أكثر من 10 آلاف نسمة بقرية عزوز بمركز أبوقرقاص جنوب محافظة المنيا، يعيشون تحت خط الفقر، وإن شئت قل يعيشون حياة العدم، الأمراض أنهكت أجسادهم، والفقر المر الكاسر كسر ظهرهم وأحناه، حتى أصبح شعار: العدالة الاجتماعية فى توزيع ثروات البلاد، هو البرفان الذى يستخدمه بعض المسئولين بالمنيا لتجميل وجوههم. رصدت «الوفد» معاناة الأهالى الذين قهرهم الظلم وتجاهلتهم الحكومة، فماذا ننتظر من قرية لا يوجد بها مدرسة أو وحدة صحية؟ عدسة «الوفد» انتقلت إلي القرية، وكانت البداية مع الحاج سيد البكرى، الذى بادرنا، أنا مش عارف المسئولين ليه كارهين بلدنا، هو إحنا مش مصريين، وحقنا على المسئولين أنهم يراعوا ربنا فينا، إحنا عايشين ومش عايشين، وقريتنا مفيهاش، لا مدارس ولا صرف ولا وحدات صحية ولا أمان ولا نظافة، ومفيش فايدة، المسئولون (ودن من طين وودن من عجين). وعن «التعليم» تحدث خالد حميدة قائلاً: للأسف لا توجد مدرسة ابتدائية، أو إعدادية أو ثانوية، وهذا الأمر أثر بالسلب علي الأهالي، وأدي لارتفاع نسبة الجهل والأمية، إلي ما يقرب من 70% بين أبنائها. وأكد إسماعيل على، أن مسئولي التربية والتعليم بالمحافظة طالبوا أهل القرية بتوفير قطعة أرض لبناء مدرسة عليها، وبالفعل أوجد الأهالي لهم قطعة أرض تبلغ مساحتها 4 قراريط تابعة للإصلاح الزراعي وغير مملوكة لأشخاص، وقبل أن تتم الموافقة علي تخصيصها كمدرسة، فوجئ الجميع بأنه تم بيع تلك الأرض إلي أحد المواطنين، الذي لم يستغلها حتي الآن، ومازال يحيطها بسور، مما أثار غضب المواطنين، وجعلهم يقطعون الطريق الزراعي عدة مرات بعد مصرع عشرات الطلاب، فى أثناء ذهابهم إلي مدارس بندر الفكرية. ويؤكد عبدالشافى محمود، منازلنا مهددة بالسقوط، لعدم وجود شبكة صرف صحي، مما جعل منسوب المياه الجوفية يرتفع بدرجة كبيرة أسفل المنازل، مما جعلنى أقوم بدق مواسير مياه علي مسافة تزيد على 40 متراً تحت الأرض، لكي أضمن صرف المياه علي أعماق كبيرة، ولكن المختصين قالوا إن منسوب المياه الجوفيه ارتفع جداً وسيختلط بمياه الشرب. «ترعة الموت» كما أطلق عليها «سامى مجدى» أحد أهالى القرية التى حصدت أرواح أطفالهم فكل عام يغرق بتلك الترعة الصغيرة طفلان أو ثلاثة بعد وقوعهم فيها وهم يلعبون، بجانب انبعاث الروائح الكريهة منها، مما أدي إلي إصابة العشرات من أهالي القرية بالحساسية، علي الصدر والعديد من الأمراض الجلدية، فلا هي تفيدهم في الزراعة لتلوث مياهها، ولا تعمل كصرف صحي. والقرية تخلو من عمدة أو أي مسئولين يحتلون مناصب قيادية بالمحافظة، فلا يوجد بها مستشار أو ضابط أو مهندس، أو طبيب، وعدد من يعملون بالوظائف الحكومية لا يتعدون ال40 شخصاً ما بين عمال وموزعي خبز أو موظفين بمجلس المدينة، بينما يلجأ غالبية الشباب إلي الإقامة بمدينة المنيا، وفر البعض الآخر إلي القاهرة للعمل بالأجرة اليومية كعمال بناء، أو عمال نظافة. ويضيف محسن كريم، فلاح، قائلاً: بيوتنا في القرية دي من سنة 1938، أي قبل جمال عبدالناصر، وكنا ندفع ربع جنيه إيجاراً لكل متر، ولكن فوجئنا منذ حوالي سنة تقريباً، من موظفى أملاك الدولة والضرائب العقارية، طالبين من أهالى الفقراء بدفع جنيهين والنصف لكل متر في العام، هنجيب منين وإحنا مش لاقيين العيش الحاف. ويؤكد منصور سيد، أما عن الحالة الصحية بالقرية فحدث ولا حرج، حيث لا يوجد بالقرية وحدة صحية، أو أي عيادات خاصة أو صيدلية واحدة، الأمر الذي يدفع الأهالي للذهاب إلي مستشفي الفكرية، في حالة وقوع أي أصابات أو تدهور حالتهم الصحية، ناهيك عن وقوع العديد من الإصابات بلدغات الثعابين أو العقارب، والحالة الحرجة التي يصل إليها المريض حتي يتم نقله للمستشفي العام، فمنهم من يلفظ أنفاسه الأخيرة خلال عمليات نقله، دون أن يحرك ذلك ساكناً للمسئولين بالصحة.