التي لا طائل منها، لكن الشعب المصري لا حاجة له لمثل تلك المصالحة المرفوضة والتي جاءت من خلال طرف مرفوض لصالح طرف آخر مرفوض. ولفت إلى أن قطر ليست طرف محايد كي تلعب هذا الدور، فضلًا عن أن جماعة الإخوان ليست جماعة سياسية كي يتم المصالحة معها، ولكنها إرهابية بحكم القانون، فالمصالحة مرفوضة شكلًا ومضمونًا من حيث الأطراف والقضية. وأرجع أن الهدف من إعلان تلك المبادرات هو محاولة لمنح جماعة الإخوان فرصة جديدة للعودة إلى المشهد السياسي من جديد، بعدما هزموا شر هزيمة نكراء، موضحًا أن ذلك العرض جاء بسبب الضربة الجديدة التي تلقتها الجماعة بعد نجاح مشروع قناة السويس، فهي محاولة للتحايل على تلك الهزيمة والدخول من منفذ جديد. وأكد أن فائد تلك المصالحة تعود على جماعة الإخوان التي تعتبر الابن المدللل لقطر، التي تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أطراف الجماعة؛ لكنها محاولة فاشلة ولن تجدي بأي جديد. "يكذبون كما يتنفسون".. هكذا عبرت سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية، مؤكدة أن المصالحة مع الجماعة لم تعد إرادة أحد إنما هي إرادة الشعب المصري استُبيحت دمائه وأمنه القومي، لن يقبل أي مصاحة معهم. وأشارت إلى أن أي مصالحة يجب أن يكون لها شواهد على الصدق والمصداقية، والإخوان ما هم إلا جماعة إرهابية صعدوا إلى الحكم وعاشوا تجربة حية مع الشعب المصري انتهت بثورة الأخير عليهم، وإصرار الشعب على اسقاطهم. ولفتت إلى أن الجماعة تبحث في الوقت الحالي عن ثغرة تنفذ منها، لتعدوا إلى الحكم من جديد، لكن تحركاتهم السياسية أصبحت مكشوفة؛ وعُرف أنها تتلقى دعم مادي ودولي لتخريب البلاد، وهو ما كشف مدى كراهيتها للمصريين. وأضافت أن مصر لم تطلب حل سياسي مع جماعة إرهابية، لأن هناك فارق كبير بين دولة وجماعة إختارت الإرهاب، فالدولة المصرية ليست في خصومة مع أحد ولكنها أكبر من محاولات لفتح ثغرات في جدار ردمه الشعب منذ 30 يونيو.