"القشة التي قصمت ظهر البعير".. ينطبق هذا المثل علي تفجير روكسي الذي وقع أمس بواسطة عبوة بدائية الصنع، فعلي الرغم أن هذا الانفجار يعد بسيطا مقارنة بالتفجيرات التي وقعت سابقا الا انه تسبب في اقالة اللواء أسامة بدير مدير أمن القاهرة، اثناء تواجده في موقع الحادث. وجاء ذلك بعد حديث مقتضب مع اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، عن الاسباب الأمنية التي تسببت في وقوع الانفجار خاصة انه يبعد مئات الامتار عن قصر الاتحادية الرئاسي، ورد بدير مبررا القصور الامني بأسباب غير منطقية، وتمت اقالته بنفس الطريقة التي اقال فيها الرئيس الرئيس الاسبق حسني مبارك اللواء حسن الالفي بسبب تفجير 1997 في موقع الحادث بالاقصر، فالاثنين تمت اقالتهما في الشارع في موقع الحادث بسبب حوادث إرهابية. والساخر في الواقعة انه تم تعيين اللواء خالد عبد العال بدلا من "اسامة بدير" في نفس موقع الحادث، وهنا جاء دور" عبد العال" ليثب انه تولي المنصب ليس عن طريق الصدفة بل بسبب الكفاءة والخبرة، ليعد خططًا مستقبلية لمنع وقوع الحوادث الارهابية، واعداد خطط كاملة لتأمين المنشآت المهمة والحيوية واستخدام اساليب حديثة لمكافحة الجريمة قبل وقوعها وهو مما يطلق عليه عمليا "الوقاية من الجرائم"، بالاضافة الي طرق منهجية للقبض علي المتهمين في اي وقائع ارهابية باستخدام اساليب تكنولوجية، والعديد من المهام التي تنتظر "خالد عبد العال" ليثبت للجميع انه اهل للمنصب عن جدارة، خاصة انه من أبرز القيادات التي حالفها الحظ للترقي مرتين في عهد وزير الداخلية الحالي، الترقية الأولى كانت بعد 24 ساعة من توليه منصب مدير إدارة قطاع التفيش والرقابة، ليرتقي إلى منصب نائب مدير أمن القاهرة، ثم مديرًا لأمن القاهرة خلفا للواء أسامة بدير. وذكرت مصادر أمنية ان السبب في سرعة ترقيته أن "عبد العال" مشهود له بالحركة والحماس دائما، وأنه رجل ميداني يرفض الجلوس على المكاتب، وظهر ذلك خلال الفترة الأخيرة منذ توليه نائب مدير أمن القاهرة، وجولاته الميدانية لتفقد الحالات الأمنية والتي كانت آخرها تفقده لحادث انفجار عبوة بروكسي، والذي تلقى فيه خبر تعيينه. وعن حياته المهنية، تبين أن اللواء خالد عبد العال قضى في الخدمة 36 سنة منذ أن تخرج من كلية الشرطة 1979م والتحق بالعمل بقطاع الأمن المركزي بوحدة العمليات الخاصة وبعدها ترقي لعدة مناصب قبل ثورة 25 يناير، حيث عمل بقطاع الأمن العام ثم تولي إدارة شرطة الكهرباء وبعدها التحق بالعمل كوكيل لجهاز أمن الدولة بالقاهرة، ثم جاءت المحطة الاخيرة التي ترقي فيها سريعا حيث تولى منصب نائب إدارة التفتيش والرقابة بالوزارة، ثم مدير إدارة التفيش والرقابة بمحافظتي القاهرة والجيزة، ثم نائب مدير امن القاهرة الي ان وصل للمنصب الحالي. تأتي إقالة مدير امن القاهرة بعد عدد من الحوادث الإرهابية التي شهدتها العاصمة في الفترة الاخيرة، وكان اشدها اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات اثر استهداف موكبه بمصر الجديدة، وآخرها تفجير القنصلية الايطالية السبت الماضي، مسفرا عن قتيل و9 مصابين. وفي مايو الماضي وقع انفجار اعلي كوبرى 15 مايو، اسفر عن استشهاد امين شرطة واصابة اثنين من المدنيين، وفي مارس وقع انفجار بمحيط دار القضاء العالي، اصيب علي إثره 11 مواطنًا بينهم مجندين وضابطين و7 مدنيين. واستشهد ايضا العقيد وائل طاحون مفتش مباحث القاهرة، علي يد مسلحين كانا يستقلان دراجة بخارية اطلقا عليه النيران، وفي سبتمبر الماضي انفجرت قنبلة بجوار كمين للشرطة امام وزارة الخارجية واسفرت عن استشهاد المقدم محمد محمود أبو سريع، الذي كان الشاهد الرئيسي في قضية الهروب من سجن وادي النطرون.