«الانترادي» آلية تسمح للمتعاملين في البورصة ببيع ما تم شراؤه من أوراق مالية في اليوم التالي، الآلية تم ايقافها بصورة مؤقتة عقب العمل بآلية تسوية التداولات بنظام اليوم الواحد. ايقاف آلية «الانترادي» أشعلت موجة غضب بين المستثمرين في البورصة، حيث حرمت شركات السمسرة من العمل بها، وتكشف «الوفد» كواليس ايقاف الآلية وتداعياتها على سوق المال. فوجئت شركات السمسرة يوم الأربعاء الماضي بخطاب من المقاصة يفيد بايقاف التعامل بآلية «الانترادي»، والعمل بنظام تسوية التعاملات بنظام اليوم الواحد، ولم يبرر الخطاب أسباب ايقاف الآلية التي اعتبرو ايقافها اضرار بشركات السمسرة والمتعاملين، إذ إن وفقاً للسماسرة ايقاف العمل بنظام «الانترادي» سيضر شركات السمسرة الصغيرة، في حين أن آلية تسوية التعاملات بنظام اليوم الواحد التي تم العمل بها الخميس الماضي يستفاد منه الشركات الكبرى فقط، بسبب قدرتها على توفير الملاءة المالية، غير المتوافرة للشركات الصغيرة من السمسرة. ايقاف الآلية فتح العديد من التساؤلات حول صدور قرار بشأنها من الرقابة المالية، وهو ما نفاه شريف سامي رئيس الرقابة المالية أن الرقابة المالية لم تصدر قراراً بهذا الشأن وأن القرار الصادر يهدف الى تفعيل آلية تسوية التعاملات بنظام اليوم الواحد. خبراء السوق والسماسرة اعتبروا قرار الايقاف ل «الانترادي» يعد ضررا على السوق وشركات السمسرة هو ما قاله محمد الدشناوي خبير السواق المال أن اليوم الأول لتطبيق تسوية التداولات بنظام اليوم الواحد، وايقاف آلية «الانترادي» شهد العديد من المشاكل في شركات الوساطة وتسبب في حالة من الارتباك بين السماسرة، حيث إن عدم اكتمال البنية الأساسية اللازمة لتطبيق النظام ضاعف هذا الارتباك خاصة عدم وجود ربط الرصيد الورقي مع الرصيد النقدي للعملاء من خلال برنامج BIMS والذي يعتبر مهماً جداً خاصة في الشركات التي لديها خاصية المارجين للعملاء وكذلك عدم امكانية التطبيق على التداول الالكتروني. وتابع أن «البورصة لم تستفد من نظام تسوية التداولات بنظام اليوم الواحد، حيث لم تشهد زيادة احجام التداول في الجلسات الماضية بسبب ان أسعار الأسهم تعمل بالأسعار المتدنية مما منع استفادة العملاء من الخاصية الجديدة، الا أنه متوقع أن تفيد البورصة في المستقبل القريب مع رفع احجام التداول قطعاً». وأشار صلاح حيدر خبير اسواق المال الى أن ايقاف آلية «الانترادي» حرمت شركات السمسرة من التعامل فيها، حيث إن تسوية التعامل بنظام اليوم الواحد لن تفيد الشركات الصغيرة، وهو ما دفع المستثمرين الى تخبط في أول أيام التطبيق، الا أنه من المتوقع مع مرور الجلسات سيتضح تلك الآلية ونتائج تسويات اليوم الواحد. بسؤال محمد عبد السلام رئيس المقاصة عن ايقاف آلية «الانترادي» بصورة مؤقتة، وكذلك عمل تسوية التداولات بنظام اليوم الواحد أكد اضطراره الى ايقاف آلية «الانترادي» بصورة مؤقتة منعاً لحالة الارتباك واللخبطة المتوقع حدوثها بين شركات السمسرة بعد تطبيق آلية تسوية التداولات بنظام اليوم الواحد «T+1» والخلط بين الآليتين. وقال: إن الآلية سيعود العمل بها بدءا من الاسبوع القادم الى أن يعتاد السماسرة على العمل بآلية تسوية اليوم الواحد، مشيراً الى أن اتخاذ هذا القرار تم بعد مراجعة العمليات التي تتم بنظام «الانترادي» والتي تبين أنه متوسطها لا يتجاوز 6 عمليات يومياً، وبالتالي فإن حجمها ضعيف للغاية ولن يكون له تأثير في حالة ايقافها مؤقتاً. وأضاف: إن «آلية تسوية التعاملات بنظام اليوم الواحد شهد في اليوم الأول لتطبيقه 420 عملية حجز بيع، تم تنفيذ 412 عملية، في حين أن 8 عمليات لم يتم تنفيذها لعدم وجود طلب وتم ادخالها في نظام التسوية العادي «T+2». وأشار الى أن برامج الشركات لم يتعرض الى آية أعطال، وأن النظام الجديد عمل بشكل منتظم، ولم تتلق الشركة أي شكاوي من شركات السمسرة، وأوضح أن تراجع السوق في جلسة «الأربعاء» لم يساعد الآلية الجديدة على التأثير في احجام التداولات وبالتالي السوق.